تزايد ضحايا المخدرات في اليمن
منذ 2 سنوات
تعز- فخر العزببدأ سمير، اسم مستعار، البالغ من العمر 18 عامًا، بتعاطي “شمة الحوت” التي تباع في بعض البقالات، بعد أن قاده إليها أحد أصدقائه، ليجد نفسه مدمنا لهذه المادة المخدرة لأنها تمنحه الشعور بالراحة المؤقتة
بعد أشهر من تعاطي “شمة الحوت”، أخبره صديقه عن بعض الحبوب التي تباع في الصيدليات، ويشعر المتعاطي لها بنشوة أكبر
قرر سمير أن يشتريها ويجربها، ومع مرور الوقت، أصبح مدمنًا على تعاطيها
لاحظت أسرة سمير تغيرًا في سلوكه، بعد أن ظهرت عليه علامات الإدمان
قبل أسابيع، أخذته الأسرة إلى طبيب نفسي لعلاجه من الإدمان، ولا زال الآن في مرحلة العلاج
تزايد استخدام المخدرات بخاصة من قبل فئة الشباب خلال سنوات الحرب التي بدأت عام 2015، ويعتقد الشخص المتعاطي للمواد المخدرة أنه سيرتاح من الهموم والمشاكل الني تواجهه في الحياة
أسباب متعددة اسهمت بزيادة عدد ضحايا المخدرات في اليمن، ومن تلك الأسباب غياب الرقابة من قبل الجهات المعنية، وسهولة الحصول عليها من الصيدليات أو الأصدقاء في المدارس والجامعات، وغياب الوعي بمدى ضرر تعاطي هذه الحبوب، وغياب الرقابة الأسرية، وتزايد المشاكل الناجمة عن الحرب
سعيد القدسي، استشاري الأمراض النفسية وعلاج الإدمان، يقول لـ”المشاهد” إن الحبوب تباع في الصيدليات بدون وصفات طبية في ظل غياب الرقابة، وخطورة تعاطيها تتمثل في الإدمان وتغيير سلوك الشخص المتعاطي
يضيف: “هذه الأصناف من المخدرات تعمل على تغيير سلوك الشخص وتغيّر مزاجه، ويصبح الشخص عدوانيًا مع كل الناس ولا يستطيع أن يفرق بين الأب والأم و الأخ، كما أنها تعطي للمتعاطي أفكارا انتحارية إذا لم يحصل على الحبوب”
بحسب القدسي، تظهر علامات على الشخص وقت تعاطي الحبوب، وهي الشعور بالسعادة المفرطة مع ضحك أو هلوسة، ونسيان مستمر، وعندما لا يحصل المدمن على الحبوب، فيكون عدوانيًا وعصبيًا، وعنده شكوك في الناس الذين حوله، وخوف منهم
يواجه المدمنون مخاطر عدة، ومنها التفكير بالانتحار، والاعتلال العصبي، وتغير سلوك الشخص، وضمور في الدماغ، والنسيان الشديد
يشير القدسي إلى أن عدد حالات الإدمان التي تصل إلى عيادته تبلغ حالتين أسبوعيًا، ويتم علاج الإدمان عبر خطة علاجية يضعها الطبيب المعالج مع جلسات نفسية، ومراقبة الفحوصات الطبية، مع مساعدة الأسرة في مراقبة المريض في أخذ الدواء بشكل مستمر
دور الحكومةتسببت الحرب التي تشهدها البلاد للعام الثامن على التوالي بشعور الشباب بحالة الفراغ، والشعور بالفشل في تحقيق أهدافهم في الحياة، ما يجعلهم يهربون إلى الإدمان كنوع من الهروب من الواقع
قال نائب مدير إدارة مكافحة المخدرات في أمن عدن النقيب إيهاب علي، إن هناك انتشارًا واسعًا ومخيفًا لتعاطي المواد المخدرة، بين أفراد المجتمع، بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، التي تمر بها البلاد
ويشير إلى أن تجار المخدرات، والحروب، يستغلون الأوضاع الهشة التي تعيشها البلاد، ويعملون على إغراق الأسواق بالمخدرات بشتى أنواعها، الأمر الذي يسهل للمجتمع الحصول عليها
يؤكد علي وجود ارتباط بين ارتفاع معدلات البطالة أوساط الشباب وتعاطي المخدرات، حيث يلجأ الشباب للمواد المخدرة، بقصد الهروب من الواقع الصعب الذي يعيشون
في يونيو من هذا العام، كشف العميد عبدالله أحمد الأحمدي، مدير عام مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية اليمنية جنوبي اليمن، عن ضبط أصناف متعددة من المخدرات مثل الهيروين والكوكايين، والحشيش ومادة “الشبو”
وقال الأحمدي: “العام الماضي، 2022، شهد ضبط 7 أطنان و450 كيلوغرامًا من الحشيش، و390 كيلوغرامًا من الكوكايين، و113 كيلوغرامًا من الهيروين، وكذا 313 كيلوغرامًا من مادة الشبو”
وأوضح أن هناك أصنافًا أخرى من المؤثرات العقلية ضُبِطت خلال عام 2022، وعلى رأسها كبتاغون بإجمالي 34 ألفاً و700 قرص، و18 شريطًا من الترامادول، و376 ألفاً و800 قرص من البريجيبالين
بحسب الأحمدي، بلغ عدد المضبوطين في تلك القضايا 400 شخص، منهم 60 متهمًا من جنسيات أجنبية، و340 متهمًا من اليمنيين
في مارس من هذا العام، قالت الجهات الأمنية التابعة لأنصار الله (الحوثيين) إنها نفذت 12 ألفاً و634 عملية، ضبطت خلالها مئات الأطنان من الحشيش المخدر وكميات من أصناف المخدرات الأخرى والخمورفي عدد من المحافظات التي تحت سيطرتها
اليوم، سمير يخضع للعلاج النفسي للتعافي من إدمان المخدرات، وتأمل أسرته أن يعود شخصًا سويًا، لكن استعادة الاستقرار النفسي لسمير قد يأخذ وقتًا طويلًا، وقد لا يعود أبدًا
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير