حجة: تلوث مياه الشرب يفاقم الوضع الصحي
منذ 6 أشهر
حجة- أنور مهجرشهدت عزلة أسلم الشام في مديرية أسلم بمحافظة حجة في سبتمبر الماضي أمطارًا غزيرة، وتسببت بتداعيات كارثية على السكان والبيئة
حتى اليوم، لا يزال المواطنون يعانون التداعيات التي نجمت عن الأمطار والسيول الجارفة
أحمد الشافعي، مواطن في عزلة أسلم الشام، يقول لـ “المشاهد” إن السيول تدفقت إلى الآبار ووصلت أيضًا إلى الخزانات الأرضية التي بجوار منازل المواطنين، وأدى ذلك إلى تلوث المياه فيها
يشير أحمد إلى أن بعض الآبار يصل عمقها من 40 إلى 60 مترًا، وعندما جاءت السيول طفحت منها المياه، وتغيرت جودة الماء فيها، الأمر الذي خلق تحديات للعديد من الأسر في المناطق الجبلية التي تفتقر لمشاريع مياه الشرب
معظم الآبار والخزانات الأرضية في عزلة أسلم الشام مشكوفة، وتفتقر إلى وسائل الحماية القوية مثل الجدران وممرات تصريف مياه الأمطار، وعندما جاءت السيول من الجبال، تدفقت نحوها، وأصبحت المياه ملوثة، مما تسببت بمشكلات صحية للمواطنين، وفقًا لأحمد
تلوث المياه والإسهالات علي هادي، 28 عامًا، مواطن من عزلة أسلم الشام، يقول لـ”المشاهد” إن اثنين من أطفاله أُصيبوا بإسهالات حادة بسبب تلوث مياه الشرب في الآبار القريبة في المنطقة التي يعيش فيها
يوضح علي: “بعد معاناة طفلي رشاد، الذي يبلغ عمره 3 أعوام، من الإسهال لبضعة أيام، أسعفته إلى مرفق صحي في القرية
لكنه لم يحصل على علاج فعال هناك، فتم نقله إلى مستشفى في مدينة حجة
وطفلي الآخر، ريتاج، 4 أعوام، كان لديها نفس الأعراض
”يؤكد علي أن العديد من الآبار قد تغير لون الماء فيها بسبب التلوث، لكن المواطنين يجدون أنفسهم مضطرين للشرب من هذه الآبار، ويستخدمون بعض الإجراءات للتخفيف من التلوث، مثل تسخين الماء قبل الشرب، إلا أن هذه الطريقة لا تضمن تنقية الماء بشكل تام
يضيف علي: “وبسبب أوضاعنا المادية، لا نستطيع شراء المياه الصحية التي يستوردها التجار من المصانع إلى الأسواق
مثلًاـ من لديه 5 أطفال، فإنه يحتاج في اليوم الواحد إلى 3000 ريال على الأقل لشراء مياه صحية
”علي الفقيه، موظف في مرافق صحي بعزلة أسلم الشام، يقول لـ”المشاهد” إن المرفق الصحي الذي يعمل فيه استقبل في الأسابيع القليلة الماضية العشرات من الحالات التي تعاني الإسهال والقيء، بسبب شربهم مياه ملوثة
ويشير الفقيه إلى أن المرفق الصحي استهلك كل المحاليل الطبية والأدوية التي تحتاج إليها مثل هذه الحالات، مما دفع بعض الأسر إلى نقل المرضى إلى مراكز صحية أخرى
يضيف: “العائلات التي ليس لديها القدرة على تحمل تكاليف السفر والعلاج تضطر إلى استخدام بعض طرق المعالجة التقليدية التي ورثوها عن الأجداد للتخلص من الإسهال والقيء
”يؤكد علي هادي، مواطن في عزلة أسلم في محافظة حجة، أن العديد من الآبار قد تغير لون الماء فيها بسبب التلوث، لكن المواطنين يجدون أنفسهم مضطرين للشرب من هذه الآبار، ويستخدمون بعض الإجراءات للتخفيف من التلوث، مثل تسخين الماء قبل الشرب، إلا أن هذه الطريقة لا تضمن تنقية الماء بشكل تام
حلول مقترحة هايل سعيد، أحد مالكي الآبار في عزلة أسلم الشام، يقول لـ “المشاهد” إنه لم يتذكر طوال حياته أن رأى مثل هذه الكارثة في منطقته، مشيرًا إلى أن السيول أفسدت الماء في البئر التي يملكها لأول مرة
حاول سعيد بشتى الطرق أن يعمل على تصفية مياه البئر، لكن لم تعد المياه نقيه كما كانت في السابق
حاليًا، يستخدم الأهالي ماء البئر للطبخ والشرب كل يوم، ولكن بعد التسخين
يدعو سعيد الجهات المعنية لدعم المجتمعات في الأرياف بمديرية أسلم وتمكينهم من الحفاظ على مصادر مياه الشرب الموجودة وبناء مصادر جديدة
علي دبش، مسؤول صحي في مديرية أسلم، يقول لـ “المشاهد” إن الكوليرا أصابت الآلاف من المواطنين في مديرية أسلم، وتفاقمت حالات الإسهال بعد الدمار الذي تعرضت له مصادر مياه الشرب نتيجة للسيول الجارفة
يؤكد دبش أن الحل الأمثل للتعامل مع هذه الأزمة هو دعم بناء مشاريع مستدامة لتوفير مياه الشرب النقية، وإنشاء قنوات تصريف مياه الأمطار حتى لا تحل الكارثة مجددًا
ووفقًا لتقرير أممي، هناك نحو 54 ألف طفل باليمن يعانون مرض سوء التغذية، مبينًا أن الكوليرا تؤثر في الفئات الضعيفة من السكان الذين لا يحصلون على مياه شرب نقية ولا خدمات صحية
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير