تقليص المساعدات الإغاثية يفاقم معاناة اليمنيين
منذ 8 أشهر
تعز- فهمي عبد القابضتبيع أم روان، 40 عامًا، قنينات الماء في أحد شوارع تعز، وتعمل في كل يوم من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثانية ظهرًا
هذا العمل يساعدها في الحصول على الدخل المادي لشراء متطلبات المعيشة لها ولأطفالها
كانت أم روان تتلقى مساعدات غذائية من المنظمات في مدينة تعز، لكن تلك المساعدات تراجعت كثيرًا منذ بداية العام الحالي، ما دفعها إلى التوجه إلى الشارع لبيع المياه ومواجهة تحديات المعيشة
في حديثها لـ “المشاهد”، تقول أم روان: “بعد توقف المساعدات الإغاثية التي كنت استلمها، اضطررت إلى الخروج إلى الشارع، وبيع الماء لتأمين لقمة العيش
كانت السلات الغذائية التي نحصل عليها تخفف من العبء علينا، لكن بعد أن توقفت المساعدات، صارت ظروفنا المعيشية أسوأ”
منذ نشوب الحرب في اليمن عام 2015، بدأت العديد من المنظمات المحلية والدولية بتقديم المساعدات الغذائية والنقدية للملايين من المواطنين الفقراء، واعتمد الكثير من اليمنيين على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء
في ديسمبر من العام الماضي، أعلن برنامج الغذاء العالمي عن “إيقاف مؤقت” لبرنامج المساعدات الغذائية العامة، وأثرت تلك الخطوة على 9
5 مليون شخص يعانون تحديات تخص الأمن الغذائي
بعد أن انخفض التمويل الإنساني لبرامج المنظمات التي تعمل في اليمن، بدأت تلك المنظمات بإعادة تقييم أهدافها للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً
تشير تقرير برنامج الغذاء العالمي إلى وجود 17 مليون شخص، أكثر من نصف سكان اليمن، يعانون انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 2
2 مليون طفل و1
3 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانون سوء التغذية
بالإضافة، يوجد نحو 6
1 مليون شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وتشكل المساعدات الغذائية عاملاً حاسماُ لتجنب الكارثة
عائلات في خطر المجاعةيقو محمد عبدالله المدير التنفيذي للجنة الفرعية للإغاثة في مدينة تعز إن “سوء التفاهم” بين برنامج الغذاء العالمي والدول المانحة أدى إلى توقف المساعدات الإغاثية في اليمن منذ بداية العام الحالي، ولم تصرف المساعدات إلا مرة واحدة
ويحذر عبدالله من تفاقم الوضع الإنساني جراء انقطاع المعونات الإغاثية للسكان، مشيرًا إلى أن نحو 137,520 أسرة مستفيدة من برنامج الغذاء العالمي باتت مهددة بخطر المجاعة
يضيف: “بعض الأسر أصبحت تبيع مدخراتها لتأمين لقمة العيش”
رشاء الجابري، منسقة اللجنة المجتمعية التنموية في عزلة البريهية بمديرية جبل حبشي في تعز، تقول لـ “المشاهد” إن انقطاع صرف المساعدات الإغاثية أدى إلى تدهور الوضع المعيشي للكثير من الأسر
تضيف: “السلة الغذائية كانت تصرف كل شهر، وبعدها كل ثلاثة أشهر، واستمر الوضع المعيشي للأسر يتفاقم تدريجيًا”
مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في تعز، علي قائد، يقول لـ “المشاهد” إن وضع النازحين والأسر المستفيدة من المساعدات بات مأساويا نتيجة ارتفاع الأسعار وضعف التدخلات الإنسانية وانقطاع المساعدات الغذائية، ويشير إلى أن قرابة 11 ألف أسرة نازحة كانت تستفيد من المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات
في العشرين من أغسطس، حذر بيتر هوكينز ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في اليمن، من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال، خاصة مع استمرار النزاع والانهيار الاقتصادي، ووضح أن معدلات سوء التغذية الحاد تجاوزت 30% في بعض المناطق، في حين يعاني 48% من الأطفال من التقزم، مما يعيق نموهم البدني والمعرفي
وأشار هوكينز إلى أن هناك ثلاثة عوامل تؤدي إلى سوء التغذية، وهي الصراع وعواقبه، والانهيار الاقتصادي الذي ظل يحدث على مدى السنوات الثماني الماضية، والانقسام الاجتماعي
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير