تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر يعمّق أزمات سلاسل الإمداد والتأمين البحري عالميًا
منذ 2 ساعات
أعلن الحوثيون في اليمن عن نيتهم تصعيد الهجمات على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسياتها، في تصعيد جديد ينذر بمزيد من الاضطرابات في أحد أهم الممرات البحرية العالمية
ويأتي التهديد، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، بعد إعلان الجماعة المدعومة من إيران مسؤوليتها عن استهداف السفينتين ماجيك سيز وإتيرنيتي سي اللتين ترفعان علم ليبيريا وتديرهما شركات يونانية، مما أدى إلى مقتل أربعة بحارة على الأقل واحتجاز 11 آخرين في اليمن
وتسببت هذه التطورات في ضغوط متزايدة على سلاسل الإمداد العالمية وأسواق التأمين والشحن، في وقت تستمر فيه الشركات الملاحية الكبرى في تجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن منذ عام 2024
وقال يورد أوستروم، الرئيس التجاري الإقليمي لشركة Aon في الشرق الأوسط، إن القطاع استجاب بإنشاء مسارات برية بديلة للحفاظ على حركة التجارة، لكنه حذر من أن التصعيد في النزاع الإقليمي قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الطاقة وتعطيل سلاسل التوريد، ما يحد من إمكانية الوصول إلى بيئة تجارية مرنة
تداعيات عالمية على التجارة وسوق الطاقةيمر ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ما يجعل المنطقة حيوية للشحن بين أوروبا وآسيا
ومع تصاعد التهديدات، تلجأ العديد من شركات الشحن إلى الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، وهي خطوة تضيف أيامًا إلى مدة الشحن وتكلفة كبيرة على العمليات
ويهدد هذا المسار البديل بإحداث اضطرابات في قطاعات تعتمد على التوريد الفوري مثل الطاقة والإلكترونيات والسلع الغذائية
ويرى أوستروم أن أسواق النفط ستشهد تقلبًا متزايدًا في المدى القريب، خصوصًا في ظل تمركز احتياطات كبرى في دول مجلس التعاون الخليجي، مما قد يؤدي إلى تقليص الإمدادات وارتفاع الأسعار عالميًا
ضغوط متزايدة على أسواق التأمين البحريمنذ أواخر 2023، تم تصنيف البحر الأحمر الجنوبي وخليج عدن كمناطق عالية المخاطر من قبل شركات التأمين البحري، ومع الهجمات الأخيرة في يوليو، ارتفعت أقساط تأمين الحروب البحرية، وبدأت الشركات في تعديل نماذج تقييم المخاطر
وأوضح أوستروم أن التغطيات الأكثر تأثرًا تشمل:تأمين الحرب والهياكل البحريةتأمين الشحن والمشاريعتأمين الاختطاف والفدية (K&R)التأمين ضد تأخيرات التشغيل والنقلتغطيات العنف السياسي والإخلال بالعقودوأضاف أن بعض الشركات لجأت إلى فصل تغطيات الحرب عن التأمين البحري التقليدي لتوفير مرونة أكبر في التسعير، بينما فرضت سياسات أمنية مشددة على عبور المنطقة
نصائح استراتيجية للوسطاء ومديري المخاطرأكدت شركة Aon أن المرحلة الراهنة تتطلب من الشركات اعتماد استراتيجيات ثلاثية المحاور للتعامل مع المخاطر في البحر الأحمر:الرصد الجيوسياسي اللحظي: متابعة التطورات السياسية عن كثب، وتحديد طرق بديلة، وتقييم نقاط التعرض اللوجستي باستمرار
هياكل تأمينية مرنة ومجددة: مراجعة التغطيات دوريًا، فصل تغطيات الحرب عن البحرية، واستكشاف حلول للائتمان المهيكل لمواجهة تأخر المدفوعات أو المشاريع
رؤية شاملة لسلسلة الإمداد: إجراء تقييمات على امتداد سلاسل التوريد حتى الموردين من الدرجة الثانية والثالثة، وتعيين فرق لإدارة الأزمات ومتابعة الالتزامات التعاقدية
واختتم أوستروم بالقول: إدارة المخاطر الجيوسياسية بفعالية ليست فقط وسيلة للحماية، بل هي ميزة تنافسية، فالشركات القادرة على الحفاظ على قدرتها التوصيلية أثناء الأزمات تعزز من موثوقيتها عالميًا