تطبيقات الدردشة الجماعية وكر لابتزاز الفتيات

منذ 2 سنوات

“وقعت ضحية الابتزاز، وتعرضت للإرهاق الشديد والخوف والرعب والاكتئاب، حتى إني كنت أخشى من نظرة الأهل والمجتمع وكأنني أنا المذنبة، وما تعرضت له ليس بالقليل، لم أتوقع أن أقع ضحية مبتز بسبب عدم معرفتي بالروابط”، هكذا بدأت فائدة (اسم مستعار) إحدى مستخدمي تطبيقات الدردشة على الإنترنت

تطبيقات الدردشة الصوتية والمرئية تتيح للمستخدمين الذكور والإناث التعارف مقابل شراء المستخدمين الذكور هدايا افتراضية على التطبيق، يتم إهداؤها للفتيات مقابل الحديث الثنائي مع شاب أو محادثة جماعية فتاة مع شباب

يتطور الحديث بين الشباب والفتيات إلى علاقة غرامية افتراضية وتبادل للصور والكلام “المعسول” وأحيانًا السب والشتم، حسب الحديث مع مستخدمات لهذه التطبيقات

يصل في بعض الحالات الحديث إلى إقامة “حفلة زواج” افتراضي يسمى بحسب ثقافة هذا التطبيقات “ارتباط إلكتروني” بين فتاة وشاب

وبالنسبة لفائدة التي تحدثت مع معدة المادة، فإنها تعرضت للابتزاز بعد رفضها “الارتباط الإلكتروني” بشاب قرر الانتقام منها بسحب كل معلوماتها عن طريق مجموعة على تطبيق المحادثات الفورية “واتساب”  تابعة للأعضاء المشتركين في تطبيق الدردشة

يمثل الابتزاز الإلكتروني تهديدًا خطيرًا على المرأة في اليمن

فقد تعرضت 16 امرأة  لأشكال عدة من العنف شملت الوصم، الاعتداء الجسدي، الطلاق، الحرمان من العمل والتعليم، وتقييد الحرية بعد أن علم ذووهن بأمر الابتزاز، حسب تحقيق نشر في الموقع بوست، في أكتوبر من هذا العام

تعد تطبيقات الدردشة الصوتية والمرئية “مشبوهة وتمارس الدعارة الإلكترونية”، وتعود ملكيتها لمطورين غير معروفين، هذا ما قاله أحمد غازي، ناشط مجتمعي يعمل في مكافحة الابتزاز الإلكتروني، في حديث لـ”المشاهد انتشر الابتزاز الإلكتروني ضد النساء في اليمن بشكل كبير، خصوصًا في السنوات الأخيرة

يبدأ الأمر برسالة على أحد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي أو المحادثات الفورية، تصل إلى جوال الفتاة، تحتوي على رابط تطبيق دردشة جماعية صوتية ومرئية، تقوم الفتاة بتنزيل التطبيق وتسجل اشتراكها فيه ليتم لاحقًا تسجيل صورها وصوتها وابتزازها بهذه التسجيلات

من هذه التطبيقات الرائجة سول شيل، وهو تطبيق دردشة صوتية جماعية يعمل من سنغافورة، حسب بيانت التطبيق في متجر جوجل للتطبيقات

يوجد أيضًا تطبيقات أخرى تعمل من دول أخرى مثل سوى السعودي الذي يعمل من دبي بالإمارات العربية المتحدة، وهوني جار و آزال لايف اللذان يعملان من هونج كونج، وبيلا شات الذي يعمل من غوانزو بالصين، حسب بيانات التطبيقات في متجر جوجل للتطبيقات

 أكثر مستخدمي هذه التطبيقات، حسب الضحايا الذين تحدثوا مع “المشاهد”، هم من دول عربية كثيرة، من بينها السعودية، مصر، واليمن

تعد تطبيقات الدردشة الصوتية والمرئية “مشبوهة وتمارس الدعارة الإلكترونية”، وتعود ملكيتها لمطورين غير معروفين، هذا ما قاله أحمد غازي، ناشط مجتمعي يعمل في مكافحة الابتزاز الإلكتروني، في حديث لـ”المشاهد”

أغلب ضحايا هذه التطبيقات الأطفال من الإناث في سن 15 و16 عامًا، ويتم تجنيدهم لصالح شبكات تنشط بشكل كبير في ابتزاز الضحايا عبر الصور التي ترسلها أو تشاركها الضحية، حسب غازي

ويقول إن الضحية (الفتاة) بسبب اللاوعي تقوم بتجنيد أعضاء جدد من القاصرات استجابة لطلبات أعضاء إدارات  تلك الشبكات

“حاولوا استغلالي، وحاربوني كوني لم أتقبل أي كلام بذيء أو مزاح يمس كرامتي وشرفي، وبقيت ستة أشهر كوني محتاجة إلى المال بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي خلفتها الحرب”

يتم إيهام الفتاة بالربح من هذه التطبيقات مقابل ساعات البث المباشر والقدرة على جذب عدد أكبر من الشباب، حسب غازي

يتم دفع مبلغ بسيط في الشهر الأول للفتاة كتشجيع لاستمرارها، وعندما تبدأ العلاقة تكبر بين الفتاة وأحد مديري الدردشات يبدأ الحديث معها بلباس المنقذ الناصح لها أنها تخرج من التطبيق، واعدًا إياها بعمل أفضل، ويطلب بياناتها الشخصية وصورها، ويبدأ بعدها يبتزها ويطلب منها تجنيد أعضاء جدد

تتحدث أمنية (اسم مستعار) من محافظة تعز، إحدى مستخدمي برامج الدردشة الصوتية لـ”المشاهد”: “دخلت برنامج الدردشة الصوتية عبر إعلانات، ولم أكن أعلم أنها برنامج “سول شل” تكسبك المال، إلا أن شخصًا أخبرني عن طريق إرسال رسالة إلى الخاص، وشرح لي طريقة عمل البرنامج، وسجلني في مجموعته على التطبيق

وتتابع: “كنت أضع حدودًا مع تعاملي بين الشباب، لكني انصدمت من استغلالهم لبنات اليمن بشكل كبير  عن طريق الدعم وإرسال هدايا تصرف لهم نهاية الشهر”

سوء الوضع الاقتصادي دفع الكثير من الفتيات الانضمام إلى هذه التطبيقات لسد احتياجاتهم، البعض منهم فقدوا المعيل، والبعض الآخر فقدن أعمالهن بسبب الحرب، بالإضافة إلى كسب المال من أجل الحصول على أدوية لأحد من أسرهم مصاب بالسرطان

وتلك الأسباب سهلت على رواد تلك التطبيقات استغلال الفتيات بطرق ووسائل عديدة”

تقول أمنية: “حاولوا استغلالي، وحاربوني كوني لم أتقبل أي كلام بذيء أو مزاح يمس كرامتي وشرفي، وبقيت ستة أشهر كوني محتاجة إلى المال بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي خلفتها الحرب”

 وتضيف: “لم أكن أتوقع أن يصل الانحطاط الأخلاقي في أبناء بلدي لهذا المستوى، وأغلبهم من المغتربين اليمنيين، والبنت الشريفة منبوذة في تلك البرامج، بل توجد علاقات غرامية وعمل حفلات زفاف كأنها حقيقة، وتنتهي بالفتيات إلى نشر صورهن وابتزازهن بطرق عديدة”

كتير من الفتيات وقعن ضحايا الاستغلال المادي في برامج الدردشة الصوتية والمرئية،الذي أدى إلى الابتزاز الإلكتروني في نهاية المطاف نتيجة الحاجة المادية أو صغر سن الفتيات وتصرفات بدون وعي

تقول سمر، التي رفضت الإفصاح عن اسمها الأخير، لـ”المشاهد”: “لم أستمر أربعة أشهر في تلك البرامج، بسبب هول ما رأيت، واستخدام الشباب طرقًا شيطانية لإيقاع البنات في قصص وعلاقات غرامية، واستخدامهم شتى الوسائل، وكأنهن صيد لهم”

“ومن تلك الوسائل ملاحقة الفتيات من غرفة الدردشات، واللعب على عواطفهن بالقصص والوعود بالزواج والدعم المادي لهم، واستغلال ظروفهن المعيشية والاقتصادية، لم يكتفوا بذلك، بل إهانتهن بكلمات جارحة بذئية ومس شرفهن في غرفات الدرشة الصوتية”، حد قول سمر

وتضيف: “كنت أشاهد وأسمع غالبية بنات اليمن أجبرن على دخول هذه البرامج من أجل العمل وكسب المال، وقليل منهم من أجل التسلية، فنحن نعيش باقتصاد منهار، وانعدام فرص العمل”

تقول إن مروجي هذه التطبيقات يمارسون الكذب والخداع، ويعدون أنهم ذوو مناصب لحمايتهن من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني

“في هذا الجانب، البعض ادعى أنه من المخابرات، والآخر صحافة ومثقفون، وهؤلاء هم من كان يجبرون الفتيات بطرق مختلفة وتهديدهم بسحب أرقامهن أو حساباتهن عبر السناب شات، ووقعن ضحايا ليتم نشر صورهن عبر تلك البرامج، والبعض الآخر لجأ إلى تشويه سمعتهن في غرفة الدردشة”، تقول سمر

في السياق ذاته، يؤكد إبراهيم (اسم مستعار رفض الإفصاح عن اسمه)، وهو أحد مروجي تطبيقات الدرشة الصوتية: “كنت من أقوى الداعمين في البرنامج، وكنت أستغل بعض الفتيات في البرنامج مقابل القليل من الهدايا، من أجل ممارسة غرائزي الشهوانية دون علم أصدقائي بما أفعله”

أيقن إبراهيم مع مرور الوقت أن الفتيات دخلن تلك التطبيقات بدافع اقتصادي محض بسبب الظروف  المعيشية التي خلفتها الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من سبع سنوات

ويتابع: “ضميري يؤنبني بما فعلته في بنات بريئات، وأعاني بشدة بسبب الذنب الذي ارتكبته ضدهن، وحاولت أن أكون قدوة في التطبيقات لمحاربة الدعم من أجل المقابل ونصح الفتيات”

ويقول إبراهيم لـ”المشاهد” إن غالبية الشباب اليمني من المغتربين يتواجدون في تلك التطبيقات، ولديهم مجموعات واتساب لتبادل الصور والفيديوهات مع البنات

وفي هذا الجانب، يقول: “بعضهم يتباهون بما يفعلونه لفضح البنات بين أصدقائهم، ونسوا   أنهم سوف يصبحون آباء في الغد”

هناك ضرورة مجتمعية للتوعية بخطر هذه التطبيقات على الجنسين من الشباب والفتيات، لأن الابتزاز يحدث للفتيات والشباب، حد قول غازي

وبدوره يرى المحامي فهمي محمد، من محافظة تعز، أن الحماية تأتي من حرص الفتيات على التعامل مع الجوال بوضع برامج حماية خاصة لهاتفها من أي اختراقات، وليس بالضرورة أن يصبح الهاتف المحمول أداة خزن وحفظ الصور والفيديوهات الخاصة التي لا يسمح لأحد بالاطلاع عليها

ويشدد محمد على أن الفتاة التي وقعت ضحية الابتزاز، عليها ألا تخضع للمبتز، وتقوم بالتبليغ مباشرة ليتم إحالة المبتز إلى الجهات المختصة

حتى لا تكون الفتاة ضحية المبتزين لا بد أن تكون حريصة في التعامل مع كافة مواقع التواصل الاجتماعي، توجد عدة خيارات مع التعامل بحذر، وعدم السماح بوصول تلك البرامج إلى الصور الخاصة بها، وأن تكون على معرفة بالروابط المؤدية إلى الاختراق

  يوضح محمد أن “غالبية الروابط المرسلة وهي مجهولة المصدر، لا بد من تجنبها، وعدم فتحها، لأنها روابط تتحول إلى برامج خبيثة لاختراق هاتف الضحية”

ليصلك كل جديد