تزايد أعداد المنازل الآيلة للسقوط في صنعاء القديمة

منذ 6 أشهر

صنعاء- حمزة ذيابشهد اليمن في أغسطس هذا العام أمطارًا غزيرة تسببت في دمار واسع، شمل العديد من المواقع الأثرية، وكانت صنعاء القديمة من أبرز المدن التي تضررت جراء السيول

اليوم، لم يعد السكان يشعرون بالأمان في العديد من المنازل القديمة، ويتوقعون سقوطها في أي لحظة، بخاصة إذا زاد معدل هطول الأمطار

يقول بسام ساوي، أحد سكان صنعاء القديمة، لـ”المشاهد”: “نشعر بالخوف عند كل هطول للأمطار، فالمنازل هنا مهددة، وقد يسقط أي سقف في أي لحظة، خصوصًا عند استمرار الأمطار لأيام

”يضيف: “نضطر إلى وضع أوعية لتجميع المياه المتسربة من الأسقف، خشية أن تغرق الغرف

هذه البيوت التاريخية أصبحت في خطر غير مسبوق، وعدد المنازل الآيلة للسقوط يتزايد باستمرار

”شهدت اليمن منذ مطلع أغسطس هذا العام أمطارًا غزيرة تسببت بأضرار جسيمة على البيئة والسكان في العديد من المناطق اليمنية

كان للمعالم الأثرية نصيبًا كبيرًا من الدمار الناجم عن الأمطار والسيول الجارفة في عدة محافظات

علي أحمد، مواطن في صنعاء القديمة، يقول لـ “المشاهد”: “في نهاية شهر أغسطس، تضاعف معدل الأمطار، وبدأ البيت يتشرب الماء، وانهار من جانب واحد، وأقترب من السقوط الكلي

خرجت الأسرة من المنزل الساعة السابعة صباحًا في يوم من أيام شهر أغسطس، وسقط البيت الساعة الخامسة مساًء

”الخروج قبل انهيار المنزلعلي أحمد، مواطن في صنعاء القديمة، يروي لـ “المشاهد” حال واحد من جيرانه، ويقول: “أحد جيراني أدرك أن بيته قد أوشك على السقوط، فذهب إلى الهيئة العامة للآثار، وطلب من الهيئة التدخل لترميم البيت حتى لا ينهار

لكنه لم يجد مساندة

”يضيف: “في نهاية شهر أغسطس، تضاعف معدل الأمطار، وبدأ البيت يتشرب الماء، وانهار من جانب واحد، وأقترب من السقوط الكلي

خرجت الأسرة من المنزل الساعة السابعة صباحًا في يوم من أيام شهر أغسطس، وسقط البيت الساعة الخامسة مساًء

”يتابع علي الحديث عن معاناة جاره، ويقول: “لم يترك بابًا إلا طرقه

ذهب إلى الهيئة العامة للآثار، والدفاع المدني قبل انهيار البيت، لكنهم لم يفعلوا شيئًا

إذا أراد المواطن بناء منزل، ستأتي الجهات المعنية من أحل استلام مبلع مالي مقابل منح الرخصة، لكن عندما يتعرض المواطن لمشكلة، يختفي كل المسؤولين

”رصدت الهيئة العامة للآثار بصنعاء الأضرار التي تعرضت لها المعالم الأثرية منذ بداية موسم هطول الأمطار هذا العام، ومن ضمن تلك الأضرار انهيار أجزاء من قلعة زبيد التاريخية، وقلعة الضحي في مديرية الضحي، وانهيار أجزء من دار الضيافة التاريخي بمدينة المحويت، وأجزاء من سور مدينة ثلاء التاريخية، بالإضافة إلى تضرر بعض المواقع الأثرية في عدة محافظات، مثل صنعاء، والحديدة، وحجة، والجوف، وإب

السيول من جبل اللوزأستاذ الآثار الإسلامية بجامعة صنعاء عبدالرحمن جار الله يوضح لـ “المشاهد” أن معظم السيول التي تصب باتجاه مدينة صنعاء القديمة تأتي من جبل اللوز في مديرية الطيال بمحافظة صنعاء

يضيف: “تأتي السيول من مناطق أخرى مثل منطقة “عصر” أو “بيت بوس”، لكن التهديد الحقيقي لصنعاء القديمة قديما وحديثًا هو السيول القادمة من جبل اللوز

”يشير جار الله إلى أن تقنية الإنذار ليست كافية لتفادي مخاطر السيول في صنعاء القديمة، ويرى أن المدينة لا زالت بحاجة إلى جسر علوي، بحيث يظل السيل مستمرًا، والطريق من أعلى، وبهذه الطريقة يمكن تخفيف المعاناة التي يمر بها السكان في صنعاء أثناء موسم الأمطار

بعد الدمار الذي تعرضت له المواقع الأثرية في اليمن في أغسطس هذا العام، ناشدت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء الهيئات المحلية والمنظمات الدولية المعنية بحماية التراث العالمي لدعمها في إدارة أزمة السيول والأمطار، من خلال تقديم الدعم اللوجستي والمالي والفني، وتكثيف الجهود لحماية المواقع التي لم تتضرر بعد، وترميم تلك التي تأثرت

وطالبت الحكومة اليمنية منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (يونسكو) بالتدخل العاجل لحماية المناطق الأثرية المتضررة جراء السيول

في تصريح سابق لـ “المشاهد”، أشار الباحث اليمني في التاريخ والآثار علي ناصر صوال أن التدهور الكبير الذي تشهده المعالم الأثرية في اليمن يعود إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي أثرت سلبًا على جميع المواقع التاريخية، مؤكدًا أن هذا الوضع يتطلب الحد من الأضرار مؤقتًا، ومن ثم العمل على حلول أكثر استدامة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير