تضليل ممنهج في صنعاء يستهدف لقاحات الأطفال
منذ 2 سنوات
“اللقاحات ليست آمنه ولا فعالة وفكرة يهودية شيطانية”في ندوة تحت شعار” اللقاحات ليست آمنه ولا فعالة”، نظمتها موسستي بيان التنموية وصحتنا التنموية في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي “أنصار الله”، قال عضو هيئة مكافحة الفساد والباحث الصحي سليم السياني : أن الطب الحديث بما فيها اللقاحات والطب الكيميائي فكرة يهودية هدفها الاستثمار والتجارة والاستهداف العدواني للشعوب
”وفي الندوة التي حضرها رئيس الوزراء في حكومة جماعة الحوثي، عبدالعزيز بن حبتور ووزير الصحة في حكومة الجماعة، طه المتوكل، قال السياني: أنه لايوجد أي لقاح آمن ومكوناته عبارة عن وسخ وسموم يشترط لبقائه حياً أن يحفظ وسط حيوي ، وأن اللقاح عبارة عن فيروس مضعّف أو ممات مخبرياً ومعظم الأمراض المنتشرة هي أمراض وفيروسات متحورة من اللقاحات نفسها
حد وصفه
وفي الندوة قال وزير الصحة في صنعاء، طه المتوكل: أن اللقاح بالنسبة للوزارة (وزارة الصحة في صنعاء) ليس إلزامياً بالمطلق، لكنها عملية إتاحة ومن يصر عليه ويطالب به يتم منحه اللقاح على أن يتحمل المسؤولية في معرفة سلبيات الأمور من إيجابياتها
”صحيفة الثورة-نسخة جماعة الحوثيقناة عدن الفضائية من اليمنصحيفة المسيرةبعد تحقق المشاهد تبين أن هناك حملة مضللة بشكل ممنهج تستهدف لقاحات الأطفال في اليمن مما يؤدي إلى عزوف الأسر عن تطعيم أطفالها، وبالتالي انتشار أمراض الطفولة والوفيات بين الأطفال
يشترك في هذ الحملة بكل أسف وزير الصحة في حكومة جماعة الحوثي، الدكتور طه المتوكل
وفي تناقض واضح، ظهر المتوكل في الندوة بتاريخ 8 فبراير قائلا: أن اللقاح في وزاراته ليس إلزاميا بالمطلق”، بعد نحو أسبوع فقط من ظهوره في جلسة استجواب للبرلمان في صنعاء، اعترف فيها أن نحو 170 طفلا يموتون يوميا بسبب انتشار الأمراض والأوبئة
استجواب وزير الصحة في صنعاء-31 يناير 2023وطالب مجلس النواب في صنعاء وزارة الصحة بالقيام بواجبها في “ترصد انتشار الأمراض والأوبئة ومنها ما يتعلق بالحصبة وشلل الأطفال وتوفير الإجراءات الاحترازية واللقاحات وفقاً لبرامج التحصين التي كانت معتمدة من خلال النزول إلى مساكن المواطنين وفق آليات وخطط تقوم بإعدادها وتنفذها الوزارة في العاصمة صنعاء والمحافظات وصولاً لتوفير اللقاحات للأطفال في الأرياف والمناطق النائية، حسب موقع صحيفة 26 سبتمبر في صنعاء
وطالب مجلس النواب “التصدي للشائعات التي تستهدف وعي المجتمع بأهمية تحصين الأطفال باللقاحات
لافتين إلى أن هناك معامل ومختبرات طبية يمكن إخضاع تلك اللقاحات للفحص والاختبار للتأكد من فاعليتها وإحباط أي محاولات تستهدف حياة الأطفال والأسرة اليمنية
”وبحسب شهادات لأولياء أمور فقد توفي أطفالهم بالحصبة نتيجة عدم تلقيهم اللقاح الخاص بالمرض في مناطق مختلفة من اليمن خلال العامين الأخيرين
مجددا الحصبة تخطف أرواح الأطفالوفي هذا السياق، رصد”المشاهد” مقطع مصور نشر في 25 نوفمبر 2018، على إحدى قنوات اليوتيوب لوزير الصحة العامة والسكان في حكومة جماعة الحوثي، الدكتور طه المتوكل، يخاطب فيه أولياء الامور بضرورة تطعيم اطفالهم ضد أمراض الطفولة القاتلة
وقال المتوكل: أن الوفيات (حينها) تزايدت بين الأطفال وتتراوح بين 10- 20 حالة وفاة باليوم الواحد في عموم الجمهورية بأمراض يمكن الوقاية منها بالتحصين
”وقال المتوكل: أنه منذ 40عاماً من التحصين لم يحدث أي ضرر للأطفال المُطعمين
”بل قال في نفس الفيديو: إذا اتضح لولي الأمر أن طفله توفى بسبب عدم تطعيمه ، فإن ذلك بمنزلة قتل النفس،” حسب تعبيره
وهذا تناقض واضح ورد كافٍ على كل الشائعات التي تستهدف لقاحات الاطفال
يقول الدكتور مجدي العبدلي اختصاصي طب الأطفال في المهجر، لـ “المشاهد”، أن تحصين الأطفال بجرعات اللقاح ضد أمراض الطفولة أثبتت نجاحها
مضيفا “منذ توفرت اللقاحات وتنفيذ حملات التحصين بين وقت لآخر بشكل منتظم تمكنت بلادنا من القضاء على أمراض الطفولة الفتاكة مثل شلل الأطفال ، والحصبة والدفتيريا والكزاز والجدري
” منوها أنه في عام 1997 تم القضاء على مرض الجدري في اليمن
ويقول “ومع الاستمرار في التحصين الموسع ضد مرض شلل الأطفال تم الاعلان في 2007 خلو اليمن من المرض ،وهذا يثبت صحة القول أن اللقاحات فعَّالة وآمنه ويدحض الشائعات والمزاعم الكاذبة
”وقال “حتى في حالات الاصابة بأي مرض من امراض الطفولة فالمصابون هم أطفال حرموا من التحصين بكل تأكيد
”ويقول العبدلي “أن ضعف الاقبال على التحصين سواءً بالامتناع أو بالتحريض وبث الشائعات كل ذلك واكثر تسبب بعودة وانتشار الأمراض مرة أخرى وكل يوم نسمع عن تزايد إعداد الاصابات بين الأطفال المحرومين من التحصين بجرعات اللقاح ضد أمراض الطفولة الفتاكة
”في ذات السياق قال مدير برنامج التحصين في سيئون محافظة حضرموت، شرق اليمن، الدكتور جعفر ربيع عوض لـ “المشاهد” أنه لا ينبغي ان يتكلم في هذا الجانب إلا خبير في اللقاحات
معتبراً “أن هذا الكلام لايستند على حقائق علمية حتى يتم الرد عليه بحقائق علمية وانما هو جدل ا ليس إلا
”وأضاف: أنا أعمل في برنامج التحصين منذ عام 1987 وعدد من تم تطعيم من تلك الفترة تجاوز 400 ألف نسمه في مناطق الوادي والصحراء بمحافظة حضرموت ولم يحدث لأي طفل أي اضرار صحية كما يشاع حالياً
”وقال عوض: في ظل التحريض وحظر الأطفال من التطعيم فإن مستوى الاصابة بمرض الحصبة وصل في مناطق مديرية سيئون إلى %91 منذ مطلع العام الجاري 2023
”واستغرب عوض أن يحظر مثل هؤلاء لقاح الأطفال بينما هم يتناولون الادوية والعقاقير الطبية في حال مرضهم
وفي مايو 2012 أقرت جمعية الصحة العالمية خطة العمل العالمية الخاصة باللقاحات التي تلزم جميع البلدان بتحقيق تغطية وطنية بنسبة تساوي أو أكبر من 90% لجميع اللقاحات المدرجة في جدول التحصين الوطني بحلول عام 2020، حسب ورقة بحثية عن خطة العمل العالمية الخاصة باللقاحات نشرت في 2017
جدول التطعيم-البرنامج الوطني للتحصين الموسع-2014وحسب الموقع الإلكتروني للمكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، فإن اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط أقرت خطة إقليم شرق المتوسط الخاصة باللقاحات في أكتوبر 2015 للأعوام 2016-2020
وقد نددت منظمة أطباء اليمن في المهجر في بيان صادر عنها بحملة التضليل ضد لقاحات الأطفال في صنعاء
وقال المنظمة في البيان “تــعرب مــنظمة أطــباء الــيمن فــي المهجــر عــن قــلقها الــبالــغ إزاء الحــملة الإعــلامــية الــتي يــقودهــا الــبعض ، والــتي تــدعــو لمــنع تــطعيم الأطــفال بــالــلقاحــات الأســاســية وتــرويــج لأطــروحــات غــير عــلمية و غــير حــقيقية حــول الــلقاحــات
”وأضافت “تــندد المــنظمة بــالــتشجيع المـــمنهج مـــن قـــبل الســـلطات الـــصحية فـــي صـــنعاء لـــتلك الحـــملة، والـــتي تؤدي إلـــى انـــخفاض تـــغطية الـــتطعيمات فـــي المـــناطق المـــتضررة، مـــما يؤدي إلـــى زيـــادة حـــالات الأمـراض المـشمولـة بـالـلقاح، مـثل الـتهاب الـسحايـا والـتهاب الـرئـة و الـدفـتريـا والـسعال الــــديــــكي ومــــرض شــــلل الأطــــفال، والــــتي يــــمكن أن تتســــبب فــــي مــــضاعــــفات خــــطيرة وإعاقات دائمة أو حتى الوفاة
”“مــا نــريــد أن يــفهمه الجــميع هــو أن الأفــراد و الجــماعــات المــمتنعة عــن تــلقيح أطــفالــهم هـي لا زالـت تـحصل عـلى بـعض الـوقـايـة مـن أفـراد المـجتمع المـلقحين
هـذا الـوضـع لـن يســـتمر طـــويـــلا ومـــع تـــناقـــص نســـبة المـــلقحين مـــن الأطـــفال ســـتعود أوبـــئة الـــطفولـــة لـتحصد الـكثير مـن الأرواح الـبريـئة وكـأن شـعبنا لا يـكفيه مـرارات الحـرب لـنضيف لـها الصراع مع أوبئة قاتلة متمرسة تحصد البشرية منذ مئات السنين
”وناشدت المنظمة ” الاطـباء بـرفع الـتوعـية عـلى تـلقي الـلقاحـات وازالـة الشـبهات عـلميا والـرد عـلى الشائعات مما يساعد على تعزيز المستوى المناعي للمجتمع، وتوضـيح الـنتائـج الـوخـيمة بـمنع الـلقاح في بعض مناطق اليمن
”تزامنت الشائعة ضد اللقاحات في ظل تنفيذ حملات للبرنامج الوطني للتحصين الموسع خلال فبراير /شباط الجاري بعد رصد وتزايد حالات الاصابات بين الأطفال بمرض الحصبة وشلل الأطفال ومرض الدفتيربا وغيرها من الأمراض خلال الاعوام الثلاثة الماضية والتي أودتَّ بحياة العشرات من الأطفال
جلسة استجواب مجلس النواب لوزير الصحة في صنعاء- منظمة الصحة العالمية-مسؤول محلي في برنامج التحصينليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير