جابر علي أحمد يكتب عن «موشحنا قالبنا التقليدي الرئيس»
منذ 3 سنوات
كتب: جابر علي أحمد في الماضي الذي لاتزال آثاره باقية في حياتنا الثقافية، يبرز الموشح كصيغة شقت طريقها في حياتناابتداء من القرن الثالث عشرالميلادي
==================================== في ذلك الوقت ظهر الوشاح الشيخ ابو بكر بن عيسى بن حنكاش في زبيدحاضرة الدولة اليمنية حينئذ الى جانب شيوخ اخرين تزينت بهم هذه المدينة
ومع الدولة الرسولية الت اتخذت من تعز عاصمة لها انتقل كثير من الوشاحين من زبيد الى تعز
كان ابرز وشاحي هذه الفترة الشيخ ابن فليتة
انتج لنا ذلك الزمان دررا فنية تشهد لها مخطوطات عديدة لشعراء مازالت اسماؤهم تتردد في جنبات حياتنا الثقافية
ومع الغزو العثماني لليمن في القرن السادس عشر الميلادي انتقل مركز الثقل الفني التقليدي الى صنعاء التي لاقى فنانوها رعاية طيبة من البيت التركي الحاكم
في هذا الوقت ظهر الوشاح احمد بن عبد الله شرف الدين الذي صال وجال عبر موشحات رددها شيوخ الغناء
وهنا يمكن للمرء ان يرصد ملاحظتين : الملاحظة الاولى ان موشحات فترة حكم الايوبيين في زبيد والرسوليين في تعز اندثرت الحانها تماما ولم يبق شاهدا عليها سوى القصائد الموشحة التي تحتضنها مخطوطات ودواوين ذلك الزمان
الملاحظة الثانية ان موشحات ابن شرف الدين ومن عاصره واعقبه من الوشاحين التقطت من قبل شيوخ الغناء واصبحت تردد في الجلسات وتتناقل شفاها حتى الان
صيغت الحان هذه الاعمال وفق المبدأ الموشحاتي في التلحين ، وهو المبدأ الذي سنه الوشاحون الاوائل في الاندلس في القرن التاسع الميلادي ، ويقضي باستلهام العناصر التراثية الشعبية في الانتاج الموشحاتي
من هنا نفهم كيف ان الموشحات التي وصلت الينا والتي لازالت تردد حتى اللحظة تتمثل المنظومات الايقاعية للمرتفعات الجبلية والهضبة الوسطى وهي : الدسعة بانواعها والوسطى والسارع بنوعيه
وباتت هذه التجربة هي الزاد الفني الذي اقتات منه كل فناني اليمن الى درجة تسمح لنا بالقول بان صيغة الموشح اصبحت من اهم مكونات الوحدة الثقافية اليمنية
اسمحوا لي هنا بالتوقف عند قالب الموشح اليمني الذي وجدنا له حيزا من الاهتمام لدى المؤرخين العرب لهذه الصيغة منذ زمن بعيد
ولمن يطلقون المسميات الفنية على عواهنها اقول ان الموشح صيغة خضع فيها الشعر لمقتضيات الغناء
وهي صيغة تعددت اغراضها بين الديني والدنيوي
والموشح في اليمن له بناء فني يختلف عن ابنية هذا القالب في البلدان التي انتعش فيها
وللراغبين في الاستزادة المعرفية الرجوع الى مجموعة دواوين الشعر الحميني والى كتب ودراسات مختصة بهذا القالب ، حيث تتوفر المعارف والنماذج الشعرية ما يكفي للاحاطة بهذا القلب في اليمن