تعز: فوضى مرورية لا تطاق

منذ 8 أيام

تعز – فهمي عبدالقابضيحتاج محمد فؤاد، موظف في القطاع الخاص، بمدينة تعز الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، 40 دقيقة للعودة من مقر عمله في وسط شارع جمال، إلى سكنه بحي الناشري، منطقة بئر باشا، بمديرية المظفر

 يستقل فؤاد حافلة نقل الركاب الصغيرة، في أوقات الذروة، التي تشهد ازدحامًا كبيرًا

لكن هذه المسافة في الأوقات الأخرى لا تستغرق منه أكثر من 12 دقيقة، حسب تعبيره

الازدحام الذي تشهده مدينة تعز أصبح مشكلةً يعاني منها الآلاف من سكان المدينة، وتتفاقم هذه المشكلة مع مرور الوقت، ما يتسبب في تأخير قضاء مصالح الناس

يمتد اكتظاظ السيارات والدراجات النارية، من جولة المرور بمنطقة الحصب حيث تبدأ بوادر الأزمة وصولًا إلى جولة وادي القاضي، ومنها إلى جولة القبة

مشهد من الفوضى المرورية التي لا تطاق، بحسب أسامة عبدالله، وهو سائق حافلة أجرة الذي يضطر إلى التوقف عن العمل أحيانًا؛ بسبب الاختناق المروري الذي يسمح بإنجاز عددٍ كافٍ من الرحلات لنقل الركاب

ويضيف أسامة لـ”المشاهد”: “هذا يقلل من العائد المادي، حيث بالكاد يستطيع القيام بثلاث رحلات من المركزي بوسط مدينة تعز إلى بئر باشا، شمال غرب المدينة”

من جانبها، تقول حنان الفقيه، ربة منزل، من سكان منطقة الحصب: إنها تضطر للانتظار على الشارع العام في منطقة الحصب بمديرية المظفر ما يقارب نصف ساعة، خاصة وقت الظهيرة؛ للانتقال إلى شارع جمال

وتشير في حديثها لـ”المشاهد” إلى أنها لا تجد حافلةً، وإن وجدت فالازدحام يُعيق الناس من التنقل السريع في شوارع مدينة تعز

 الكثير من أصحاب المركبات الخاصة اضطروا مؤخرًا إلى إيقاف سياراتهم، واستخدام الدراجات النارية، إذا كان لديهم عمل وسط مدينة تعز، وبالذات من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا

 عقيل المحصابي :شرطة السير تكتفي بحملات لرفع البسطات من الشوارع؛ لفرض غرامات مالية، ثم يعود الباعة الجائلين في اليوم الثاني بنفس المكانيصف عبدالله مهيوب، من سكان المطار القديم، الوصول إلى وسط المدينة بسيارته الخاصة في ظل الازدحام الشديد، بأنه يؤدي إلى “التوتر”

ويتحول الشخص إلى “عصبي”؛ بسبب ما يراه من فوضى مرورية تحدث أمام رجال المرور، وفقًا لحديث مهيوب مع “المشاهد”

ويزيد: “تجد أشخاصًا يوقفون سياراتهم بطريقة خاطئة، وباعة جائلين يفرشون بضائعهم في الشارع، ودراجات نارية تعكس الخط”

ما يحدث في شوارع تعز يصفه عقيل المحصابي، سائق دراجة نارية، بأنه “فوضى مرورية” متهمًا إدارة شرطة السير بأنها جزء من هذه الفوضى

ويقول المحصابي لـ”المشاهد” إن شرطة السير تكتفي بحملات لرفع البسطات من الشوارع؛ لفرض غرامات مالية، ثم يعود الباعة الجائلين في اليوم الثاني بنفس المكان

 وديع حزام :أسباب تفاقم مشكلة الازدحام إلى زيادة عدد الدراجات النارية، واستهتار سائقي الدراجات النارية بالقواعد المرورية عدم وجود شرطة سير ناجحة في تعز قادرة على وضع إجراءات تحل مشكلة

كما أن إدارة شرطة السير لم تقم بأي إجراءات فعلية لتنظيم خطوط السير، فكل المركبات تتكدس في خطوط محددة، ولم تقم بتوزيع حافلات الأجرة، أو التوقف عن منح تراخيص عمل حافلات جديدة، إلا بحدود حاجة كل خط سير

ويواصل المحصابي: “الزحمة تكون أحيانًا نتيجة الوقوف الخاطئ للسيارات والدراجات النارية، ويحدث ذلك أمام شرطة السير

ويستدل بمثال الازدحام في جولة المرور، حيث يتواجد رجال المرور الذين يرون الوقوف الخاطئ للسيارات والدراجات النارية لمرتادي مجمع المحاكم

وهي من تسبب الازدحام رغم أنه بإمكانهم منع الوقوف أو ترتيبه، لكن هذا لا يتم”

  تضيف حنان الفقيه، ربة منزل، أن إدارة شرطة السير بتعز لم تقم بتوزيع مركبات النقل بشكل مناسب

فهناك خطوط سير لا يجد فيها الناس مقاعد فارغة وازدحام كبير، بينما ثمة خطوط أخرى الحافلات فيها شبه خالية من الركاب”

داعيةً إلى إعادة النظر في توزيع الخطوط وفقا للكثافة السكانية

من جهته، يعزو وديع حزام، سائق باص اجرة، أسباب تفاقم مشكلة الازدحام إلى زيادة عدد الدراجات النارية، واستهتار سائقي الدراجات النارية بالقواعد المرورية

بالإضافة إلى عدم وجود شرطة سير ناجحة في تعز قادرة على وضع إجراءات تحل مشكلة الازدحام في المدينة

متهمًا رجال المرور بأنهم يساهمون في هذا الازدحام، من خلال طريقة التعامل غير السليم في تنظيم حركة السير

واشار حزام إلى أن رجال المرور يتكدسون بالقرب من إدارة شرطة السير بشارع المرور؛ لتصيّد السيارات القادمة من خارج المدينة

وعمل لها مخالفات، بينما هناك جولات تجد فيها رجل مرور واحد غير قادر على تنظيم عملية السير لوحده

في تقارير سابقة لـ”المشاهد” كان هناك تصريحات رسمية من مدير شرطة السير، تحدث فيها عن حملة قادمة لضبط وترتيب عمل الدراجات النارية

لكن هذه الحملة لم ينفذ منها شيء على الأرض

وفي هذا السياق، أرجع قائد سرايا شرطة السير في تعز، النقيب سمير رزاز الحميدي، أسباب الفوضى والازدحام المروري الذي تعاني منه تعز، إلى الارتفاع المهول في عدد المركبات والدراجات النارية

سيما والمدينة بشارع رئيسي واحد، وكذا نقص الإمكانيات

وأولها شحة الكادر البشري، الركيزة الأولى في الميدان، وتدني الوعي المروري لدى السائقين ومرتادي الطريق، بحسب حديثه لـ”المشاهد”

فيما يشير مدير قسم الخطوط في شرطة السير بتعز، النقيب رياض الشجاع، إلى نقص إمكانيات شرطة السير، مثل السيارات والدراجات، ودوريات المرور، و”ونشات” لحمل السيارات المخالفة من الشوارع

ويضيف في حديثه لـ”المشاهد”، أن سبب الازدحام المروري في مدينة تعز يرجع أيضًا للعدد الكبير في مركبات السير والدراجات النارية

بالإضافة لعاكسي الخط والحافلات التي تعمل خارج خطوطها، وتلك غير المجمركة أو التي تعمل دون لوحات معدنية حسب تعبيره

وقال الشجاع: “إن عدد حافلات النقل في مدينة تعز يصل إلى حوالي 10 آلاف حافلة، منها تعمل بلوحات معدنية والبعض بدون لوحات

بالإضافة لعدد تقريبي للمركبات الأخرى التي قد تصل إلى 200 ألف مركبة

بينما يبلغ عدد الدراجات النارية من 300- 400 ألف دراجة”

ويتابع الشجاع: “الحرب أدت إلى اتساع رقعة هذه الفوضى، حيث تتمثل هذه الجزئية في عدم احترام القوانين والانتقاص من هيبة الدولة

كما أن غياب دوريات المرور قلصت الانتشار المكثف لرجل المرور في الشوارع الرئيسية والفرعية والحارات

وحدّت من وجود رديف المرور من دوريات نجدة وأمن مركزي وأمن عام

حيث تشكّل كل هذه العوامل قوة ردع تمنع السائقين من ارتكاب المخالفة”

وحول المعالجات التي يمكن أن تحل هذه الفوضى المرورية قال الشجاع إنه تم الرفع بدراسة لتحديد خط سير السيارات القادمة والخارجة من وإلى الحوبان، على أساس أن يكون خط السيارات في هذا الإطار على مسارين، وذلك للحد من الازدحام

حيث يكون المسار الأول خط الثورة- وادي القاضي -الحصب، والمسار الثاني عبر النقطة الرابعة- الدائري

وبالنسبة للازدحام الذي يتسبب به الباعة وأصحاب البسطات في الشوارع، أشار الشجاع إلى أنه تم الرفع بدراسة إلى السلطة المحلية بتعز من إدارة شرطة السير والبلدية والأشغال؛ لإيجاد أسواق بديلة لأصحاب البسطات في الشوارع

وتم تحديد عشرة أسواق بديلة، لكن بحسب الشجاع حتى اليوم لم تقم السلطة المحلية بعمل شيء في هذا الإطار

ولفت الشجاع إلى أن من الحلول التي تعمل على معالجة الازدحام المروري هو تكثيف عدد الأفراد

لافتًا إلى أنه تم الاستعانة برجال مرور متطوعين يعملون بلا رواتب

 بالإضافة إلى تفعيل الالتزام بالمحطات “الفرزات” المحددة؛ لأصحاب حافلات النقل، وهذا يقلل من الازدحام، حيث يلتزم أصحاب الباصات بتحميل الركاب من “الفرزات”، وليس من الشوارع حيث يضطرون للتوقف والتسبب بالازدحام

وحول مظاهر الفوضى المرورية بمدينة تعز رصد “المشاهد” بالصور، الفوضى المرورية التي تعانيها المدينة، ننشرها هنا

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير