تقييم المسؤولية المشتركة عن مأساة اليمن بعد عقد من الصراع

منذ 9 أشهر

المركز العربي بواشنطن دي سي/ ترجمة: المشاهدفي تقرير صادر عن المركز العربي بواشنطن دي سي أوضح إن الطريق إلى السلام في اليمن يتطلب أكثر من مجرد وقف لإطلاق النار، إذ يستلزم استراتيجية تعالج الأبعاد السياسية والإنسانية للأزمة

وأوصى التقرير، الذي حمل عنوان “تقييم المسؤولية المشتركة عن مأساة اليمن بعد عقد من الصراع”، المجتمع الدولي أن يجتمع حول هدف موحد، وأن يمارس الضغط على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران لإنهاء دعمها للفصائل المتنافسة، ودعوتها على التراجع عن مصالحها الضيقة في اليمن

وأضاف بالقول: يجب على المجتمع الدولي الضغط من أجل استراتيجية متماسكة تعيد تركيز الجهود على تحقيق الاستقرار في اليمن ككل، وليس إلى تجزئته أكثر

غير أنه مع ذلك، فإن وحدة الموقف الدولي ليست كافية، إذ يجب على الفصائل اليمنية نفسها الجلوس على طاولة المفاوضات

حيث يحتاج الحوثيون ومجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي وغيرهم إلى الانخراط في حوار شامل، حوار لا يعيد توزيع السلطة فيما بين القادة فحسب، بل يعالج المظالم الأساسية التي تؤجج الحرب

فمن خلال تعزيز الإجماع يمكن أن تظهر خارطة طريق قابلة للتطبيق لمستقبل اليمن؛ خارطة تعكس تطلعات جميع الشعب، وليس تطلعات أولئك المسؤولين في السلطة

وتابع التقرير  بالقول إن الصراع تسبب في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تدميرا في التاريخ الحديث، حيث كانت جميع الأطراف مسؤولة عن انهيار الخدمات الحيوية وعن انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع

إذ أدى تدمير البنية التحتية إلى شل الوصول إلى الموارد الأساسية، تاركا الملايين دون رعاية صحية أو مياه نظيفة أو تعليم

كما أدى الحصار وانقطاع الإمدادات إلى تفاقم نقص الغذاء، مما دفع شرائح كبيرة من السكان إلى الافتقار للأمن الغذائي الحاد

كما تسبب تجنيد جميع الأطراف المتحاربة للأطفال والعنف المستمر بصدمات نفسية عميقة، والتسبب بعواقب مستديمة على المجتمع اليمني

وتواجه جهود الإغاثة الدولية قيودا على الوصول، ومخاطر أمنية، ونقصا مزمنا في التمويل، مما يعيق بشكل كبير إيصال المساعدات

وقد أدى تلاعب الفصائل المتحاربة بالمساعدات الإنسانية إلى تقويض الاستجابة الإنسانية بشكل كبير، تاركا السكان الأكثر ضعفا بدون الدعم الذي يحتاجون إليه بشكل عاجل

أدى تدخل القوى الإقليمية، وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران، إلى مفاقمة الصراع في اليمن

فبهدف الحد من التهديد الحوثي الإيراني، شنت المملكة العربية السعودية حملة على أمل تحقيق نصر عسكري سريع

ومع ذلك، استمر الصراع لفترة أطول بكثير مما توقعته الرياض، مما أجبر المملكة العربية السعودية في نهاية المطاف على إعادة ضبط استراتيجيتها

ٱذ لم تعد الرياض تهدف فقط إلى هزيمة الحوثيين في ميدان المعركة، بل بدأت في التفاوض معهم من أجل هدنة معهم وإقامة تحالفات جديدة مع الفصائل الأخرى، والمساعدة في تشكيل قوات متخصصة جديدة، ودعم أعضاء اختارتهم في مجلس القيادة الرئاسي لترجيح كفتها على نفوذ الإمارات المتنامي

وأوضح التقرير أن الإمارات، التي كانت في البداية لاعبا رئيسيا في التحالف، ركزت على إعطاء الأولوية للمصالح الاستراتيجية في جنوب اليمن، وهي منطقة غنية بالموارد وتنتشر فيها الموانئ الاستراتيجية

وإدراكا منها للقيمة الاقتصادية والجيوسياسية لهذه المناطق، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو جماعة تسعى إلى انفصال جنوب اليمن بسبب المظالم التاريخية والرغبة في استعادة استقلال جنوب اليمن، الذي كان موجودا قبل الوحدة في عام 1990

فقد سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تم تمكينه من قبل الإمارات، بسرعة على مناطق ومصادر إيرادات كبيرة، بما في ذلك الموانئ الرئيسية، كما هو الحال في عدن وميون ، التي كانت بمثابة شريان حياة للتجارة الدولية والطرق البحرية

وكان صعود المجلس الانتقالي الجنوبي سريعا وقد أنشأ معقلا حد من سلطة مجلس القيادة الرئاسي بشكل مباشر

كما دعمت الإمارات أعضاء تم اختيارهم في مجلس القيادة الرئاسي

وأردف التقرير بالقول إن الحوثيين وجدوا في إيران حليفا وثيقا، والتي عززت دعمها العسكري للجماعة ابتداء من عام 2014

كما قدمت إيران أسلحة متطورة وتدريبا وتوجيها استراتيجيا، مما عزز بشكل كبير قدرات الحوثيين وصمودهم

لقد حول الدعم الإيراني الحوثيين من جماعة متمردة محلية إلى قوة كبيرة قادرة على تحمل الضغط العسكري الطويل

  وبالرغم من مواجهتها العديد من النكسات في ساحة المعركة، إلا أن ترسانة الحوثيين المعززة وبراعتهم التكتيكية سمحت لهم بالصمود في وجه الهجمات التي يفترض انها قد حطمتهم لو كانوا أقل تجهيزا مما كانوا عليه

وخلص التقرير إلى أن هذه الديناميات الإقليمية مجتمعة ساعدت في تشكيل الحرب، حيث تسعى كل جهة مؤثرة إلى تحقيق أجندتها الخاصة، وإطالة أمد الصراع ومعاناة الشعب اليمني

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير