تدهور حاد للعملة المحلية يحرم الأسر من شراء الأضحية

منذ يوم

تعز – فهمي عبده القابض – أصيلة القدسي مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، اكتظت أسواق بيع الأضاحي بالناس، وخاصةً الأسواق الشعبية التي تعتبر تجمعًا أسبوعيًا لبيع وشراء المواشي

يقصدها تجار المواشي والمزارعون من مختلف المناطق الريفية القريبة من المدن لبيع مواشيهم

وتكون هذه الأسواق أكثر ازدحامًا قبل أيام العيد، حيث تعتبر تجمعًا تتوفر فيه الأضاحي بكمياتٍ كبيرة، وفرصةً ينتظرها من يريد شراء أضحيةٍ بأسعار مناسبة

حيث تتوفر فيها لمن يريد الشراء خيارات كثيرة في الأسعار وأنواع الأضاحي

هذا العام، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تُظهر اكتظاظًا غير مسبوق للناس في سوق الأحد الشعبي لبيع المواشي بمنطقة الضباب، غرب مدينة تعز، الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية

الأمر مطابق كذلك في سوق الأحد الشعبي، لبيع المواشي، في يريم بمحافظة إب، وسط اليمن، والواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي

في السابق، كانت أسواق بيع المواشي الشعبية الأسبوعية توفر أسعارًا مناسبةً لشراء أضحية

لأنها أسواق تنافسية تتوفر فيها المواشي بكمياتٍ كبيرة

لكنها لم تعد كذلك في السنوات الثلاث الأخيرة، وخاصةً هذا العام

ليس من قلة عرض المواشي، لكن من ارتفاع أسعارها بشكل مضاعف عن الأعوام السابقة، نتيجة تدهور العملة المحلية

فقد ارتفع سعر الدولار من 1,699 ريالًت في يونيو 2024 إلى 2,546 ريالًا في يونيو 2025

وهذا يعني أن الريال اليمني فقد حوالي 50% من قيمته منذ يونيو العام الماضي حتى يونيو الجاري

عاد منصور عبدالعزيز، من سكان مدينة تعز، من سوق الأحد بمنطقة الضباب بدون أضحية

كل عام وقبيل عيد الاضحى، اعتاد منصور الذهاب إلى سوق الأحد في منطقة الضباب لشراء أضحية

ويُفضل كما يقول أن يشتري أضحيةً من الغنم، والتي كان سعرها العام الماضي بمائتي ألف ريال يمني (78

5 دولار بسعر الصرف الحالي، 3 يونيو 2025)، بواقع 2,546 ريالًا لسعر الدولار

وفي يونيو 2024 كان سعر صرف الدولار 1699 ريالًا؛ ما يعني أن سعر الأضحية حينها كان بـ118 دولارًا (مائتي ألف ريالًا)

لكن هذا العام

ظل منصور يلف سوق الأحد من الصباح الباكر وحتى الظهر

يبحث عن أضحيةٍ بسعرٍ يناسب سقف إمكانياته المادية للشراء التي لا تزيد عن مائتي ألف ريال يمني، لكنه لم يجد الأضحية التي تجزئه شرعًا، بحسب ما لديه من مبلغ مالي

“سوق الأضاحي هذا العام أسعارها نار، والكثير من الناس غير قادرين على شرائها”لكنه يحتاج حتى يستطيع شراء أضحية من الغنم بسعر السوق هذا العام ما بين 300 ألف – 350 ألف ريال (118 -137

5 دولارًا)

وهذا يشير إلى أن سعر الأضحية بسعر صرف الدولار ثابت تقريبًا، لكن بمؤشر العملة المحلية فإنه قد زاد بنسبة 50- 75%

ويضيف منصور: “سوق الأضاحي هذا العام أسعارها نار، والكثير من الناس غير قادرين على شرائها”

مازال أمام منصور فرصة لشراء أضحية -كما يقول- من قريته في منطقة الريعنية بمديرية التعزية

شمال مدينة تعز، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي من أحد أقاربه

واتفق معه أن يبقى عنده جزء من مبلغ الأضحية دينًا عليه

حيث أن سعر الأضحية 60 ألف ريال بالعملة القديمة (112 دولارًا)، أو ما يعادلها تقريبًا 285 ألف ريال بالعملة المتداولة في مناطق سيطرة الحكومة

بالإضافة إلى مقابل نقلها إلى المدينة والذي يتطلب ألفي ريال

ويشير منصور إلى أن أسعار الأضاحي من الغنم تبدأ من سعر 300 ألف ريال

وبالنسبة للعجول فتتراوح ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين (785

5 -1,178 دولارًا)

اشترى رياض الحمادي، وهو أحد سكان صنعاء، أضحية هذا العام “كبش متوسط الحجم” بفارق 15 ألف ريال (عملة قديمة) عن العام الماضي، حيث اشترى الأضحية في العام الماضي بسعر 35 ألف ريال، بزيادة تصل إلى قرابة 43 %

أضحيةً من الماعز بـ90 ألف ريال بالعملة القديمة المتداولة في مناطق سيطرة الحوثي (168

5 دولارًا)، بفارق 20 ألف ريال عن سعر الأضحية عن العام الماضي، أي ما يعادل (37 دولارًا)

يقول الحمادي لـ”المشاهد” إن أسعار الأضاحي في صنعاء مرتفعة عن أسعار العام الماضي

ويضيف: “تأخرتُ إلى ما قبل العيد بأربعة أيام على اعتبار أني سأجد أضحيةً بسعرٍ أقل، لكن وجدتُ أنه كلما تأخرت؛ زاد سعر الأضحية أكثر”

تتفاوت الأسعار بين مناطق الحكومة وجماعة

ففي منطقة الحوبان شرق مدينة تعز والواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، بحسب حمود منصور، أحد سكان الحوبان، فقد اشترى أضحيةً من الماعز بـ90 ألف ريال بالعملة القديمة المتداولة في مناطق سيطرة الحوثي (168

5 دولارًا)

بفارق 20 ألف ريال عن سعر الأضحية التي اشتراها كما يقول العام الماضي، أي ما يعادل (37 دولارًا)

يقول علي طحطوح، مورد وتاجر مواشي في صنعاء، إن أسعار الأضاحي من الكباش والماعز تبدأ من 60 ألف ريال عملة قديمة وتنتهي بـ 100 ألف ريال (112- 187 دولارًا)

كما تتراوح أسعار العجل الصغير بين 250 و280 ألف ريال (468-524 دولارًا)

وتتراوح أسعار الثور الكبير بين 600 ألف ريال وتنتهي عند مليون ريال (1,123- 1,873 دولارًا)

وأما في محافظة إب، فإن أسعار أضاحي العيد من الكباش والماعز تبدأ من 70 ألف ريال وتنتهي عند 100 ألف ريال، بينما تبدأ أسعار العجل والثور من 400 ألف ريال وتنتهي عند مليون ومائة ألف ريال

بحسب علي الجرادي، وهو أحد أبناء محافظة إب

وفي محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، ارتفعت أسعار الأضاحي لهذا العام بما يعادل ربع قيمتها العام الماضي، بحسب مورد وتاجر المواشي في مأرب جمال الحكمي

ويشير الحكمي إلى أن أبرز أسباب الارتفاعات هذا العام في مأرب تعود للتدهور الكبير في سعر العملة المحلية، وتضاعف أجور النقل، وتصدير أكثر المواشي المحلية إلى عُمان والسعودية

ويقول الصحفي فؤاد المجيدي، من سكان محافظة مأرب، إن أضحية العيد لهذا العام هي لمن استطاع إليها سبيلًا

ويضيف لـ”المشاهد”، أنه نفذ جولةً استطلاعيةً في أسواق مأرب، ووجد أن سعر الماعز الكبير وصل هذا العام إلى 700 و800 ألف ريال (275- 314 دولارًا)، بفارق كبير عن العام الماضي، وهذا قد يحتم على بعض الأسر الدخول بشراكة في شراء الماعز الواحد متوسط أو كبير الحجم؛ نظرًا لتدني القدرة الشرائية عند المواطن

بينما يقول مدير قسم الرقابة بمكتب الصناعة والتجارة في مديرية المدينة، بمأرب سلمان خبش، إنه لا يمكن عمل تسعيرة بأضاحي العيد أبدًا

ويرجع السبب في ذلك، إلى أن المواشي ذات أنواع وأحجام كثيرة ومختلفة، وكل نوع له سعر، وكل حجم له سعر، وكل صنف له سعر

ويشير في حديثه لـ”المشاهد” إلى أن الأضاحي -بالذات- أسعارها حرة حسب السوق وتراضي البائع والمشتري

ويوضح أن اختلاف وتفاوت أسعار الأضاحي يعود لانهيار سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية

وارتفاع أجور النقل من مكان لآخر

ويتطرق خبش لأسعار اللحوم في السوق بالكيلو، وهي التي يمكن ضبط وتحديد أسعارها، حيث حدد سعر الكيلو الواحد من لحم الغنم بـ22 ألف ريال يمني (8

6 دولارًا)

فيما الكيلو الواحد من اللحم البقري الفاصل بـ18 ألف ريال يمني (7 دولارات)، وسعر الكيلو الواحد من اللحم البقري الكبير بـ15 ألف ريال يمني (6 دولارات)

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير