تعز: رحلة علاج تنتهي بالموت بسبب نقص مراكز الغسيل الكلوي

منذ 4 أشهر

تعز- عميد المهيوبيتفتقر مستشفيات مدينة تعز إلى وجود مراكز متخصصة لغسيل الكلى للأطفال، مما يزيد من معاناة الأطفال الذين يحتاجون إلى جلسات غسيل طارئة

ويضطر الأطباء في تعز إلى توجيه المرضى للسفر إلى صنعاء للحصول على الرعاية اللازمة، نظرًا لافتقار المستشفيات في تعز إلى الخدمات الضرورية التي يحتاج إليها العديد من مرضى الفشل الكلوي

ويجد العديد من الآباء أنفسهم عاجزين عن تحمل تكاليف السفر لعلاج أطفالهم، ما يضطر بعضهم إلى مشاهدة أطفالهم يفارقون الحياة أمام أعينهم دون أن يتمكنوا من تقديم العلاج اللازم

غياب أنابيب الغسيل الكلوي الخاصة بالأطفالالدكتور عصام مهيوب، رئيس قسم الكُلية الصناعية في المستشفى الجمهوري بتعز، أوضح لـ”المشاهد” أن الأطفال المصابين بالفشل الكلوي يواجهون معاناة كبيرة بسبب عدم وجود أنابيب الغسيل الخاصة بهم

يشير إلى أن محافظة تعز، رغم مساحتها الجغرافية الكبيرة وكثافتها السكانية العالية، تعاني من غياب تام لمراكز غسيل الكلى المخصصة للأطفال، بالإضافة إلى نقص حاد في مواد الغسيل الكلوي الخاصة بهم، خاصة للأطفال حديثي الولادة

يضيف مهيوب: “الغسيل الكلوي البريتوني غير متوفر في تعز، مما يضطرنا إلى تحويل الحالات إلى صنعاء لإجراء الغسيل البريتوني، وهذا يزيد من المخاطر على الأطفال المصابين، خاصة مع مشقة الرحلة الطويلة التي يضطر المرضى لقطعها من تعز إلى صنعاء

”الكثير من الأطفال المصابين بالفشل الكلوي يفقدون حياتهم إما في الطريق قبل الوصول إلى مستشفيات صنعاء أو بسبب الظروف المادية التي تجعل الآباء غير قادرين على إسعافات أبنائهم في الوقت المناسب، وفقًا لمهيوب

يوجه الطبيب عصام مهيوب نداءً إلى الحكومة والمنظمات الدولية بضرورة توفير مواد الغسيل الدموي الخاصة بالأطفال، إضافة إلى توفير تقنية الغسيل البريتوني، مع العمل على تدريب الكوادر الطبية على استخدام هذه الطريقة كأحد أساليب الاستصفاء الدموي لعلاج الحالات الطارئة

يقول مهيوب: “الغسيل الكلوي البريتوني غير متوفر في تعز، مما يضطرنا إلى تحويل الحالات إلى صنعاء لإجراء الغسيل البريتوني، وهذا يزيد من المخاطر على الأطفال المصابين

”الأمراض المنتشرةالدكتور يوسف الزكري، رئيس قسم الكلية الصناعية بهيئة مستشفى الثورة العام، يوضح لـ”المشاهد” أن قسم الكلية الصناعية في المستشفى استقبل العديد من الأطفال المصابين بالفشل الكلوي خلال عام 2024، حيث بلغ عدد الحالات التي وصلت إلى القسم 15 حالة

يشير الزكري إلى أن جميع هذه الحالات تم تحويلها إلى صنعاء لعدم توفر مواد الغسيل الكلوي الخاصة بالأطفال في محافظة تعز

يضيف: “لدينا في القسم 10 حالات أطفال فوق سن العاشرة تغسل أسبوعياً في القسم تستخدم مواد الغسل الخاصة بالفئات العمرية ما بعد سن الـ18 سنة والتي يبلغ عددها 300 حالة إصابة بالفشل الكلوي”

يوضح الزكري: “لدينا في القسم 10 حالات لأطفال فوق سن العاشرة يخضعون لجلسات غسيل أسبوعية، حيث يتم استخدام مواد الغسيل المخصصة للفئات العمرية فوق سن الـ18 عامًا، والتي يبلغ عدد المصابين بالفشل الكلوي ضمنها 300 حالة

”يتابع: “إن من أهم الأسباب المؤدية إلى حدوث الفشل الكلوي عند الأطفال هي الأمراض المنتشرة حاليًا، مثل الكوليرا، التي تتسبب بفقدان السوائل بشكل تدريجي، مما قد يقود إلى الإصابة بالفشل الكلوي الحاد

”تسهم الأمراض المزمنة، والأمراض الوراثية، والاستخدام العشوائي للأدوية في زيادة خطر الإصابة بالفشل الكلوي، كما أن عدم توفر الأقسام المتخصصة، والتأخير في تشخيص الحالات، وغياب مراكز غسيل الكلى المزودة بالأجهزة والمواد والمستلزمات المخصصة لغسيل الدم للأطفال، يزيد من تفاقم الإصابة بالفشل الكلوي المزمن لدى الأطفال، وفقًا للزكري

في يونيو، 2024، حذر وزير الصحة بالحكومة اليمنية من تردي الوضع الصحي، وأرجع وزير الصحة الدكتور قاسم بحيبح تردي الوضع الصحي إلى توقف تمويل الخدمات الصحية باليمن من قبل المانحين الدوليين

وأشار بحيبح إلى أن توقف التمويل سيقود إلى “كارثة إنسانية”، ما يهدد 500-700 مرفقًا صحيًا أوليًا و60 مستشفى ومركز رعاية ثانوية بالإغلاق

يقول الزكري: “إن من أهم الأسباب المؤدية إلى حدوث الفشل الكلوي عند الأطفال هي الأمراض المنتشرة حاليًا، مثل الكوليرا، التي تتسبب بفقدان السوائل بشكل تدريجي، مما قد يقود إلى الإصابة بالفشل الكلوي الحاد

”رحلة طفل مع الفشل الكلويأم محمد، من مدينة تعز، تقول إن طفلها البالغ من العمر 7 سنوات أصيب بالكوليرا، وفقد  الكثير  من السوائل، مما أدى إلى ارتفاع “مستوى الكرياتين” في دمه ودخوله مرحلة الإصابة بالفشل الكلوي الحاد

بعد أن تم عرض الطفل على أخصائي أمراض الكلى، قرر إجراء غسيل كلوي طارئ لطفلها

تشير أم محمد إلى أنها ذهبتُ مع طفلها إلى مركز الكلية الصناعية بهيئة مستشفى الثورة العام في تعز، لكن المستشفى لم يكن يملك الأنابيب المتخصصة لغسيل الكلى للأطفال، ونصحها الأطباء بالتوجه إلى صنعاء لإنقاذ طفلها

تضيف: “وجدت نفسي عاجزة عن توفير أي مبلغ، ولم يكن بحوزتي إلا القليل من المجوهرات، فتوجهت إلى مدينة تعز لبيعها، ثم سافرت إلى صنعاء لإسعاف ابني

”تتابع: “عندما وصلنا إلى مدينة إب بدأت حالته الصحية تتدهور بشكل غير مسبوق، وبدأ ابني يعاني من صعوبة التنفس، وغياب النبض، وحصلت الفاجعة، عندما أصبح ابني محمد جثة هامدة

”مات محمد بين يدي أمه، وهي عاجزة عن تقديم أي شيء لإنقاذه

لم يكن محمد الوحيد الذي فقد حياته بسبب غياب مراكز الغسيل الكلوي المخصصة للأطفال في تعز؛ فالكثير من الأطفال المصابين بالفشل الكلوي في المحافظة تنتهي رحلتهم العلاجية إلى صنعاء بالموت قبل أن يصلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير