تعز: خدمات “الغسيل الكلوي” بالمستشفى الجمهوري “مهددة بالانهيار”
منذ 2 ساعات
تعز – عبد الملك الأغبريياسر الخطّابي، أحد مرضى الفشل الكلوي، يتلقى غسيلًا دوريًا في مركز الغسيل الكلوي بالمستشفى الجمهوري بمدينة تعز
لكن مع قلة الموارد ونقص الدعم المطلوب للمركز أصبحت حياة الخطّابي وعشرات المرضى الآخرين على المحك
يقول الخطّابي: “تخيل أنه منذ إصابتي وأنا أغسل بنفس الأجهزة، بعضها لم يعد يؤدي سوى نصف العمل، وبعضها الآخر توقف تمامًا بسبب غياب الصيانة
ومع ذلك لا خيار أمامنا سوى الاستمرار بالغسيل بما هو متاح؛ لأنه لا يوجد بديل آخر إلا الموت”
ياسر الخطاب، مريض بالفشل الكلوي،تعز: تخيل أنه منذ إصابتي وأنا أغسل بنفس الأجهزة، بعضها لم يعد يؤدي سوى نصف العمل، وبعضها الآخر توقف تمامًا بسبب غياب الصيانة
ومع ذلك لا خيار أمامنا سوى الاستمرار بالغسيل بما هو متاح؛ لأنه لا يوجد بديل آخر إلا الموت
”وأشار إلى أن أكثر من 250 مريضًا يواجهون خطر الموت في حال توقف المركز عن العمل
معتبرًا الغسيل “شريان حياة، وإذا توقفنا عنه سنموت جميعًا”
في أغسطس العام الماضي قال مدير مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الثورة بتعز في حديث مع “المشاهد” أن عدد مرضى الفشل الكلوي الذين يتلقون جلسات غسيل للكلى وصل إلى 303 حالة
وهنا يكون عدد الحالات في تعز لوحدها في مشفى الثورة والجمهوري هو قرابة 553 حالة
مرضى الفشل الكلوي يعانون في اليمن عموما
وتقدر منظمة الصحة العالمية وجود حوالي 5200 مريضا والعدد في ازدياد وصراع مستمر في الوصول إلى الخدمات الطبية وعلى رأسها الغسيل الدوري
وفي هذا السياق يقول الخطابي: “نشتري المحاليل والإبر من الشارع، لا الدولة ولا المستشفى يقدمون لنا شيئًا
المركز غير إيرادي، ولو كان بيدهم إغلاقه لفعلوا؛ لأنهم غير مستفيدين منه، ولذلك لا يهتم أحد بمرضى الفشل الكلوي”
وتابع: “نحن بلا صوت أو جهةٍ تدافع عنا، وإذا لم نغسل خلال أسبوع فإن السموم ستتراكم داخل أجسادنا
حتى أننا “لا نتبول”؛ لأن الكلى متوقفة كليًا عن العمل”
الخطّابي أوضح أن مركز الغسيل الكلوي في المستشفى الجمهوري بتعز، كان قد توقف عن العمل لمدة شهرٍ تقريبًا قبل ثلاث سنوات؛ نتيجة تعطل محطة المعالجة بالكامل
وهو ما شكّل تهديدًا مباشرًا لحياة كل المرضى في المركز الذين يعتمدون على الغسيل الدوري للبقاء على قيد الحياة
وأشار إلى أن مدير المركز، الدكتور عصام مهيوب، سعى حينها للتنسيق مع مركز الغسيل في مستشفى الثورة العام بتعز حتى ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل؛ لإقناعهم باستقبالنا، وتم إدخالنا بعد ذلك لإجراء جلسات الغسيل؛ بشرط أن يحضر المرضى كامل مستلزمات الغسيل من أنابيب ومحاليل وغيرها، بينما يوفر المركز الأجهزة فقط
وأضاف الخطّابي: “رغم أن ذلك ليس من مهامه، إلا أن الدكتور عصام تصرّف بدافعٍ إنساني بحت، وتحرّك من تلقاء نفسه لإنقاذ حياة عشرات المرضى
قد لا يعني هذا شيئًا للكثيرين، لكنه بالنسبة لنا كان يعني الحياة
نحن الذين نعيش على هذا الجهاز ونتعلق بفرصة غسيلٍ، كما يتعلق الغريق بأي شيءٍ للنجاة”
وفي ظل أزمةٍ متفاقمةٍ تهدد حياة عشرات المصابين بالفشل الكلوي، قال مدير مركز الغسيل الكلوي في المستشفى الجمهوري بتعز، الدكتور عصام مهيوب: “إن أغلب الأجهزة الموجودة في المركز أصبحت شبه متهالكة
وتعمل بنصف قدرتها التشغيلية؛ نظرًا لتجاوزها العمر الافتراضي، واستمرارية تشغيلها دون توقفٍ؛ بسبب كثرة المصابين وقلة الأجهزة فيها، دون أن يتوفر بديل حتى اللحظة، أو عمل صيانة دورية تضمن استمرار الخدمة بجودةٍ آمنة
وأوضح الدكتور مهيوب أن المركز يعاني ضغطًا هائلًا، حيث يفوق عدد جلسات الغسيل قدرة الأجهزة المتاحة؛ ما يؤدي إلى أعطالٍ متكررة تهدد سلامة المرضى، وتعرّض حياتهم للخطر
وأشار إلى أن هناك حاجةٌ ماسة لتوفير أجهزةٍ جديدة، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمركز، إضافةً إلى دعمٍ مستدام يشمل الصيانة والتشغيل، مؤكدًا أن استمرار الوضع على ما هو عليه يعني أن الأزمة الصحية مرشحة للتفاقم؛ ما لم تتدخل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بشكل عاجل
الدكتور عصام مهيوب، مدير مركز الغسيل الكلوي، مستشفى الجمهوري، تعز: هناك حاجةٌ ماسة لتوفير أجهزةٍ جديدة، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمركز، إضافةً إلى دعمٍ مستدام يشمل الصيانة والتشغيل، مؤكدًا أن استمرار الوضع على ما هو عليه يعني أن الأزمة الصحية مرشحة للتفاقم؛ ما لم تتدخل الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بشكل عاجل
”ووجّه الدكتور مهيوب، شكره لمجموعة “هائل سعيد أنعم” التجارية على تكفّلها الكامل بتكاليف إعادة تشغيل محطة المعالجة الخاصة بالمركز
مشيرًا إلى أن هذه المبادرة أسهمت في تفادي توقف الخدمة
وأوضح أن المركز كان يضم محطتين للمعالجة وفرّها سابقًا “بنك الكريمي”، لكن إحداهما توقفت نهائيًا بعد استخدامها بشكل متواصل لأكثر من خمس سنوات؛ نتيجة التقادم والضغط المستمر
فيما ظلت المحطة الثانية خارج الخدمة لسنواتٍ بسبب حاجتها لمبالغ مالية طائلة لإعادة تأهيلها وتشغيلها
وقال مهيوب: “بحثنا على مدى أربع سنوات عن جهةٍ ممولةٍ لإعادة تشغيل المحطة، إلى أن بادرت مجموعة هائل سعيد بتبنّي المشروع كاملًا”
مضيفًا أن المجموعة قامت بترميم غرفة المحطة، وتركيب الخزانات، ومدّ شبكة المياه
بالإضافة إلى تأمين المواد التشغيلية اللازمة لتشغيل المحطة، والتي ستغطي احتياجات المركز لمدة ستة أشهرٍ مقبلة
وأضاف: “رغم هذا الإنجاز، ما تزال مشكلة الأجهزة قائمة، إذ أصبحت معظمها متهالكة
ونحتاج بشكل عاجلٍ لما بين ثمانية إلى 15 جهاز غسيل جديد؛ لمواكبة الضغط الكبير في أعداد المرضى”
مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة أجهزة خرجت مؤخرًا عن الخدمة بشكل نهائي، ليصل إجمالي الأجهزة المعطلة في المركز إلى 16 جهازًا منذ عام 2013
وأكد الدكتور مهيوب أن المركز لم يعد يمتلك سوى 18 جهاز غسيلٍ كلوي فقط تعمل حاليًا، وهو عدد لا يلبي الاحتياج المتزايد، خاصةً في ظل ارتفاع أعداد المرضى واستمرارية الضغط على الأجهزة بشكل يفوق طاقتها التشغيلية
ونوّه الدكتور مهيوب إلى أن مركز الغسيل الكلوي يفتقر تمامًا لوجود مهندسٍ مختصٍ لصيانة الأجهزة بشكل دوري؛ ما يفاقم حالتها الفنية
موضحًا أن إدارة المركز تضطر إلى استقدام مهندسٍ من مدينة عدن كل أربعة أشهر تقريبًا، وهو أمر لا يلبي الحاجة الفعلية للصيانة المستمرة، خاصةً مع ضغط العمل على الأجهزة
ودعا إدارة المستشفى إلى ضرورة توفير مهندسٍ مقيم بشكل دائم؛ لضمان استمرارية الخدمة والحد من الأعطال التي تهدد حياة
من جانبه، يقول القائم بأعمال مدير المستشفى الجمهوري التعليمي العام في تعز، الدكتور فؤاد الحداد، لـ”المشاهد”: إن أجهزة الغسيل الكلوي المستخدمة حاليًا في المركز تعمل منذ العام 2014
رغم أن عمرها الافتراضي لا يتجاوز أربع إلى خمس سنوات فقط
موضحًا أن المستشفى يقوم بصيانةٍ دوريةٍ للأجهزة، إلا أن تقادمها الزمني يشكل تحديًا كبيرًا في ظل استمرار تشغيلها على مدار 24 ساعة دون توقف
وأضاف أن كلفة الجهاز الواحد تقارب 25 ألف دولار، وهو ما يفوق إمكانيات المستشفى والسلطة المحلية، حد تعبيره
وأشار الحداد إلى أن المستشفى تحمّل عبئًا إضافيًا كبيرًا بعد أن استقبل 92 حالة غسيل كلوي عند فتح المنفذ الشرقي للمدينة، في وقتٍ تخلّت فيه مستشفيات أخرى عنهم
مشددًا على أن المستشفى لا يستطيع التنصل عن تقديم هذه الخدمة المنقذة للحياة
وبيّن أن المركز كان يجري أربع جلسات غسيل يوميًا “بمعدل 16 ساعة تشغيل”، لكنه بات اليوم يجري ست جلسات
أي أن الأجهزة تعمل طوال اليوم دون توقف؛ ما يفاقم من استهلاكها ويعرضها للتعطل
وأشار الحداد، إلى أنه تم الرفع بدراسةٍ من إدارة المستشفى لعمل توسعةٍ في المبنى بناءً على توجيهات وكيل وزارة تعز للشؤون الصحية، الدكتورة إيلان عبدالحق؛ لعرض هذه الدراسة وتسليمها للمنظمات الداعمة للقطاع
بالإضافة إلى أنه تم مخاطبة وزير الصحة بمذكرةٍ رسميةٍ من السلطة المحلية بخصوص توفير أجهزةٍ للمركز
وقمنا بالنزول إلى عدن لمقابلة وزير الصحة العامة، حيث تم إدراجها ضمن خطة الوزارة، وكان هذا قبل عامٍ من الآن
وناشد الحداد، المنظمات الدولية والمحلية، والمجموعات التجارية؛ للتدخل العاجل ودعم المركز بالأجهزة المطلوبة
في السياق، قالت وكيل محافظة تعز للشؤون الصحية، الدكتورة إيلان عبدالحق، في تصريح لـ”المشاهد”: إن هناك مشروعًا متكاملًا يتضمن إنشاء محطةٍ جديدة، وتوفير 32 جهاز غسيل كلوي مع الكراسي المخصصة لها
إضافةً إلى بناء مركز غسيلٍ جديد بجوار المركز الحالي في المستشفى الجمهوري
وأوضحت أن الدراسة الخاصة بالمشروع قد تم إعدادها، وأصبحت جاهزة
مشيرةً إلى أنها تتابع إجراءات تمويل المشروع بشكلٍ شخصي، مؤكدةً أن التنفيذ سيتم قريبًا
يقول الدكتور عصام مهيوب حديثه لـ”المشاهد” قائلًا: “علميًا، كلية الإنسان الطبيعي الصحيح الخالي من أي مرضٍ كلوي أو في المسالك البولية، تقوم بعملية غسيلٍ وتنقيةٍ تعادل ما بين 32 إلى 34 غسلة خلال 24 ساعة
وهذه الوظيفة الحيوية يتم محاكاتها جزئيًا بجهاز الغسيل الكلوي”
منوهًا إلى أنه في دول العالم، يخضع المريض عادةً لثلاث جلسات غسيل في الأسبوع، مدة كل جلسة أربع ساعات، أي بمعدل 12 ساعة أسبوعيًا
أما نحن، ومع الأسف الشديد، نعاني مشكلاتٍ متراكمة: انقطاع الماء، تعطل الأجهزة، وتوقف المحطة، فنضطر لتقليص الجلسات إلى ثلاث ساعات فقط، وغسلتين في الأسبوع
ويقول: “في مستشفى الثورة مثلًا، الجلسات تُجرى لأربع ساعات، لكنهم لا يستقبلون أي حالات جديدة
ويضاف إلى هذا كله أزمة الوقود، حيث نعاني من شحٍّ كبير في مادة الديزل منذ بدء الحرب
ومعظم المنظمات، كمنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود، أوقفت دعمها، وأصبحنا نعيش حالةً من التذبذب
ونحاول توفير المحاليل من هنا وهناك، لكن الكمية التي تصلنا لا تكفي لتشغيل المركز كما ينبغي”
الدكتور عصام مهيوب، مدير مركز الغسيل الكلوي، مستشفى الجمهوري، تعز :في مستشفى الثورة مثلًا، الجلسات تُجرى لأربع ساعات، لكنهم لا يستقبلون أي حالات جديدة
ويضاف إلى هذا كله أزمة الوقود، حيث نعاني من شحٍّ كبير في مادة الديزل منذ بدء الحرب
ومعظم المنظمات، كمنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود، أوقفت دعمها، وأصبحنا نعيش حالةً من التذبذب
ونحاول توفير المحاليل من هنا وهناك، لكن الكمية التي تصلنا لا تكفي لتشغيل المركز كما ينبغي”
وفي الختام لايدري الخطابي هل تنتظم جلسات الغسيل المطلوبة له بأجهزة فعالة ليستمر في الحياة أم أن حياته قد تتوقف في أي لحظة في ظل غياب الأجهزة الجديدة المطلوبة لمركز الغسيل الكلوي في مستشفى الجمهوري في تعز
ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن