تضليل يستهدف ثورة 26 سبتمبر
منذ 2 سنوات
بعد ثورة 26 سبتمبر تم تدمير كل ما بُني من مشاريع خدمية وإنجازات عهد الإمامةعبدالكريم الحوثينشر حساب يحمل اسم شخص يدعى “عبدالكريم الحوثي” في 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، تغريدة على موقع “X” (تويتر سابقاً)، ذكر فيها عدد من المشاريع الخدمية في البلاد، ارجعها أنها أُنجزت في عهد “المملكة المتوكلية اليمنية” حكم الإمامة في اليمن، وحصلت التغريدة على نحو 30
000 ألف مشاهدة، و 726 تفاعل إعجابات، وأعيد نشرها 132 مرة، فيما الاقتباسات 15 اقتباس
من خلال التحقق الذي قام به”المشاهد“، تبين أن المعلومات الواردة في الادعاء مضللة وتحمل الكثير من التزييف لواقع التنمية والمشاريع الخدمة التي حدثت بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962 م، وقيام الجمهورية العربية اليمنية
أظهر البحث الموسع لمعد المادة، أن شق الطرقات وسفلتتها جاء بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م، إذ توضح الإحصائيات الصادرة عن وزارة الأشغال العامة والطرق أن إجمالي طول الطرق الإسفلتية التي تم تنفيذها منذ قيام الثورة اليمنية في عام 1962م حتى نهاية العام 2004م تقدر بحوالي 9982 كيلومتر ، منها 4545 كيلومتر تم إنجازه خلال الأعوام 1962-1990م، بمعدل إنجاز سنوي قدر بـ 162 كيلومتر
فيما بلغ طول الطرق الاسفلتية المنجزة خلال الفترة 1991-2004م حوالي 5437 كيلومتر بمعدل انجاز سنوي قدره 388 كيلومتر
وفي حكم الإمامة غابت مشاريع الطرق الأسفلتية أو المعبدة بل ووسائل النقل المختلفة إلا ما ندر، وهو ما جعل وسائل التنقل بدائية سيراً على الأقدام أو الحمير أو الجمال هي السائدة في هذه البلاد قبل الثورة
أما عن معلومات الادعاء التي تفيد بأنه في عهد حكم الإمامة، تم إنشاء أول مصنع للغزل والنسيج في شبه الجزيرة، تعد مضللة، بسبب أن مصنع الغزل والنسيج الواقع في العاصمة اليمنية صنعاء،تم تشييده وبناؤه بعد قيام ثورة 26 سبتمبر، حيث بدأ أول مراحله الإنتاجية عام 1967م، بإنتاج الخيوط الملونة والأقمشة القطنية، بمتوسط إنتاج يتراوح بين (37) إلى (44) ألف ياردة يومياً، ومن (10) إلى (11) مليون ياردة سنوياً، وكان يحتوي على (10) آلاف و (800) مغزل، و (27) ماكينة غزل رفيع، و (347) نول نسيج متكامل، وقسم للتبييض والصباغة والطباعة، على الرغم أن بداية تأسيس المصنع كانت في آخر عام لحكم الإمامة 1961م، بدعم من الحكومة الصينية آنذاك
وعن معلومات الادعاء التي أفادت بأن اليمن من أوائل الدول في إنشاء المطارات وكان ذلك في عهد المملكة المتوكلية، يتبين أنه تم تأسيس أول مطار لها أثناء فترة حكمها في منتصف الخمسينيات، حيث تأسس مطار تعز عام 1950م بالجهة الغربية لمحافظة تعز، أما في عام 1967م تأسس مطار تعز الدولي في منطقة الجند وافتتح رسمياً عام 1970م حيث صمم المطار بممره الشرقي- الغربي منذ افتتاحه لاستقبال جميع أنواع الطائرات آنذاك
وكانت عدن الواقعة تحت حكم الاستعمار البريطاني، قد سبقت المملكة المتوكلية بإنشاء مطار عدن العسكري في عام 1917م في منطقة خور مكسر، وكان يضم حينها القوات الجوية الملكية البريطانية التي كانت أعظم قوة آنذاك
أما مطار صنعاء فقد بدأ بناؤه بعد الثورة اليمنية عام 1970م، بموجب اتفاقية تعاون بين حكومة الجمهورية العربية اليمنية وحكومة ألمانيا الاتحادية
تم إنشاء السكك الحديدية في اليمن عام 1911، أي أثناء الحكم العثماني في شمال اليمن، وكانت تربط بين الحديدة و محافظة عمران، وليس في حكم الدولة المتوكلية لشمال اليمن والتي حكمت اليمن بقيادة يحيى حميد الدين خلال الفترة 1918م – 1962م
وكان يهدف العثمانيون من ذلك ربط خط سكك حديد اليمن بسكك حديد الحجاز التي امتدت من دمشق إلى المدينة المنورة، إلا أن الهجمات التي شنها الإيطاليون في حرب طرابلس ومقاومة القبائل البدوية أوقفت المشروع ولم يكتمل أبدًا
بالنسبة لقطاع الصحة في اليمن، فهو مايزال يعاني حتى الوضع الراهن، ولكنه أفضل مما كان عليه في عهد حكم الإمامة، فقد تزايدت عدد المستشفيات العامة والريفية في الجمهورية اليمنية والتي وصلت إلى (241) مستشفى عام في نهاية العام 2012م منها 185 مستشفى مقارنة بـ (75) مستشفى في العام 1992م
هذا بالإضافة إلى إنشاء العديد من المراكز الوقائية والعلاجية مثل المركز الوطني للرصد الوبائي، والمركز الوطني لدحر الملاريا، والمركز الوطني الطوارئ والإسعافات، ومراكز الأطراف الصناعية، مراكز القلب ومراكز السرطان الذي افتتح مؤخرا في عدد من المحافظات اليمنية
كما ارتفع عدد المراكز والوحدات الصحية من (370) مركزاً في العام 1992م إلى (3880)مركزا صحيا في العام 2012متزامن نشر الادعاء مع حملات تضليل من قبل جماعة الحوثي تستهدف ثورة 26 سبتمبر ، والتي توافق الذكرى 61 عاما لقيامها في هذا العام
كما استهدفت حملات الجماعة رموز ثورة سبتمبر من خلال تغيير أسماء بعض المنشآت الحكومية والمدارس إلى أسماء توافق مشروعها، بعد أن انقلبت على السلطة اليمنية في 21 سبتمبر 2014
كما أن الجماعة قامت بتعديلات في أهداف الثورة اليمنية، والمناهج المدرسية
الصحفي اليمني محمد الحاج، يقول خلال تصريح لـ”المشاهد” “إن جماعة الحوثي تحاول تلميع حقبة الإمامة من خلال من وصفهم بـ”ذبابها الإلكتروني” وإعلامها الموجّه، كخطوة استباقية أو تمهيدية للإعلان بصورة صريحة عن استعادة ما تزعم أنه حقها الإلهي في الحكم كنسخة إمامية جديدة
”وأوضح الحاج أن اليمنيون اليوم أكثر وعيّاً وإدراكاً بحقيقة الإمامة، وما عانوه في تلك الفترة
وبحسب الحاج “أن جماعة الحوثي جاءت وأعادت إلى أذهان اليمنيين من خلال ممارساتها وسلوكياتها وجرائمها تفاصيل كثيرة كان يرويها الأجداد عن الحكم الإمامي، حتى أصبحوا اليوم أكثر إيمانا بالثورة والجمهورية، وكفرا بالإمامة، وأن كل محاولاتها المضللة والمزورة للتاريخ ستبوء بالفشل
”محركات البحث – المركز الوطني للمعلومات – مكتبة قطر الوطنية – مركز معلومات محافظة تعز – صحفي يمنيليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير