تسرب طلاب الجامعات في صنعاء بسبب أزمة السكن
منذ سنة
يتدفق آلاف الطلاب اليمنيين من المناطق الريفية إلى المدن بحثا عن الجامعات التي يريدون الدراسة فيها
وعندما يصلون إلى المدن، يبدأون رحلة من المعاناة والتحدي في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة
يعد الحصول على سكن التحدي الأكبر الذي يواجه الآلاف من طلاب الجامعات في المدن اليمنية، ويجد الكثير منهم صعوبة توفير السكن سببًا للتخلي عن الالتحاق بالجامعة
الإيجارات المرتفعة والأوضاع المادية البائسة مشكلات تجعل حصول الطلاب على السكن أمرًا بالغ التعقيد
عادل إبراهيم، خريج ثانوية من مديرية أسلم بمحافظة حجة، يقول ل “المشاهد”: “كان معدل درجاتي 93 % في الثانوية العامة، وكنت متحمسا لدراسة الطب، وحينما وصلت إلى صنعاء، كنت لا أعرف أحدا
اضطررت للبقاء في فندق بمبلغ ٦ آلاف ريال لليوم الواحد، ثم نقلت إلى استراحة، ومكثت هناك قرابة شهر”
يضيف: “ذهبت إلى العديد من مكاتب العقارات، وكان العاملون فيها يشترطون دفع مبالغ مالية مقدما مقابل مساعدتي في البحث عن غرفة للإيجار
وصلت إلى قناعة أني غير قادر على تحمل تكاليف السكن والمعيشة في صنعاء، فقررت المغادرة والتخلي عن حلمي في دراسة الطب، وذهبت إلى عبس في حجة لدراسة علوم مالية ومصرفية”
عادل ليس الوحيد الذي غادر صنعاء بسبب صعوبة الحصول على سكن، بل هناك العديد من الطلاب الذين تخلوا عن أحلامهم في مواصلة التعليم الجامعي وذهبوا إلى سوق العمل
توقف محمد علي، 22 عاما، عن الدراسة الجامعية بصنعاء، وقرر السفر إلى المملكة العربية السعودية بطريقة غير شرعية بعد أن عجز عن إيجاد عمل يساعده على دفع إيجار الدكان الذي كان يسكن فيه بشارع بغداد في صنعاء
سامي جابر، ٢٦ عامًا، من محافظة حجة، يدرس في كلية الآداب بجامعة صنعاء، ويعاني من ظروف معيشية صعبة، ويسكن مع بعض زملائه في الدائري بأمانة العاصمة
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول سامي: “هذا السكن غير ملائم للمذاكرة، ولا يتوفر به ماء بشكل مستمر”
يعترف سامي أنه في كثير من الأيام لا يذهب إلى الجامعة بسبب عدم توفر تكاليف المواصلات، ويكتفي باستعارة كتب زملائه بسبب عدم قدرته على الشراء
يضيف: “اضطر أحيانًا للذهاب إلى الجامعة مشيا على الأقدام، ودون وجبة إفطار نظرا لظروفي المعيشية
وأفكر حاليًا بإيقاف القيد والعودة إلى القرية للعمل بتربية المواشي”
يرى الناشط أحمد غلاب أن ملاك العقارات في صنعاء يستغلون الطلاب القادمين من المحافظات الأخرى، ويطلبون مبالغ كبيرة يعجز الطلاب عن دفعها
يضيف أحمد: “إن ما يقوم به المؤجرون لا مبرر له غير الجشع والاستغلال، وما زالوا يرفعون الإيجارات سنويا على الرغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون”
لا تقتصر معاناة الطالب الجامعي على دفع الإيجارات، إذ إن عدم القدرة على دفع الرسوم الجامعية تعد نوعًا آخر للمعاناة
قرر الطالب إبراهيم محمد، ٢٥ عامًا، أن يترك دراسته في قسم التمريض بجامعة خاصة بصنعاء بعد أن تضاعفت عليه الديون، وعجز عن تسديد رسوم الجامعة
“أصبحت غير قادر على البقاء ليوم واحد في صنعاء بسبب عدم القدرة على توفير المصاريف اليومية، و تعرضت للطرد من قاعة الامتحانات لأني لم استطع تسديد الرسوم”
يقول المرشد الاجتماعي عمرو محمد إن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه كثير من الأسر اليمنية هو السبب الرئيس الذي يحول دون إكمال الطالب الجامعي رحلته التعليمية
يضيف: ” لا بد من أن يراعي القائمون على الجامعات ظروف الطلاب، خصوصا النازحين والقادمين من مناطق نائية عن طريق تقديم منح مجانية كاملة أو جزئية أو التعاون معهم بشأن تسديد الرسوم الجامعية”
يظل البحث عن سكن كابوس كبير لآلاف الطلاب القادمين إلى المدن، وحتى السكن الذي تقدمه الجامعات الحكومية، مثل جامعة صنعاء، غير كاف لاستيعاب العدد الكبير من الطلاب
ومع استمرار تزايد السكان وارتفاع الإيجارات في المدن، تسرب الطلاب من الجامعات بسبب صعوبة الحصول على السكن
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير