جليلة بنت مقبل.. أيقونة التشجيع الرياضي بتعز

منذ 3 ساعات

تعز – أسامة الكربشلفتت السبعينية جليلة مقبل حسن أنظار الجميع في مدرجات ملعب الشهداء بمدينة تعز، الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية

أثناء مباراة نادي شباب المسراخ مع نادي الطليعة في مباراةٍ أقيمت قبل أسبوعين

جاءت جليلة إلى ملعب الشهداء من مديرية المسراخ لمؤازرة فريق شباب المسراخ، مرتديةً الزي الريفي التقليدي

كان وجه جليلة مقبل كمسنة بزيها التقليدي لافتًا وغير مألوف، أن تحضر امرأة بهذا السن كمشجعة رياضية في مدينة تعز

أو حتى لن تجد امرأة كبيرة في السن لديها شغف في التشجيع الرياضي تقطع من أجله مسافة طويلة وتكلفة مادية أيضًا

لكن هذا الأمر مألوف لدى سكان مديرية المسراخ

إذ أن جليلة حاضرة بشكل متواصل مع أي مباراة لفريق شباب المسراخ لكرة القدم في المديرية

يعرفها أبناء مديرية المسراخ جيدًا، ليس فقط كمشجعة وفية، بل كوجه اجتماعي حاضر في مختلف الفعاليات

بهندامها التراثي وملامح وجهها المسوّر بالابتسامة، ولكنة صوتها الريفي المميز بالبساطة

جليلة مقبل قصة كفاح امرأة عصامية ربّت أولادها وتحملت مسؤولية إعالتهم منذ عقود بعد وفاة زوجها في بيع القات بسوق المسراخ الشعبي، ومع مرور الوقت

افتتحت دكانًا صغيرًا لبيع المواد الغذائية

كان الدكان في بداياته بسيطًا، كما تقول، لكنه توسع شيئًا فشيئًا؛ ليصبح اليوم مصدرًا ثابتًا للدخل، ونقطة لقاء للناس، ومكانًا يلجأ إليه أبناء المنطقة لقضاء احتياجاتهم وتبادل الأحاديث

ارتباط جليلة بنادي شباب المسراخ نشأ منذ زمن

تقول بابتسامة: “اللاعبون عيالي، ويعتبروني مثل أمهم”

دعمها للفريق تجاوز حدود التشجيع من المدرجات، فقد اعتادت تقديم مساعدات مالية وطعام، وأحيانًا ملابس وأحذية رياضية لبعض اللاعبين

تؤكد أن بيتها ودكانها مفتوحان لهم في أي وقت، معتبرةً أن دعم الرياضة في منطقتها واجب على كل من يستطيع

وتحرص على مرافقة الفريق أينما لعب، سواء في المسراخ أو في مناطق أخرى في مدينة تعز والمخا أو مدينة التربة

تقول جليلة في حديثها لـ”المشاهد”: “أنا أحب الرياضة من زمان، وأرى أنها تجمع الناس وتفرحهم، ولما أشاهد شباب المسراخ يلعبوا، أشعر بفخر، حتى لو خسروا”

صورتها في مدرجات ملعب الشهداء، خلال مباراة شباب المسراخ أمام الطليعة في بطولة بيسان الكروية الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي

ولقيّ المشهد إعجابًا واسعًا

واعتبرها كثيرون أيقونةً للتشجيع الرياضي في اليمن

تقول بلهجة جادة: “أوضاع اللاعبين والنادي مش جيدة، يعانون من الإهمال وعدم الاهتمام”

وتطالب الجهات المعنية بالقيام بواجبها تجاه الرياضة والشباب، ودعمهم بالمال والمستلزمات الرياضية وتشجيعهم على الاستمرار

جليلة ليست فقط مشجعة، بل هي أيضًا جدة حريصة على غرس حب الرياضة في نفوس أحفادها عائلتها

لديها ستة أبناء وعدد من الأحفاد، ثلاثة منهم يلعبون في فريق شباب المسراخ بشكل أساسي

تقول: “أحفادي أحب لعبهم وأدعمهم بكل شيء يحتاجوه”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير