حدائق صنعاء.. ازدحام يفسد بهجة الزوار في العيد
منذ 2 سنوات
صنعاء-إبراهيم يحييفي الأيام الأولى من العيد، ذهبت هبة خالد للتنزه في حديقة السبعين بصنعاء، وكانت تعيش لحظة سعيدة وهي في طريقها إلى ذلك المكان
عندما وصلت إلى الحديقة، تضاءل شعورها بالبهجة
رأت الحديقة مليئة بالأتربة ومزدحمة بالزائرين، ولم تجد مكانًا نظيفًا للجلوس، ما اضطرها إلى فرش بطانيات على الأرض للجلوس عليها
تعد حديقة الثورة شمال العاصمة، وحديقة السبعين جنوب العاصمة، وحديقة الحيوان، أشهر وأكبر الحدائق التي يتوافد إليها الآلاف من الزائرين في عيد الأضحى وعيد الفطر
لكن هذه الحدائق ليست كافية لسكان العاصمة الذين يصل تعدادهم ما يزيد عن أربعة ملايين نسمة
تقول هبة لـ”المشاهد”: “عندما أقرر الذهاب إلى حديقة السبعين في أيام العيد، أحرص على الذهاب في الصباح الباكر، حتى يتسنى لنا إيجاد مكان مناسب نجلس فيه أنا وأسرتي”
يزن عادل، 12 عامًا، يقول لـ”المشاهد” إنه اشترى عشر تذاكر في أحد الأيام الأولى من العيد، لكنه لم يستطع اللعب حتى لعبة واحدة، بسبب الازدحام الشديد عند كل لعبة
مضيفًا: “أضطر إلى مغادرة حديقة الثورة مع أسرتي بخواطر مكسورة”
رسوم مرتفعة وخدمات سيئةالعديد من الأسر، ذات الدخل المتدني، ترى أن رسوم الدخول أو الألعاب في حدائق صنعاء، مرتفعة، وليس بوسعها دفع تلك المبالغ التي يحتاجها الأطفال عندما يطلبون اللعب
تقول زهرة ثابت، 35 عامًا، لـ”المشاهد”: “لدي خمسة أبناء، وذهبت معهم إلى حديقة الثورة بصنعاء، وعندما أردنا الدخول إلى الحديقة تفاجأنا بأن رسوم الدخول إلى الحديقة 100 ريال على كل زائر، غير تذاكر الألعاب”
وتضيف: “قيمة التذكرة الواحدة 100 ريال للألعاب الكهربائية، لكن مدة اللعبة الواحدة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة
كيف أعمل وأنا لي خمسة أبناء إذا أراد كل واحد أن يلعب ثلاث ألعاب، قد يصل المبلغ إلى 4500 ريال، وهذا مبلغ كبير، فزوجي سائق دراجة نارية”
يرى أحمد نعمان، 46 عامًا، أن الخدمات في الحدائق العامة بصنعاء رديئة، وأسعار الوجبات والعصائر غالية جدًا مقارنة بالأسعار خارج الحديقة
ويقول نعمان لـ”المشاهد”: “مثلًا، اشتريت نفر شبس بـ700 ريال، وكان الطعم سيئًا للغاية، ما اضطرني إلى رميه في القمامة خوفًا على صحة أبنائي”
يشير أحد العاملين في كشك بحديقة السيعين، إلى أن إيجارات الأكشاك غالية جدًا، ما يجبرهم على رفع الأسعار لمختلف الوجبات والعصائر، كما أن العمل ليس مربحًا إلا أيام الأعياد، باعتباره موسمًا، أما بقية أيام السنة، فلا يستطيعون تسديد الإيجارات إلا بصعوبة
ألعاب متهالكةتعود معظم الألعاب في حديقة السبعين إلى ثمانينيات القرن الماضي، بحسب البراء العبسي، 45 عامًا، الذي يقول إن أغلب الألعاب الكهربائية في الحديقة قديمة ومتهالكة
ويضيف: “أتذكر أني كنت ألعب هذه الألعاب عندما كنت طفلًا، والآن أبنائي يلعبون نفس الألعاب”
يشير البراء إلى أن صيانة الألعاب في الحديقة أمر نادر الحدوث، ما يعرض حياة الأطفال والناس للإصابة أو الموت المحقق، وحصلت العديد من الحوادث لسقوط الألعاب الكهربائية التي أدت إلى إصابة عدد من الأطفال والنساء
نجم الشامي، ساكن في صنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن أحدى الألعاب بحديقة السبعين توقفت في أحد الأيام أثناء ما كان الأطفال يلعبون عليها، وتم إنزال الناس عبر الرافعة، ونتج ذلك العطل عن عدم وجود مهندسي صيانة ذوي خبرة
ثلاثة ملايين زائر لحدائق صنعاء أيام العيدسمير حمزة، مدير عام الحدائق والمتنزهات بالأمانة، يقول لـ”المشاهد” إن عدد الحدائق العامة في أمانة العاصمة 69 حديقة، منها ثلاث حدائق كبرى (السبعين، الثورة، وحديقة الحيوان)، وبقية الحدائق صغيرة موزعة على مختلف مديريات الأمانة، حيث وصل عدد زوار الحدائق خلال أيام العيد، إلى ثلاثة ملايين زائر
وبحسب حمزة، فإن ندرة الحدائق في العاصمة صنعاء تعود إلى عدم وجود مساحات كبيرة بسبب الكثافة السكانية الكبيرة، بالإضافة إلى عدم وجود مخصصات مالية لشراء وبناء حدائق جديدة
ويضيف: “حديقة الحيوانات على وشك الانقراض بسبب عدم القدرة على استيراد فصائل لتزاوج الحيوانات والتكاثر، وذلك بسبب الحرب على البلاد، وصعوبة إدخالها إلى صنعاء، وصعوبة توفير الغذاء المناسب للحيوانات نظرًا لعدم وجود ميزانية كافية”
عندما يحل العيد، لا يفكر هيثم السدمي، 28 عامًا، بالذهاب إلى الحدائق العامة في صنعاء، بسبب الازدحام الشديد فيها، وبدلًا من ذلك، يخرج إلى ضواحي العاصمة، مثل الحيمة وبني مطر، ليستمتع بالأجواء الجميلة بعد موسم الأمطار
حدائق صنعاء في الأعياد تعج بالزوار، وبالنسبة للسدمي، فالازدحام الشديد لا يأتي بالبهجة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير