حالات «إجهاض ووفيات» في أوساط اليمنيين العالقين بالسودان
منذ 2 سنوات
عدن – سعيد نادرتتواصل معاناة المئات من اليمنيين العالقين في السودان، بينهم عائلات وطالبات، وسط انتظار عمليات إجلائهم من مدينة بورتسودان عبر البحر، والتي لم تتم لعدد كبير منهم
«المشاهد» تواصل مع عدد من العالقين في بورتسودان، وصفوا أوضاعهم بالمأساوية، مؤكدين حدوث حالات إجهاض في أوساط النساء الحوامل، ووفيات لعدد من العالقين نتيجة الأوضاع المتردية التي يعيشونها
وقال أحد الطلبة العالقين في السودان، الدكتور سليمان سلام اليوسفي، إن الوضع ”مؤسف ومؤلم”، وكل يوم يزداد سوءًا بعد آخر، بحسب حديثه مع «المشاهد»
وأشار إلى أنه خلال ثلاثة أسابيع سُجلت أكثر من 13 حالة إجهاض في أوساط اليمنيات العالقات بالسودان، بالإضافة إلى تسجيل 3 وفيات بين العالقات، خلال ذات الفترة
اليوسفي لفت إلى أن إحدى الوفيات حدثت عقب إرجاع مسئولي السفارة اليمنية امرأةً يمنية من على سطح السفينة المغادرة إلى ميناء جدة السعودي، وظلت تعاني بعد إنزالها حتى توفّت
ولفت إلى أن جواز المرأة المعتمد تم ختمه واستكمال كافة إجراءاتها للسفر مع عائلتها للسعودية، إلا أنهم أنزلوها من السفينة بحجج واهية واستبدلوها هي وعائلتها برجال أعمال مع أسرهم، بحسب اليوسفي
وواصل: ”هناك عالقون عددهم بحدود 2200 يمني متواجدون في بورتسودان، بخلاف المتواجدين في ولاية الجزيرة بمدينة مدني، وفي ولاية كسلا، وعدد من العالقين في العاصمة الخرطوم لم يتسنَ لهم الوصول إلى بورتسودان”
وأضاف أن الجهات المسئولة في السفارة اليمنية رفضت تسليم إيجارات لأحد الأماكن التي كانت تسكن فيه طالبات يمنيات، بل إن مسئولي المالية بالسفارة طالبوا مندوب الطالبات بإخراجهنّ إلى الشارع دون أي احترام لحقوق وكرامة النساء والفتيات
اليوسفي كشف أيضًا عن إصابة 40 طفلًا من أبناء العالقين بأمراض الحميات والإسهال؛ نتيجة الظروف التي يعيشونها برفقة ذويهم هناك
وأفاد أن مسئولي السفارة أبلغوا العالقين أنه سيتم إيقاف التغذية والوجبات الغذائية، خلال اليومين القادمين، وهي وجبات كانت توزع على العالقين
كما تحدث عن احتمال نقل بعض الإخوة العالقين من صالات الأعراس التي يقطنوها إلى بعض المدارس الحكومية، رغم إعلان وزارة التربية والتعليم بالسودان عن استئناف الدراسة منتصف الشهر الجاري
وهذا يعني أنه سيتم نقل جاليات الدول التي لم تُجلي رعاياها من تلك المدارس إلى العراء في مخيمات مخصصة لهم، بحسب تصريحات مسئولي وزارة التعليم السودانية
واتهم الدكتور اليوسفي مسئولي السفارة اليمنية وملحق شئون المغتربين بالسودان بالتواصل مع عدد من العالقين سرًا، لإبلاغهم بموعد الرحلات الجوية، طالبًا منهم الاستعداد لنقلهم جوًا إلى مدينتي عدن أو جدة، بشرط ألا يخبروا أحدًا
واعتبر أن هذا الإجراء يخالف الإجراءات المتبعة بنقل العالقين بحسب الكشف الذي تم إعداده مسبقًا، والذي تم ترتيبه بحسب أولوية الذين سبقوا وحضروا أولًا إلى بورتسودان، أو وفق الأقدمية وبحسب أصحاب الحالات الخاصة والحرجة
وأشار اليوسفي إلى أنه يتم التواصل سرًا بالمقربين من مسئولي السفارة أو رجال الأعمال والتجار وكبار العالقين فقط، مع التأكيد على عدم إبلاغ أحد
وتساءل اليوسفي عن مصير هذا الوضع، في ظل تخوف اللاجئين من الحرب في السودان والحرب باليمن والمعاناة المركبة التي يكابدونها
ولم يتسنَ لـ«المشاهد» تأكيد هذه المعلومات، رغم التواصل مع عدد من مسئولي السفارة اليمنية بالخرطوم، الذي لم يتفاعلوا مع الاتصالات
وتسببت المواجهات العسكرية بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من شهر ونصف بحالة من عدم الاستقرار في البلاد، الأمر الذي دفع آلاف اليمنيين إلى المغادرة
ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير