تداعيات قرار إلغاء “التراكمي” في نتائج الثانوية
منذ 7 أشهر
تفاجأ طلاب مدرسة ناصر حلقان، في مديرية المواسط، بمحافظة تعز بنتائج الامتحانات النهائية للثانوية العامة، حيث شهدت المدرسة واحدة من أسوأ نسب النجاح في تاريخها
سجلت المدرسة في نتائج الثانوية لهذا العام نجاح اثنين فقط من أصل 58 طالباً، لتشكل هذه النتيجة صدمة كبيرة في أوساط الطلاب وأولياء الأمور، وإدارة المدرسة
ووصل الأمر أن بعض الطالبات تعرضن لصدمة عصبية استدعت نقلهن إلى المدينة لتلقي العلاج، في مشهدٍ غير مسبوق
الأستاذ رشاد العتواني، مدير مدرسة ناصر حلقان، وصف القرار الصادر عن وزارة التربية والتعليم بعدم احتساب درجات التراكمي للطلاب الذين حصلوا على أقل من 25 درجة في الامتحان النهائي بأنه “قرار صادم بكل المقاييس”، مشيراً إلى أن هذا القرار لم يتم إبلاغ المدرسة به مسبقاً، مما خلق حالة من الفوضى والذهول
يقول في حديثه “هذا القرار جاء بشكل انفرادي دون التشاور مع أي جهة تعليمية، مما تسبب في ضياع جهود الطلاب طوال العام الدراسي
ويضيف ” هذه النتيجة لن تُنسى وستظل وصمة عار في جبين من اتخذ هذا القرار الطائش”وأوضح العتواني “لم نُبلغ بهذا القرار مسبقاً، ولم يكن لدى الطلاب أي فرصة للتحضير له، وعندما سألنا بعد صدور النتائج عن السبب في عدم إضافة درجات التراكمي، جاءنا الرد بأن الطلاب الذين يحصلون على أقل من 25 درجة في الامتحان النهائي لن تُحتسب لهم درجات التراكمي
وهنا كانت الكارثة”
أثارت نتائج الثانوية العامة لهذا العام سخطاً واسعاً بين الطلاب وأولياء الأمور، حيث تم خلال الأسبوع الماضي تنظيم وقفات احتجاجية عديدة من قبل الطلاب في بعض المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، ومطالبين بإعادة النظر في القرار وإصلاح ما وصفوه بـ”الظلم الكبير” الذي لحق بالطلاب
في يوم الخميس الماضي، أعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج امتحانات الثانوية العامة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، وبلغت نسبة النجاح العامة 86
1%، ما أظهر مؤشرات إيجابية على مستوى عام، إلا أن بعض المدارس، مثل ناصر حلقان، شهدت نتائج كارثية
وكان مدير الإدارة العامة للإعلام والنشر التربوي في وزارة التربية والتعليم، محمد حسين الدباء، قال في وقت سابق “للمشاهد” أن “اللائحة تنص على أن الطالب الذي يحصل على أقل من 25 درجة في الامتحان النهائي لا تُحتسب له درجات التراكمي، وهذا قد يفسر بعض النتائج غير المتوقعة”
ولم يتسنى من مسئولي وزارة التربية والتعليم في عدن معرفة متى تم اتخاذ قرار عدم احتساب درجات التراكمي في حال أخفق الطالب في الامتحان النهائي
العتواني يشير إلى أن الاحتجاجات ليست سوى بداية لحالة من الرفض العام للقرار ويوضح “نجح فقط اثنان من أصل 58 طالباً في مدرسة ناصر حلقان، والمركز الامتحاني الذي يضم مدرستين إضافيتين، وهما الصباح و22 مايو وادي العجب، شهد نجاحاً ضئيلاً للغاية فمن أصل 129 طالباً في المركز، نجح فقط 7 طلاب، بينما رسب 122 طالباً”
الدكتور محمود المغلس، الخبير التربوي وعميد كلية التربية في ذمار سابقاً، قال أن القرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم بشأن عدم احتساب درجات التراكمي لمن يحصل على أقل من نصف الدرجة في الامتحان النهائي جاء بشكل فجائي وغير مدروس
وأشار إلى أن هذا القرار قد تسبب في فجوة كبيرة بين النتائج المنطقية وغير المنطقية، مما أدى إلى مشكلة حقيقية في نظام التقييم
“وقال المغلس “عادةً ما يتم توزيع النتائج وفق ما يعرف بـ”منحنى التوزيع الطبيعي”، الذي يعكس التفاوت الطبيعي بين الطلاب، من الأدنى إلى المتوسط ثم الأعلى، لكن ما حدث هذا العام هو أن نسبة النجاح في بعض المدارس لم تتجاوز 5% أو 10%، وهي نسبة غير طبيعية إطلاقاً ولا تعكس واقع الأداء التعليمي، وهذا يشير إلى وجود خطأ كبير في التقييم، ويجب الوقوف عند هذه النتائج لإعادة النظر في آلية تطبيق القرار
”وأضاف أن مثل هذه القرارات التربوية يجب أن تستند إلى لوائح واضحة ومنصوص عليها، كما كان الحال مع قرار التراكمي الأصلي
وأكد أن أي تعديل أو قرار جديد يجب أن يكون مبنياً على تغذية راجعة وتقييم شامل للواقع التعليمي من الميدان، مشيراً إلى غياب مراكز القياس والتقويم في اليمن، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان دقة وموضوعية القرارات
وشدد الدكتور المغلس على أن إعادة النظر في هذا القرار أمر ضروري
وأوضح أنه من الممكن تطبيقه بشكل نسبي، بحيث لا يتم إلغاء درجات التراكمي بالكامل بسبب أداء ضعيف في مادة أو مادتين، فذلك سيؤدي إلى نتائج غير طبيعية وشاذة، مما سيؤثر سلباً على الطلاب من الناحية النفسية، ويزيد من التوتر والضغط عليهم
مضيفا “هذا القرار خلق حالة غير صحية في التعليم، ويجب معالجتها بشكل عاجل حتى لا يؤثر هذا القرار سلباً على العملية التعليمية ككل
”وفي السياق تواصلنا مع نائب وزير التربية والتعليم، علي العباب، لمعرفة المزيد حول حيثيات القرار وتداعياته، حيث طلب منا العباب الحضور إلى مكتبه، وعند وصولنا للموعد، تبيّن أنه لن يدلي بأي تصريحات، مبرراً ذلك بانشغاله
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير