حسن غالب : في رثاء شاعر اليمن وأديبها الدكتور عبدالعزيز المقالح 

منذ 2 سنوات

حسن غالب إعلامي وكاتبوترجل حارس الذاكرة الجمهورية ، وزئيرُها الأول ، المعلم والأديب ، وبقية الجمهوريين الكبار

 ما بين  ذروة الأمل  :سنظل نحفر في الجدار إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على وجه الجدار ومنتهى اليأس : أنا هالكٌ حتماًفما الداعي إلى تأجيل موتي جسدي يشيخ ومثله لغتي وصوتيسنوات طويلة من عمر بلد كبير تقاذفته الحروب ونكبته الصراعات ، وأحالت أحلامه نيراناً هائلة

 وفي الوسط ، كان المقالح ، يداوي جراح الجمهورية ، بالشعر تارة ، وبالنثر أخرى ، وبالتعليم ثالثة ، في صدره مشعل السادس والعشرين من سبتمبر وعنفوان شعره في أيامها الأولى : وثأرتِ يا صنعاء رفعتِ رؤوسنا بعد انكسارأخرجتِ من ظلماتك الحبلى أعاصير النهاروولدتِ هذا اليوم بعد ترقب لكِ وانتظار غير أن صنعاء التي صاغها المقالح على عين شعره ، قد باغتتها الإمامة مرة أخرى ، على حين غفلة من التاريخ ، وكان المقالح ينازع الروح وكان شعره وصيته وصوته الأخير ، غير أنه صوتٌ مثخن بالجرح الغائر : هذا زمانٌ للتعاسة والكآبةلم يترك الشيطانُ فيهِ مساحةً للضوءأووقتاً لتذكار المحبةِوالصبابةأيامهُ مغبرّةُ وسماؤُه مغبرّةُورياحه السوداءتعصف بالرؤؤس العالياتوتزدري التاريختهزأُ بالكتابةوفي الموعد كان وفاء اليمنيين لمعلم الثورة وشاعرها ، تشييع مهيب ، وجنازة تحكي تطلع القلوب إلى وهج الثورة الأول إلى تلك الروح التي صرخ بها المقالح قائلاً :سلمت أياديهم بُناة الفجر عشاق الكرامه، الباذلين نفوسهم، لله في (ليل القيامه)وضعوا الرؤوس على الأكف، ومزقوا وجه الإمامه

صنعوا ضحى (سبتمبر)،الغالي لنهضتنا علامه