تقارب حوثي-سعودي يضع شرعية الحكومة اليمنية في خطر
منذ 7 أشهر
عدن- بشرى الحميديتتجه المملكة العربية السعودية نحو تبني سياسة جديدة تقوم على تجنب المواجهة المباشرة مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وهذه السياسة تضع مجلس القيادة الرئاسي اليمني أمام تحديات سياسية وعسكرية استثنائية
في السنوات الأولى من حرب اليمن، رفضت المملكة العربية السعودية الحوار المباشر مع جماعة الحوثي، لكنها اليوم ترى أن الحوار والتفاهم معهم هو الحل الأمثل لتجنب المزيد من العنف
هذا التوجه يفرض على الحكومة اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، تقديم التنازلات التي تزيد من هشاشتها وتراجع شعبيتها في البلاد
وزير النقل الأسبق، صالح الجبواني، يقول لـ “المشاهد”: “ليس لدى مجلس القيادة الرئاسي أية خيارات، فهو مقيد بأوامر ورغبات من يدعمه مالياً، وظل منذ تأسيسه يعمل وفقًا للأجندة السعودية والإماراتية وكل ما يقوم به المجلس هو خدمة لمصلحة هاتين الدولتين”
يرى الجبواني أن الدخول في مفاوضات مباشرة بين السعودية والحوثيين، وتسليم البلد للحوثيين، يشكل خطراً كبيراً على مستقبل اليمن، والأخطر من ذلك هو أن يوقع مجلس القيادة الرئاسي على اتفاقيات تصل إليها السعودية وجماعة الحوثي
يشير الجبواني إلى أن الشرعية قد تتلاشي، وتصبح اليمن تحت سيطرة الحوثيين، حيث إن مجلس القيادة الرئاسي ليس سوى واجهة، وأن القرارات الحقيقية تتخذ خارج اليمن، ومستقبل اليمن مرهون بما ستسفر عنه المفاوضات بين السعودية وجماعة الحوثي
وزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني سابقًا، ياسر الرعيني، يرى أن أي حل للأزمة اليمنية يجب أن يضمن نزع سلاح جماعة الحوثي بشكل كامل، كما يجب أن يحافظ على وحدة الأراضي اليمنية
يضيف: “أي جهود لا تهدف إلى تحقيق هذه الأهداف هي مرفوضة، سواء كانت على المستوى المحلي أو الدولي، والتجاوز لهذه المحددات من قبل قيادة الشرعية الحالية سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع، ومعاناة الشعب اليمني”
وأشار الرعيني إلى أن الهدنة الحالية بين الحكومة وجماعة الحوثي، بالرغم من أهميتها في تخفيف المعاناة الإنسانية، يجب ألا تتحول إلى مكاسب للحوثيين
التفكير بالخيارات المتاحةالكاتب والمحلل السياسي يوسف الدعاس يؤكد على ضرورة إعادة تقييم استراتيجية مجلس القيادة الرئاسي في مواجهة جماعة الحوثي، مشدداً على أهمية الاستفادة من التجارب السابقة طوال سنوات الحرب
وقال الدعاس في تصريح لـ “المشاهد”: “يجب أن نطرح السؤال الجوهري: ما هي الخيارات المتاحة أمام مجلس القيادة الرئاسي لمواجهة جماعة الحوثي؟”
يضيف: “نحن بحاجة إلى تقييم شامل للتجارب السابقة، سواء على الصعيد العسكري في الجبهات، أو على الصعيد السياسي في المفاوضات، وذلك للتعرف على نقاط القوة والضعف، وتحديد الأسباب التي أدت إلى تعثر الجهود السابقة”
يشير الدعاس إلى أن هناك سوء تقدير للموقف من قبل أنصار الحكومة اليمنية، والحكومة نفسها، ويتمثل في كيفية الجمع بين الاستفادة من الدعم السعودي وبين اتخاذ قرارات مستقلة
خلال سنوات الحرب، لم تكن القوات اليمنية التي تواجه الحوثي تحت قيادة موحدة، الأمر الذي أثر سلبًا على نجاح الحكومة على المستوى السياسي والعسكري
طريق مسدودفي الوقت الراهن، تستمر الجهود الإقليمية والأممية بهدف الدفع بأطراف الصراع في اليمن إلى التوصل إلى حل شامل للصراع السياسي والعسكري في اليمن
لكن مراقبين يرون أن الحوار بين الحكومة اليمنية والحوثي لن يكون فعالًا
المحلل السياسي السعودي، نمر السحيمي، يرى أن الجهود الدبلوماسية ستصل إلى طريق مسدود، مهما كانت، “لأن جماعة الحوثي لن تسمح للشرعية بالاستمرار في استخدام صلاحياتها في سياستها الداخلية وهذا سيخلق مشكلة للشرعية أمام الشعب اليمني”
ويعتقد السحيمي أن الحكومة اليمنية لديها خياران في الوقت الراهن: استخدام سلطتها الشرعية لإصلاح الوضع الداخلي من خلال إصدار القرارات المناسبة أو الدفع باتجاه الحسم العسكري، مهما كان هذا الخيار متعارضاً مع استراتيجية المجتمع الإقليمي والدولي
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير