تعز.. مدرسة مغلقة منذ 2016

منذ ساعة

تعز- عبدالملك الأغبريتستيقظ هيفاء عبد الوهاب (10 أعوام) كل صباحٍ لتحمل عصًا تهش بها على أغنامها بعد أن تهشّم حُلمها مبكرًا عندما تحولت مدرستها في منطقة حَوَامِرَة في مديرية ماوية، بمحافظة تعز، إلى ثكنة عسكرية منذ العام 2016

تحكي هيفاء لـ”المشاهد”: كان من المفترض أن أستيقظ كل صباح لحضور طابور المدرسة وأداء النشيد الوطني وتحية العلم، وأن أكون على مقعدٍ في أحد فصول المدرسة لأتهجى الحروف مثل كل الطلاب وأطفال العالم، لكني اليوم أصبحتُ أتهجى طريق العودة إلى المنزل قبل الغروب بعد يوم شاق وأنا أخيط بطن الوادي وظهر الجبل بقدمي خلف الأغنام

استمرار إغلاق المدرسة، يحرم الأطفال من سن 6 – 14 سنة من الوصول إلى التعليم الأساسي

كما حرم المئات بالفعل من الالتحاق بالتعليم لمدة عشر سنوات دراسية متواصلة منذ 2016 حتى اليوم 2025

يقول غالب سيف، أحد أبناء منطقة حَوَامِرَة لـ”المشاهد”: إن مئات الطلاب في منطقته باتوا خارج العملية التعليمية تمامًا، بعد أن تحولت المدرسة الوحيدة في المنطقة إلى ثكنة عسكرية؛ ما حرم أطفال المنطقة من حقهم الأساسي في التعليم

غالب سيف، أحد أبناء منطقة حَوَامِرَة: مئات الطلاب باتوا خارج العملية التعليمية تمامًا، بعد أن تحولت المدرسة الوحيدة في المنطقة إلى ثكنة عسكرية؛ ما حرم أطفال المنطقة من حقهم الأساسي في التعليم

”وأضاف: “حاولنا تسجيل أبنائنا في إحدى المدارس الواقعة بمنطقة الحَقب التابعة إداريًا لمنطقة كرش، محافظة لحج، لكن في العام التالي اعتذرت إدارة المدرسة عن مواصلة قبول بقية الطلاب؛ بسبب ضعف الطاقة الاستيعابية؛ وضيق الفصول هناك، الأمر الذي أعاد كثير من الطلاب إلى منازلهم”

وأشار سيف إلى أن بعض الأهالي لا يزالون يرسلون أبناءهم إلى مسافات طويلة مشيًا على الأقدام للوصول إلى منطقة الحقَب، رغم المشقة التي يتكبدونها

وتابع: “كنا تعاقدنا مع أحد المعلمين، لكننا لم نتمكن من توفير راتبه، فتوقف عن التدريس، والحقيقة أن المعلم لا يمكنه أن يُعوّض غياب مدرسة ومؤسسة تعليمية قائمة، فحتى جهوده الفردية تظل محدودة ولا يمكن أن تقدم شيئًا ملموسًا”

ونوّه غالب بأن حرمان الطلاب من التعليم وعدم وجود مدرسة بديلة، دفع العديد منهم، وخاصة الطالبات، إلى التخلي عن فكرة التعليم مبكرًا والاتجاه نحو رعي الأغنام، بينما اضطر بعض الشباب لمغادرة المنطقة والعمل في مزارع القات بمناطق أخرى، في محاولة لمساعدة أسرهم على مواجهة تكاليف المعيشة

وقال إن استمرار هذا الوضع يهدد مستقبل جيلٍ بأكمله، ويُفاقم مشكلات الجهل والفقر والعزلة التي تعاني منها المنطقة، داعيًا الجهات المعنية والمنظمات إلى التدخل العاجل لإنقاذ جيل كامل من الضياع

تمثل قصة هيفاء حالةً واحدة لمئات الفتيات والأطفال في المنطقة، فلا معلمٌ ينتظر طلابه، ولا طابور صباحي يُقام

عبد الوهاب علي، مواطن في منطقة حوامرة، يُعبّر عن حزنه ووجعه العميق وهو يشاهد أطفاله وقد استبدلوا العملية التعليمية برعي الأغنام

يقول عبدالوهاب لـ”المشاهد”: “المدرسة التي كانت أملًا لأولادي وكل أبناء المنطقة، أُغلقت أمامهم منذُ آواخر العام 2016”

كانت المدرسة تضم 650 طالبًا وطالبة، وكانت تمثل الفتيات 150 طالبة من هذا العدد

يتابع: “اليوم لم يعد أبناء القرية، خاصة الجيل الجديد، يعرفون شكل الكتاب ولا حتى المدرسة

حاليًا هم يرعون الأغنام، وكل يوم يمضي يزيدني ألمًا، كون الجهل أصبح مصيرهم؛ لأن التعليم لم يعد متاحًا في قريتنا

”عبدالوهاب علي، مواطن في منطقة حومرة: اليوم لم يعد أبناء القرية، خاصة الجيل الجديد، يعرفون شكل الكتاب ولا حتى المدرسة

حاليًا هم يرعون الأغنام، وكل يوم يمضي يزيدني ألمًا، كون الجهل أصبح مصيرهم؛ لأن التعليم لم يعد متاحًا في قريتنا

”وناشد أبناء منطقة حوامرة في مديرية ماوية بمحافظة تعز، الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الطفل والتعليم، سرعة التدخل لإعادة فتح المدرسة في المنطقة، أو على الأقل العمل على بناء مدرسة بديلة أو إيجاد أي حلول عاجلة تمنع ضياع هذا الجيل

ويقول الأهالي أن استمرار هذا الوضع يُشكّل خطرًا جسيمًا على مستقبل أطفالهم، وطالبوا بضرورة إيجاد حلول بديلة لضمان حق أبنائهم في التعليم

تم إنتاج هذا المحتوى ضمن إطار الحملة الإعلامية لإعادة الأطفال المتسربين من التعليم إلى المدراس والتي ينفذها موقع المشاهد بالشراكة مع “منظمة سول للتنمية”

سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير