ثابت الأحمدي : أحفاد على خطى الأجداد...الحوثي والإرهاب الرقمي الجديد
منذ 4 ساعات
ثابت الأحمدي الإمامة في اليمنِ فكرةٌ واحدة، تطلُّ بقرونها الشيطانية من منافذ عدة، تارة في هذا البيت، وتارة في ذاك، وخلال تاريخها تناوبت البيوتات الإمامية الحكم من بيت الرسي إلى بيت العياني، إلى أحمد بن سليمان، إلى الحمزات، إلى آل شرف الدين، إلى القاسميين الذين امتدوا إلى بيت حميد الدين، وأخيرا آل بدر الدين، وجميعهم في الإرهاب شرق
يستقون من فكرة واحدة، وينتمون إلى أصل واحد
جميعُهم ــ بلا استثناء ــ نكل باليمنيين وشردهم واستبد بهم، خلفًا عن سلف، ولا يزالون، مدعين الفضيلة، وتمثيل السماء في الأرض، في أسوأ حكم ثيوقراطي، يفوق بشاعة حكم الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى لأوروبا
إنّ كلَّ يمني في نظرِ الكيان الإمامي الإرهابي البغيض متّهمٌ بالفسوقِ والعصيانِ؛ بل ومتهمٌ بالكفر والمروق من الدين ما لم يُوالِ هذه الجماعة ويساندها على باطلها، وكلها باطل من الأساس
وكونه متهما في دينه وعقيدته، فإن دمه وماله حلال لهم، كما تقرر ذلك فتاواهم بصريح اللفظ، وكما تناولناها سابقًا، وهو ما جعلهم يوغلون في عداوتهم قتلا وتشريدا وتنكيلا، كما فعل آباؤهم وأجداهم
ولسان حالهم كما قال الشاعر: هذي العَصَا من تلكمُ العُصَيّة فهل تلدُ الحيّةُ إلا حيّة؟هذا كيان إرهابي كهنوتي، يقوم على نظرية عقائدية صلبة، غير قابلة للتفكيك من داخلها، وغير مستعدة للتعامل أو القبول بالآخر إلا أن يكون تابعًا لا غير
ونظريتها هذه تقليدية عتيقة، فشلت في السابق منذ وردت إلى اليمن نهاية القرن الثالث الهجري، وهي اليوم أكثر فشلا، خاصة وهي تدعي الاصطفائية العرقية والسلالية، ولا تقوم إلا على القوة والعنف والسلاح، كما يعترف بذلك دهاقنتها الكبار؛ ولذا من يدعوها اليوم للسلم والعيش المشترك واحترام الدولة والانخراط في العمل السياسي ليس أقل من واهِم، وغير مستوعب لحقائق التاريخ وأدبيات الفقه الهادوي الذي لا يزال إلى اليوم مرجعا دستوريا لديهم على تقادم عهده
!من إرهاب الدم إلى الإرهاب الرقميمنذ المجرم الأول يحيى حسين الرسي وحتى اليوم تبدع هذه السلالة في الإرهاب والتنكيل باليمنيين، متخذة الوسائل المتناسبة مع الزمان والمكان، حتى وصلت مؤخرا إلى استخدام التقنية في خدمة مشروعها الخبيث، من خلال الاستعانة بخبراء إيرانيين ولبنانيين، بقدر ما خدموا الحوثيين بقدر ما خدموا أنفسهم وآخرين أيضا حين أصبحت المعلومات الشخصية والخاصة لليمنيين بين أيديهم يتلاعبون بها، ويوظفونها لمصالح خارجية
فإذا كانت إيران نفسها لم تستطع حماية نفسها من اختراق جهاز الموساد الإسرائيلي، وهي متقدمة كثيرا، قياسا إلى الحوثيين، فكيف الحال معهم، لا شك أن من بين هؤلاء العناصر شخصيات على علاقة خاصة بالموساد، وبالتالي فقد قام الحوثي بتقديم كافة البيانات الخاصة والعامة لجهاز الموساد، بسبب حماقته في الاستعانة بمن يعتبرهم أبناء عمومته الإيرانيين واللبنانيين الذي لم يستطيعوا حماية بلدانهم، فكيف ببلدان الغير؟ جميع اليمنيين اليوم لم يعودوا يثقون باتصالات الحوثي، نظرا ليقينهم بتجسس الحوثي على خصوصياتهم، وتوظيفها ضدهم، خاصة وبعلمنا كثير من التفاصيل حول بعض الشخصيات التي تم اغتيالها، تم اختراق هواتفها أولا، ثم كانت الاغتيالات
وبناء على ما سبق يجب على المجتمع الدولي والفاعلين الإقليميين اتخاذ موقف صارم تجاه هذا العبث الحوثي الذي طال الجميع قبل أن يستفحل خطره، إذ الإرهاب الرقمي أسوأ أنواع الإرهاب، لما يترتب عليه من مخاطر مادية ومعنوية معا