جنرال أمريكي: معركة البحر الأحمر كشفت حاجة البحرية لتطوير اختيار الأسلحة ومواجهة الاستنزاف المكلف
منذ 4 ساعات
كشف الأدميرال الأمريكي داريل كودل، المرشح لتولي منصب رئيس العمليات البحرية، أن العمليات العسكرية التي خاضتها بحرية الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي في البحر الأحمر مثّلت منحنى تعليميًا هامًا في ما يتعلق باختيار الأسلحة المناسبة للتعامل مع التهديدات المختلفة، ما أسهم في تحسين أداء منظومة إيجيس الدفاعية المتقدمة، وفق موقع Bisness Insider
وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أوضح كودل أن الخبرات المكتسبة من المعارك في البحر الأحمر ساعدت على تطوير آليات الاشتباك واختيار الذخائر، من خلال استخدام وسائل أقل كلفة مثل الصواريخ جو-جو والحرب الإلكترونية بدلًا من الاعتماد الحصري على صواريخ الاعتراض الباهظة الثمن، مثل SM-6 وSM-2
وأشار كودل إلى أن المنظومة الدفاعية إيجيس – المثبتة على مدمرات آرلي بيرك وطرادات تيكونديروجا – استفادت من البيانات التشغيلية في تحسين قرارات الاشتباك وتوجيه الأسلحة الأنسب بحسب نوع التهديد، سواء كان صاروخًا باليستيًا أو طائرة مسيّرة منخفضة الكلفة
وتخوض البحرية الأمريكية منذ أكتوبر 2023 مواجهات مستمرة في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تصدت لهجمات حوثية مكثفة استهدفت الملاحة التجارية عبر مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة
وقد أدى ذلك إلى استهلاك كبير للذخائر الأمريكية، وسط تحذيرات من الاعتماد المتزايد على صواريخ الاعتراض المتطورة التي تبلغ كلفة الواحدة منها ملايين الدولارات، مقارنة بطائرات مسيّرة حوثية لا تتجاوز كلفتها بضعة آلاف
وتبلغ تكلفة صاروخ SM-2 نحو مليوني دولار، بينما يصل سعر SM-6 إلى نحو 4 ملايين دولار، ويُعد صاروخ SM-3 المستخدم في الدفاع ضد الصواريخ الباليستية من الأكثر تكلفة، إذ يتراوح سعره بين 10 و30 مليون دولار
وقد تم استخدام هذا النوع مؤخراً في الدفاع عن إسرائيل ضد صواريخ إيرانية
وتزداد المخاوف داخل الأوساط العسكرية الأمريكية من أن يؤدي الإفراط في استخدام هذه الأسلحة المتطورة إلى استنزاف المخزون الاستراتيجي اللازم لأي مواجهة محتملة مع قوى كبرى مثل الصين، وهو ما أكده الأدميرال جيمس كيلبي، القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية، واصفاً هذا النمط من الإنفاق بأنه غير مستدام في ظل وتيرة القتال الحالية
وفي سياق البحث عن بدائل، لجأت القوات الأمريكية خلال عملية رايد رايدر إلى استخدام صواريخ موجهة بالليزر منخفضة التكلفة من طراز APKWS، التي تبلغ كلفة الواحدة منها نحو 25 ألف دولار، وقد أسهمت في إسقاط نحو نصف الطائرات المسيّرة خلال العملية، إلى جانب الحرب الإلكترونية والصواريخ جو-جو
وشدد كودل في تصريحاته على أهمية تعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية لمواكبة الطلب المتزايد على الذخائر، مؤكداً أن هذا يتطلب شراكات أقوى مع شركات الصناعات الدفاعية لتسريع الإنتاج وتحسين سلاسل الإمداد، وهي قضايا باتت تمثل أولوية قصوى في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة