جلب المياه: مهمة شاقة في منطقة جبل عسل بالمحويت

منذ 6 أشهر

المحويت -عبده بليشةفي مديرية بني سعد بمحافظة المحويت، تُعاني منطقة جبل عسل من أزمة مياه خانقة، حيث يعتمد السكان على البرك المائية الملوثة لتلبية احتياجاتهم الأساسية

هذه البرك، التي تفتقر إلى أي معايير صحية، أصبحت مصدرًا للأوبئة والأمراض، مما يهدد حياة العديد من الأسر

في ظل طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة، أصبح الحصول على ماء الشرب مهمة شاقة

ويفسر يحي الخميسي، أحد سكان منطقة جبل عسل، أن عدم توفر مشاريع المياه يرجع إلى ارتفاع المنطقة وصعوبة حفر الآبار، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة والحرب المستمرة منذ العام 2015

تُعد القرى من الأماكن التي يصعب الوصول إليها نظرًا لوعورة الطريق، وهذا يجعل الحصول على الماء مهمة شاقة وتحديًا مستمرًا

وتضطر الفتيات والنساء الريفيات إلى الذهاب إلى الآبار والعيون البعيدة لجلب المياه كل يوم

جميلة أحمد، ٤٨ عاماً، تشير إلى أن البرك التي يعتمد عليها السكان للشرب وغسل الأواني المنزلية ملوثة، بسبب ركودها لعدة أشهر

ولهذا السبب، تضطر جميلة إلى الذهاب إلى وادي سردد، الذي يبعد عن منزلها ٥ ساعات سيراً على الأقدام

تضيف: “الذهاب يومياً إلى الوادي لجلب الماء أمر شاق، وتعرضت للإجهاض بسبب المشي وثقل جالون الماء، إضافة إلى التنقل في الطرقات الوعرة

ولم أكن المرأة الوحيدة التي تعرضت للإجهاض، بل واجهت العديد من النساء المعاناة نفسها

”تناشد جميلة السلطة المحلية بتوفير مشروع مياه لتخفيف معاناتهن، والحفاظ على سلامة الأسر من أمراض البلهارسيا وداء التيفود والكُلى والإسهال والكوليرا التي انتشرت بشكل ملحوظ في سكان المنطقة

السقوط جوار البئرحسن العتمي، 70 عامًا، يروي تجربته القاسية أثناء جلب الماء، ويقول لـ “المشاهد”: “ذهبت لجلب ماء من  البئر التي بالقرب من قريتي

وعندما وصلت، بدأت في تعبئة الجالون

فجأة، جاءتني نوبة من التشنجات، وسقطت بالقرب من البئر

”يضيف: “عندما تأخرت عن العودة إلى المنزل، جاء أبنائي إلى البئر، ووجدوني مرميًا على الأرض، وبجانبي جالون الماء

وبسبب ذلك السقوط، أصبت بكسر في ساقي الأيمن

”ووفقاً للجنة الدولية “الصليب الأحمر”، اليمن واحد من أكثر البلدان معاناة من شح المياه في العالم، إذ تؤثر أزمة المياه على الملايين يومياً، ويلجأ يوميا أكثر من 15 مليون شخصاً إلى طرق مكلّفة ومستهلكة للوقت في سبيل الحصول على ما يكفيهم من المياه

حسن العتمي، 70 عامًا، يروي تجربته القاسية أثناء جلب الماء، ويقول لـ “المشاهد”: “ذهبت لجلب ماء من  البئر التي بالقرب من قريتي

وعندما وصلت، بدأت في تعبئة الجالون

فجأة، جاءتني نوبة من التشنجات، وسقطت بالقرب من البئر

”الأمراض المتفشيةوفقاً لتقدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، إن نحو 16 مليون يمني (أكثر من نصف السكان) لا يحصلون على المياه النظيفة، ويعاني اليمن من محدودية الوصول إلى المياه حتى قبل الأزمة التي تعيشها البلاد

ويعد اليمن من أكثر بلدان العالم  فقرا في المياه، وإن معدل نصيب الفرد السنوي الأقل عالميًا، حيث لا يتعدى 130 متر مكعب في السنة

وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، هناك قرابة 18 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن بحاجة إلى دعم للحصول على المياه

وتفاقمت أزمة المياه بسبب تغير المناخ والحرب التي شهدتها البلاد، مما جعل الكثير من المجتمعات المحلية غير قادرة على تأمين المياه التي تحتاجها

يشير الدكتور عبد الكريم المجديلي، طبيب في مستشفى بني سعد الريفي، إلى انتشار الأمراض بسبب البرك الملوثة

يوضح عبد الكريم: “الكوليرا والبلهارسيا وداء الكلى كلها أمراض شائعة هنا، بسبب اعتماد السكان على المياه الملوثة”

 ويشدد عبد الكريم على ضرورة توفير مياه نقية وصالحة للشرب في منطقة جبل عسل، كخطوة ضرورية لحماية صحة السكان

ومع تزايد المخاطر الناجمة عن المياه الملوثة، يناشد سكان جبل عسل في مديرية بني سعد السلطات المحلية بسرعة التدخل وتوفير مشاريع مياه صحية، والتخفيف من معاناة السكان، وحمايتهم من الأمراض التي تفتك بهم بسبب المياه الملوثة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير