تحول استراتيجي في السعودية نحو اقتصاد المعرفة و 8 مدن ضمن اليونسكو

منذ 3 ساعات

سلطت بعض الصحف الضوء على الانضمام الجديد لثماني مدن سعودية إلى شبكة مدن التعلم العالمية التابعة لليونسكو، معتبرة هذه الخطوة تحولًا جوهريًا في منهج التعليم الوطني نحو نموذج التعلم المستمر الذي يقود التنمية ويرفع كفاءة رأس المال البشري في المملكة

وأكدت الكاتبة الصحفية نوال الجبر أن الاعتراف الدولي ليس أمرًا رمزيًا بل يمثل شهادة عملية بقدرة المملكة على بناء منظومة تعليمية ديناميكية تستجيب لمتغيرات المستقبل وتتسق مع مستهدفات رؤية 2030 في الاقتصاد المعرفي

  وأشارت إلى أن هذا الإنجاز يعزز الموقع الدولي للسعودية في تطوير سياسات التعليم ويعكس ثقة المنظمات العالمية في جاهزية المدن الوطنية لتطبيق مفاهيم التعلم مدى الحياة في واقع تنموي متسارع

 وأوضحت الجبر أن مدن التعلم المعتمدة دوليًا تعرف بقدرتها على توفير برامج فعالة لإعادة تأهيل القوى العاملة ورفع مهاراتها بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل العالمي الذي يشهد منافسة شديدة في المجالات التقنية والمهنية

وبيّنت أن هذه المدن تهتم أيضًا بدعم الفئات المتأثرة تعليميًا من خلال مبادرات محو الأمية وتكافؤ فرص التعليم مما يجعلها منصات شاملة لتمكين المجتمع من اكتساب مهارات جديدة تعزز الإنتاجية وتدعم النمو الاقتصادي

 وأضافت أن التجربة السعودية في السنوات الأخيرة كانت نموذجًا واضحًا لهذه المعايير من خلال التوسع في برامج التدريب المهني والتحول الرقمي وتنمية المهارات الوطنية في قطاعات متعددة

 وأشارت إلى أن الرياض تمثل حجر الزاوية في التحول الرقمي وتطوير المهارات التقنية لتصبح مركزًا للابتكار والتعليم الحديث في المملكة بفضل مشاريعها الكبرى في قطاع التكنولوجيا

وفي المقابل تنفرد مدينة العلا بربط مسارات التعلم بالتراث والثقافة والسياحة المستدامة مما يتيح نموذجًا متميزًا يجمع بين حماية التاريخ وصناعة المستقبل في وقت واحد

 كما تحتل الجبيل وينبع ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية مواقع مهمة في التدريب الصناعي والتقني مستفيدة من تواجد منشآت كبرى تسهم في بناء كوادر وطنية مؤهلة للقطاع الصناعي الحيوي

وتبرز الأحساء والمدينة المنورة ورياض الخبراء كنماذج ناجحة للتعليم المجتمعي القائم على المشاركة المدنية وتفعيل دور المجتمع في نشر المعرفة وتشجيع التعلم التطوعي

 وترى الكاتبة أن التنوع التنموي بين المدن السعودية يعزز نجاح التجربة ويجعلها أكثر تأثيرًا عالميًا حيث تقدم كل مدينة نموذجًا خاصًا يتكامل مع بقية النماذج في المنظومة التعليمية الشاملة

وأكدت أن الشراكات الدولية تُعد عنصرًا أساسيًا في هذا التحول كونها تفتح آفاقًا واسعة للتبادل المعرفي وتطوير السياسات التعليمية بما يعزز من كفاءة رأس المال البشري الوطني

 وأوضحت أن استمرار انضمام المدن إلى الشبكات التعليمية العالمية يعد مؤشرًا قويًا على الجدية المؤسسية في بناء منظومات تعليمية مستدامة تستند إلى قواعد واضحة من الجودة والتطوير

وشددت على أن المملكة لم تعد مجرد مستهلك للمعرفة بل أصبحت منتجًا لبرامج وسياسات تعليمية تلهم المجتمعات الأخرى وتسهم في تكوين جيل قادر على الإبداع وخلق الفرص

وأشارت إلى أن المدن السعودية باتت شريكًا حقيقيًا في تشكيل مستقبل المعرفة العالمي الذي يعتمد على الابتكار والبحث والتطوير كعناصر محورية للنهضة الاقتصادية

وأضافت أن التعليم المستمر أصبح جزءًا أصيلًا من جودة الحياة في المملكة من خلال المبادرات الوطنية التي توفر حلولًا تعليمية مرنة تستوعب مختلف الاحتياجات المهنية والمجتمعية

 وبيّنت أن هذه الخطوة تمنح الأجيال القادمة مساحة أوسع للتأهيل والاستعداد لسوق العمل الذي يتطلب مهارات متجددة وتعلمًا لا يتوقف بما يضمن تعزيز التنافسية الوطنية على المدى الطويل

واعتبرت أن هذا التوجه يدعم رؤية 2030 التي جعلت التعليم ركيزة استراتيجية في بناء اقتصاد قوي ومستدام يقوم على المعرفة والابتكار والمهارات البشرية المتقدمة

 واختتمت الجبر بتأكيد أهمية استمرار هذا المسار لتصبح المدن السعودية فاعلًا أساسيًا في رسم ملامح المستقبل التعليمي عالميًا بما يعكس مكانة المملكة ودورها القيادي في تمكين المعرفة