تقرير: نصف اليمنيين يواجهون فجوات غذائية رغم تحسن الريال

منذ 2 أيام

قال تقرير لشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) إن الحرب الدائرة في اليمن وتداعياتها الاقتصادية لا تزال المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد في مختلف المناطق، سواء تلك الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليًا أو لسلطة الحوثيين

وبحسب التقرير الصادر في أغسطس 2025، ساهمت الإجراءات النقدية الأخيرة للبنك المركزي في عدن في خفض سريع للتضخم وتحسن ملحوظ في قيمة العملة المحلية، غير أن الأسعار بقيت مرتفعة للغاية بالنسبة لمعظم الأسر

ففي حين استقر الوضع السعري نسبيًا في مناطق الحوثيين بفضل الرقابة المشددة، أشار التقرير إلى أن القيود الاقتصادية القمعية هناك تحد من فرص الدخل، ما يضعف قدرة السكان على شراء الغذاء

تحسن قياسي للعملةارتفع سعر صرف الريال اليمني في عدن بنسبة 43 بالمئة بين يوليو وأغسطس ليستقر عند 1,624 ريالًا للدولار في 28 أغسطس، وفق التقرير

وأدى ذلك إلى تراجع كلفة السلة الغذائية الأساسية بنسبة 29 بالمئة، مع انخفاض ملحوظ في أسعار دقيق القمح (35 بالمئة)، الزيت (31 بالمئة)، الأرز (24 إلى 28 بالمئة) والسكر (33 بالمئة)

كما تراجعت أسعار الوقود بنسبة تجاوزت 20 بالمئة

سياسات مشددةالبنك المركزي في عدن فرض سقفًا لسعر صرف العملات الأجنبية عند 428 ريالًا مقابل الريال السعودي، وأغلق شبكات صرافة غير مرخصة، ومنع التداول الواسع بالعملات الأجنبية

كما شكّلت الحكومة لجنة وطنية لمراقبة استيراد 25 سلعة أساسية، في محاولة لتقليص المضاربة وحماية العملة

لكن هذه التدابير انعكست سلبًا على سلطات الحوثيين في صنعاء، إذ حدّت من تدفق العملات الأجنبية وأثارت مخاوف بشأن تمويل واردات الغذاء والوقود والدواء

مخاطر أمنية إضافيةالتقرير يأتي في وقت تتزايد فيه التهديدات الأمنية

ففي يوليو، استهدف الحوثيون سفينة تجارية في البحر الأحمر، ما أدى إلى سقوط قتلى واحتجاز رهائن في أخطر هجوم منذ بدء عملياتهم البحرية عام 2023

كما هدد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في أغسطس باستهداف صادرات النفط من حضرموت

تحديات مناخيةإلى جانب الأزمات الاقتصادية والأمنية، يعاني اليمن من ظروف مناخية قاسية

فقد سجل موسم الأمطار الأول (مارس-مايو) أدنى معدلات هطول في تاريخه، فيما شهد الموسم الثاني (يوليو-أكتوبر) أمطارًا متأخرة وأقل من المعدل، مع فيضانات واسعة في أغسطس

ويتوقع أن ينخفض الإنتاج الزراعي هذا العام، ما يسرّع نفاد مخزونات الحبوب

نصف السكان مهددونرغم الإصلاحات الاقتصادية، توقعت الشبكة أن يظل ما بين 50 و55 بالمئة من اليمنيين يواجهون فجوات غذائية متوسطة إلى حادة حتى نهاية العام، مؤكدة أن البلاد تبقى من أخطر بؤر الجوع عالميًا