توكل كرمان: في اليمن مشروعان متصارعان أحدهما وطني والآخر يسعى لتقسيم البلاد
منذ 2 ساعات
قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن في اليمن اليوم مشروعين متصارعين؛ الأول مشروع وطني يستلهم مبادئ ثورتي 14 أكتوبر و26 سبتمبر ويؤمن بالجمهورية ودولة المؤسسات ووحدة التراب الوطني، فيما الثاني مشروع غير وطني يقوم على شعارات مذهبية ومناطقية ويعمل على تمزيق اليمن إلى كانتونات تدين بالولاء لقوى خارجية
واتهمت كرمان القوى المسيطرة حاليًا بـ بيع القرار الوطني بثمن بخس، والانشغال بجمع الثروات غير المشروعة على حساب كرامة اليمنيين ومعاناتهم، مؤكدة أنه ليس من مصلحة أي يمني أن يتحول اليمن الكبير إلى مجموعة دويلات وظيفية
وأضافت في كلمتها بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، أن الانقسام حين يُدار من الخارج يتحول من تنوع طبيعي إلى كراهيات عمياء وحروب لا تنتهي، مشيرة إلى أن مناطق النفوذ الموزعة بين الجماعات الممولة خارجياً ليست مجرد نتائج جانبية للحرب، بل تمثل البيئة المثالية لاستمرار الاستنزاف وتحويل اليمن إلى فراغ سياسي وساحة نفوذ للقوى الإقليمية والدولية
ودعت كرمان اليمنيين إلى نشر الوعي ومقاومة الانقسامات التي تُغذى كل يوم، مؤكدة أنه لا كرامة لأي شطر أو منطقة أو قبيلة إلا بكرامة الوطن الواحد، وحثّت على نبذ الكراهية والعداوات التي تمزق النسيج الوطني
كما شددت على ضرورة محاسبة المفسدين والمفرطين بسيادة البلاد، ووضع أصحاب المشاريع المذهبية والمناطقية في معسكر واحد باعتبارهم شركاء في إضعاف اليمن وإفقاده استقلاله
وأضافت: الذين يضيقون باليمن ولا يرونها بلدًا يستحق التضحية والوفاء لا يمكنهم أن يصنعوا لها شيئًا؛ لا تحرير، ولا بناء، ولا استقلال، ولا سيادة، ولا حتى كلمة طيبة
وأكدت كرمان أن اليمنيين بحاجة اليوم إلى روح ثورة 14 أكتوبر المفعمة بالتحدي والعنفوان، مشيرة إلى أن الثورة غيّرت وجه التاريخ وأعادت للإنسان اليمني استقلاله وكرامته
وقالت: ليست مصادفة أن تأتي الإمامة بالاحتلال، فالطغاة يجلبون الغزاة كما يجلبون الخراب، معتبرة أن ما يعيشه اليمن اليوم هو خروج عن كل القيم والمصالح الوطنية في ظل إدارة البلاد من قبل عصابات منفلتة خارج منطق الدولة والمصلحة العامة
وانتقدت الحائزة على نوبل الطبقة الحاكمة الحالية لفشلها في بناء الدولة وتخليها عن قيم السيادة والوحدة، مشيرة إلى أن اليمن يُدار اليوم من قبل تسعة أو عشرة رؤساء معلنين وغير معلنين، وسط فراغ كبير في السلطة ومعاناة يومية للمواطنين جراء غياب الخدمات الأساسية
وختمت كرمان كلمتها بالتأكيد على أن ثورات اليمنيين ضد الحكم المتخلف والاحتلالات الخارجية هي تعبير عن إرادة لا تلين وشعب لا يموت، مشددة على أن قدر اليمن أن يبقى عصياً على الأفول مهما تكاثرت عليه المصائب