ترامب يعلن منح السعودية صفة "حليف رئيسي" من خارج الناتو ويوقع حزمة اتفاقيات مع ولي عهد المملكة
منذ 2 ساعات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مأدبة عشاء رسمية أقامها في البيت الأبيض احتفاءً بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اعتزامه تصنيف المملكة العربية السعودية حليفًا رئيسيًا من خارج حلف الناتو، في خطوة تشكل ترقية لافتة في مستوى التعاون العسكري بين البلدين
وقال ترامب في كلمته: يسعدني الليلة أن نرفع مستوى شراكتنا الدفاعية عبر منح السعودية رسميًا هذه الصفة المهمة
ويُعد هذا التصنيف من بين الامتيازات الخاصة التي حصلت عليها 19 دولة فقط، ما يعكس — وفق مراقبين — عمق الشراكة الأمنية والاستراتيجية بين الرياض وواشنطن
ولم تقتصر الزيارة على الجانب العسكري؛ إذ شهدت سلسلة من اللقاءات والاتفاقيات التي تعزز التعاون في مجالات متعددة
فبعد جولة مشتركة في أروقة البيت الأبيض، عقد ترامب وبن سلمان قمة موسعة ناقشا خلالها ملفات الطاقة والتعاون الدفاعي والاستثمار والتكنولوجيا
وأعقب ذلك توقيع حزمة واسعة من الاتفاقيات والمذكرات، شملت:اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعيبيان استكمال المفاوضات بشأن التعاون في الطاقة النووية المدنيةالإطار الاستراتيجي لتأمين سلاسل إمداد اليورانيوم والمعادن الحرجةاتفاقية تسهيل إجراءات الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدةترتيبات الشراكة المالية والاقتصاديةاتفاقيات متعلقة بهيئات أسواق المالمذكرة تفاهم في التعليم والتدريبتبادل رسائل حول معايير سلامة المركباتوخلال مؤتمر صحفي مشترك، أعلن ولي العهد أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة سترتفع من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار، مؤكدًا أن سياسات الإدارة الأمريكية الحالية تفتح آفاقًا واسعة لفرص طويلة الأمد
وفي معرض الرد على سؤال حول ما إذا كان تصنيف السعودية كحليف رئيسي يخدم المصالح التجارية لعائلة ترامب، خصوصًا بعد تقارير عن مشروع عقاري جديد في جدة يحمل اسم ترامب بلازا، قال الرئيس الأمريكي إنه ترك أعماله وراءه تمامًا عند توليه المنصب، مؤكدًا عدم وجود تضارب مصالح
وتشير تقارير إعلامية إلى أن ترامب وافق خلال اللقاء على صفقة أسلحة تشمل مقاتلات F-35 المتطورة، وهي خطوة قد تؤثر على التفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة
كما وافقت واشنطن على تزويد السعودية بنحو 300 دبابة أمريكية الصنع، إلى جانب اتفاقات لتعزيز التعاون في أسواق المال والمعادن الحيوية ومكافحة تمويل الإرهاب
وتأتي هذه التحركات في وقت تستحضر فيه الساحة الأمريكية سجل العلاقات مع السعودية؛ إذ كان الرئيس السابق جو بايدن قد وجّه انتقادات حادة للمملكة عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، قبل أن ينخرط في مفاوضات مع الرياض حول تطبيع محتمل مع إسرائيل — وهي مفاوضات توقفت بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023 والحرب على غزة
وخلال المؤتمر الصحفي، سُئل ولي العهد عن قضية خاشقجي وهجمات 11 سبتمبر، ما دفع ترامب للتدخل مهاجمًا الصحفية التي طرحت السؤال ومتهمًا شبكة ABC بأنها من بين المؤسسات الإعلامية الأسوأ
وقال ترامب إن خاشقجي كان شخصًا مثيرًا للجدل، وإنه لا يرى ضرورة لإحراج الضيف بمثل هذه الأسئلة
لكن الأمير محمد بن سلمان اختار الرد، مشيرًا إلى أن ما حدث للصحفي خطأ كبير، معبرًا عن الأسف لأي حالة قتل غير قانوني دون مبررات حقيقية
وبشأن أسامة بن لادن، قال إن الهجمات التي نفذها في 11 سبتمبر — رغم مشاركة سعوديين فيها — كانت تهدف بالأساس إلى الإضرار بالعلاقة بين البلدين
وأكد أن المملكة اتخذت الإجراءات اللازمة في إطار التحقيق في قضية خاشقجي