تعز.. إغلاق فصول دراسية في مدارس حكومية

منذ 2 سنوات

تعز – أسامة الفقيه:في العام الماضي، توقفت مدرسة الزبيري في مديرية شرعب السلام بتعز، عن تدريس طلاب الصف التاسع، نتيجة لنقص المدرسين، وعدم وجود الدعم المادي للتعاقد مع مدرسين آخرين أو توظيفهم

اعتقد الكثير من الطلاب وأولياء الأمور حينها أن تلك المشكلة مؤقتة، وستعمل وزارة التربية والتعليم على إيجاد المدرسين واستئناف تدريس الصف التاسع هذا العام

بدأ العام الدراسي الجديد قبل أسابيع، لكن تدريس الصف بمدرسة الزبيري مازال متوقفًا، ويبدو أنه سيتوقف لسنوات قادمة في ظل غياب الاهتمام بالتعليم من قبل وزارة التربية في صنعاء، بحسب طلاب وأولياء أمور في مديرية شرعب السلام بتعز

في تعز، أقدمت مدارس حكومية عدة على التوقف عن استقبال طلاب المرحلة الثانوية، والاكتفاء بالمرحلة الأساسية، بسبب نقص الكادر التعليمي، وغياب الدعم المادي لاستعادة المدرسين السابقين أو توظيف معلمين آخرين

محمد فواز، 15 عامًا، أحد طلاب مدرسة الزبيري، يقول لـ”المشاهد”: إلغاء فصول دراسية بسبب عدم توفر المدرسين ظاهرة مقلقة، وما حدث للصف التاسع لمدرسة الزبيري في عزلة الأكروف بمديرية السلام بمحافظة تعز، مثال واحد للتحديات التي تواجه الطلاب في العديد من المدارس”

منذ العام 2016، لم يتسلم الآلاف من المعلمين رواتبهم في المحافظات التي تقع تحت سلطة أنصار الله (الحوثيين)، الأمر الذي تسبب بتسرب الكادر التعليمي من المدارس، وانهيار التعليم في العديد من المحافظات اليمنية

بالإضافة لتسرب المعلمين، تقاعد الآلاف منهم، وتوقف التوظيف نهائيًا في مجال التربية والتعليم طوال سنوات الحرب

يقول فواز لـ”المشاهد”: “تم إلغاء صف تاسع في العام الماضي حتى تتم معالجة مشكلة نقص المدرسين، ولكن لا يزال هذا القرار ساري المفعول، وللعلم فإن الدراسة في هذه المدرسة مستمرة منذ أكثر من ربع قرن، ولم يتم الغاء أي فصل إلا منذ العام الماضي”

تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في العام 2018، يؤكد أن أكثر من 2

500 مدرسة أصبحت خارج الخدمة كليًا، وقد أغلقت 27% منها أبوابها، وتكبدت 66% أضرارًا، واستُخدم 7% كملاجئ للنازحين أو صادرتها المليشيات لغاياتها الخاصة

ومع الإهمال المستمر للمعلمين والمدارس من قبل أطراف النزاع، تتضاعف الأزمة التي يواجهها قطاع التعليم في اليمن

دور حكومي غائبيقول تربويون إن اهتمام أطراف الحرب بالتعليم بات ضئيلًا، ولم يعد لوازرة التربية، لا سيما شمالي اليمن، أي دور إيجابي في النهوض بالعملية التعليمية

تربوي في مديرية شرعب السلام بتعز يقول لـ”المشاهد”: “الأمل الوحيد لاستمرار العملية التعليمية في المدارس هو التفاعل المجتمعي في محيط كل مدرسة، حيث يسهم الميسورون وبعض أولياء الأمور في توفير الحد الأدنى من أجور المعلمين الذين يتم التعاقد معهم، وهذا الأمر يمنع توقف العملية التعليمية في العديد من المدارس”

عبدالرقيب، 45 عامًا، معلم في مديرية شرعب السلام بتعز، يقول إن عدم توفر المدرسين تسبب في إيقاف تدريس الصف التاسع بمدرسة الزبيري، وهذه المشكلة هي صورة واحدة من المآسي التي يعيشها القطاع التعليمي في اليمن

ويضيف: “انتقل الطلاب الى مدرسة الأنوار بعزلة الأكروف التي تبعد عن الزبيري خمسة كيلومترات تقريبًا

يتزاحم الطلاب في الفصول، ولا تستطيع المدرسة استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب بسبب طاقتها الاستيعابية المحدودة”

ويشير عبدالرقيب إلى أن الحكومة لا توفر حتى الكتاب المدرسي، إذ أصبح ولي أمر الطالب مسؤولًا عن شراء الكتاب المدرسي من السوق السوداء، ولم تبادر حكومة صنعاء أو الحكومة الشرعية بتقديم حلول تهدف إلى تسهيل حصول الطالب على التعليم

محمد سعيد، معلم بمدرسة الزبيري، يقول لـ”المشاهد”: “الطلاب، في كل الصفوف، يحتاجون إلى مدرسين منتظمين يدرسونهم المنهج كاملًا، ولا بد من توفر الكتب المدرسية، وتحسين الأوضاع المادية للمعلمين”

طالب عدد من المعلمين الجهات المعنية بتوفير بعض الأساسيات التي تساعد على استمرار العملية التعليمية في مدرسة الزبيري بمديرية شرعب السلام، إلا أن تلك الأصوات لم تلقَ استجابة، بحسب سعيد

حاليًا، يذهب فواز، و36 طالبًا آخرون، إلى مدرسة بعيدة عنهم، ويمشون خمسة كيلومترات حتى يصلوا إلى فصولهم الدراسية، وهذه المعاناة جاءت بعد توقف تدريس طلاب الصف التاسع في المدرسة التي تقع في منطقتهم

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير