تعز: حاجة الأطفال المعاقين في المعافر للتمكين
منذ 3 أشهر
تعز – أحلام جميليعيش الأطفال المعاقون في اليمن أوضاعًا صعبة، ويعانون حرمانًا من أدنى الخدمات والحقوق في شتى المجالات
الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في عزلة السواء في مديرية المعافر، بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن، ليسوا بمعزلٍ عن تلك المعاناة
وتحوي العزلة الواقعة في أقاصي المديرية، 1252 طفلا معاقًا، تكالب عليهم حرمان الريف وتهميش المعاقين
يقدر عدد المعاقين في اليمن بنحو 15 في المائة من إجمالي عدد السكان، (أي 4
5 مليون يمني)، من بينهم 1
2 مليون طفل، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر
ويقول صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن مخلفات الحرب من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تشكل تهديدا كبيرا على الأطفال، خصوصا ذوي الإعاقة
مركز المعاقين في مديرية المعافر هو الوحيد من يقدم خدماتٍ لهذه الفئة في نطاق المديرية، رغم إمكانياته المحدودة
ويفتقر المركز إلى بنى تحتية، أهمها مبنى خاص به، ناهيك عما ينقصه من احتياجات ومستلزمات لتقديم خدمات للأطفال من ذوي الإعاقة
والدة الطفل المعاق حركيًا، أكرم (8 سنوات)، تقول إن طفلها لم يحصل على أي خدمات، من أي جهةٍ كانت
وتضيف لـ«المشاهد»: فقط مركز المعاقين قدم له جلسات (تدليك)، حين أتمكن من حمله والذهاب به إلى هناك
وتواصل: أتمنى أن يعيش ابني حياته مثل بقية الأطفال، وأن يذهب إلى المدرسة ويمارس حياته بشكل طبيعي
ولكن قدرتنا المادية لا تساعدنا، ولا تكفي لتوفير الاحتياجات الضرورية له
واعتبرت أم أكرم أن المعاقين دائمًا ما يكونون متميزون ومبدعون، فلماذا لا تتاح لهم الفرصة لإظهار هذا الابداع؟وتنتقد أمهات كثر في العزلة الوضع الذي يعانيه أبنائهم المعاقين هناك
وذلك نتيجة تهميش هذه الفئة في شتى نواحي الحياة، دون مراعاة لظروفهم، بل تتم معاملتهم كالناس العادين
من جانبها، تستغرب أم رؤيا، من تدريس الأطفال الصم والبكم في مدارس أقرانهم السليمين
وتقول لـ«المشاهد» إن هذا يحدث مع طفليها الأصمين (8 – 10 أعوام)
مشيرةً إلى أنهما يذهبان للمدرسة العمومية القريبة منهم ويتعلمان مع الطلاب العاديين
وأوضحت أنه لا توجد مدرسة خاصة بالصم والبكم في المنطقة، أو حتى فصول خاصة في المدارس العمومية
لافتةً إلى أن هذا الأمر يجعل الطفل الأصم يواجه صعوبة في التعلم، وقد يصل أحيانًا للهروب من المدرسة
”أم رؤيا: لا توجد مدرسة خاصة بالصم والبكم في المنطقة، أو حتى فصول خاصة في المدارس العمومية
لافتةً إلى أن هذا الأمر يجعل الطفل الأصم يواجه صعوبة في التعلم، وقد يصل أحيانًا للهروب من المدرسة
”وتضيف أم رؤيا: ابني وابنتي يواجهان صعوبة في التعلم والتواصل مع زملائهم داخل الفصل؛ لهذا يرفضان الذهاب إلى المدرسة
واستدركت: لكني مضطرة لجعلهم يذهبون إلى المدرسة العامة؛ حتى يستمرون في التعليم لأجل ضمان مستقبلهم
”بإمكانات بسيطة، يقدم مركز المعاقين الوحيد بعزلة السواء في مديرية المعافر بتعز، خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة
مستهدفًا فئتين من ذوي الهمم، هما: الصم والبكم، والمعاقون حركيًا
وبحسب مدير المركز، عبد الجبار سعيد، فإن المركز بصدد التحوّل إلى جمعية خاصة بالمعاقين في مديرية المعافر
مشيرًا إلى أنه سيتم إنشاء مراكز للمعاقين في كل عزلة من عزل المديرية
وقال سعيد لـ«المشاهد» إن المركز عمل بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية على تدريب عاملات في مجال العلاج الطبيعي، وتوزيعهنّ على جميع قرى المديرية؛ لتقديم العلاج الطبيعي للمعاقين وتسهيل حصولهم على الخدمة
كما تم تدريب عاملات أخريات على لغة الإشارة، وبدورهنّ يدربنّ فئة الصم والبكم، بحسب مدير المركز
ويضيف: أعداد المعاقين في العزلة كبير ولا تستطيع المنظمات استهدافهم بشكل كامل
وعندما اقترحنا على المنظمات دعم المعاقين تحججوا بقلة الدعم
بينما غالبية مشاريعهم النقد مقابل العمل أو نقد غير مشروط لا يستهدف المعاقين
”عبد الجبار سعيد، مدير مركز المعاقين في مديرية المعافر: أعداد المعاقين في العزلة كبير ولا تستطيع المنظمات استهدافهم بشكل كامل
وعندما اقترحنا على المنظمات دعم المعاقين تحججوا بقلة الدعم
بينما غالبية مشاريعهم النقد مقابل العمل أو نقد غير مشروط لا يستهدف المعاقين
”ويواصل مدير المركز، أن من يأتون إلى المركز هم الساكنون بالقرب منا فقط، ونقدم للمعاقين الصم خدماتٍ حسب احتياجهم
ونساعدهم بإمكانياتنا البسيطة على التواصل مع المجتمع
أما المعاقون حركيًا الذين يعيشون في منازل بعيدة عن المركز، فهناك مختصة علاج طبيعي تقدم المساعدات في كل قرية
وهذا يعني أن بقية المعاقين لا تتوفر لهم خدمات، ليس فقط من المركز، بل حتى من أي جهة أخرى
المركز لا يمتلك مبنى خاص، وإنما يتم العمل داخل ثلاث غرف موزعة على مبنيَين اثنين، بحسب مدير المركز
وخصصت غرفتان من الغرف الثلاث كمركز للتدريب النسوي، وغرفة في مدرسة 13 يونيو مخزن للأدوات
وأوضح سعيد أن العاملين في المركز يعملون بشكل طوعي دون أي مقابل طيلة أربع سنوات
كما أن هناك نقصًا في مواد وأجهزة العلاج الطبيعي
وزاد: لا يحصل المركز على دعم من السلطة المحلية ولا المنظمات الفاعلة
رغم أن كثير من منظمات المجتمع المدني تستهدف مديرية المعافر في كثير من المجالات والخدمات
إلا أن لا أحد من هذه المنظمات استهدفت فئة المعاقين أو المركز بشكل مباشر
قيادة مركز المعاقين انتقدت دور السلطة المحلية بمديرية المعافر
وأشارت إلى أنه ليس هناك أي دور يذكر من السلطات في دعم المعاقين أو المركز
سوى في توقيع المذكرات الإدارية لتسهيل عمل وخدمات المركز بشكل رسمي
في المقابل، يقول مدير مديرية المعافر، عادل المشمر، إن المنظمات تأتي إلينا وقد أعدت وصممت برامجها مسبقًا طبقًا لدعم المانحين
وأضاف المشمر لـ«المشاهد»: لا يتم إشراك السلطة المحلية في تحديد احتياجات المنطقة، وجميع مشاريع المنظمات المنفذة لا تستهدف فئة المعاقين
مختتمًا: نمتلك ميزانية محددة ومبوبة، ولا نستطيع تقديم الدعم المادي للمعاقين أو المركز
ولكن إذا كان هناك أي جهة ستدعم هذه الفئة بتقديم أي خدمة فسنكون دعمًا وسندًا لهم
”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير