حضرموت: أصوات صغيرة تحفظ تراثًا كبيرًا

منذ 2 ساعات

المكلا – إكرام فرج“في البداية شعرتُ بخوف وحماس معًا، وكنتُ أخشى ألا يعجبهم صوتي، لكن عندما اندمجتْ أصواتنا كصوت واحد جميل، أحببتُ الغناء أكثر، حفظتُ الأغاني وأبياتها الشعرية، وتعلمتُ كلمات تراثية لم أسمعها من قبل”

هكذا بدأت وفاء الجفري، ذات العشر سنوات -من مدينة المكلا- حديثها عن تجربتها في “كورال أطفال حضرموت”

بدأ مشروع كورال حضرموت في مارس ٢٠٢٥م، وقدم حتى الآن حفلةً موسيقية عشية خميس ٢٤ يوليو ٢٠٢٥م

يعد المشروع أحد مشاريع قسم الموسيقى لمؤسسة حضرموت للثقافة وتم عرض الحفلة الأولى عبر قناة حضرموت الأهلية وتلفزيون حضرموت وقناة الجمهورية

كما تتوفر المقطوعات عبر قناة المؤسسة على اليوتيوب

وفاء الجفري اختارها أستاذها في المدرسة لتكون ضمن المشاركين في مشروع كورال

ووجدتْ دعمًا كاملًا من أسرتها

وعن أول وقوف لها على المسرح الوطني تقول: “كان شعورًا مهيبًا، فقد كنتُ أغني سابقًا لأمي أو بقاعة المدرسة فقط، وهذه التجربة منحتني ثقةً كبيرة، والآن يطلب مني الناس أن أغني لهم مباشرة”

ومن الأغاني الأقرب إلى قلبها “ألا يا طير”، التي تصفها بأنها “تعطينا إحساسًا جميلًا مع الموسيقى”

يشرح علي باصمد، مدير برامج ومشاريع قسم الموسيقى بمؤسسة حضرموت للثقافة،قائلًا: “قبل انطلاق الفكرة قمنا بتحليل المشهد الموسيقي في حضرموت، ولاحظنا غياب المشاريع النوعية الموجهة للأطفال، ومن هنا جاءت فكرة الكورال لتضع الأطفال على خشبة المسرح في تجربة موسيقية فريدة، تمنحهم فضاءً إبداعيًا يظهر طاقاتهم ويعزز حضورهم الفني”

ويضيف: “أن المشروع حرص منذ البداية على مراعاة الخصوصية الحضرمية عبر تقديم مقطوعات محلية مثل “ألا يا طير”، وأهازيج ساحلية وواديّة، مع انفتاحه على ألوان غنائية من اليمن والوطن العربي”

علي باصمد، مدير برامج ومشاريع قسم الموسيقى بمؤسسة حضرموت للثقافة: المشروع حرص منذ البداية على مراعاة الخصوصية الحضرمية عبر تقديم مقطوعات محلية مثل “ألا يا طير”، وأهازيج ساحلية وواديّة، مع انفتاحه على ألوان غنائية من اليمن والوطن العربي”

ويؤكد باصمد أن اختيار فئة الأطفال جاء “لأن هذه الفئة مهمّشة موسيقيًا، ولديها قبول فطري لدى الجمهور؛ ما يجعل حضورها مضاعف التأثير”

وتم اختيار 28 طفلًا وطفلة وفق معايير دقيقة، شملت وضوح النطق والحس الفني والقدرة على الأداء الجماعي، مع مراعاة شخصية الطفل وحضوره على المسرح

كما خضع المشاركون لتدريبات تأسيسية في النطق السليم، الانسجام الصوتي، وتعلّم آلات تقليدية كالمزمار، إضافةً إلى ورش إيقاع وأداء جماعي

يرى عبدالقادر باشماخ، مدير الإعلام في مؤسسة حضرموت للثقافة، أن التجربة تميّزت منذ بدايتها بانطلاقة منهجية واحترافية واضحة، “لم تكن تجربة قصيرة أو عابرة، بل امتدت لفترة زمنية طويلة تطلبت التزامًا كبيرًا من جميع المشاركين، وهي التجربة الأولى من نوعها على مستوى اليمن، وتم تصميمها بعناية لتكون قادرة على المنافسة في المحافل الخارجية”

ويشير باشماخ إلى حرصهم على أن تحمل العروض جزءًا من الموروث، فقدموا مقطوعات خاصة مثل “مواسم مغنّاة” وأعادوا تقديم “ألا يا طير يا شادي”، مع توظيف آلات تقليدية كالمزمار لمزج الأداء الجماعي بالهوية الفنية الأصيلة

ويؤكد أن الكورال يشكّل وسيلةً قويةً لحماية الموروث؛ “لأنه يقدَّم عبر الأطفال الذين ابتعدوا في عصرنا الحديث عن جسور التراث، فيما يعتمد المشروع على استراتيجية إحياء أجزاء من الغناء الحضرمي وإعادة إنتاجه بصيغ جديدة ليبقى حيًا ومتداولًا”

أما عن ردود الفعل، فيقول: “فوجئنا بتفاعل الجمهور والنقاد داخل اليمن وخارجه، أولياء الأمور عبّروا عن فخرهم بكون أبنائهم جزءًا من هذه التجربة التي ستبقى محفورةً في ذاكرة حضرموت الثقافية”

عبدالقادر باشماخ، مدير الإعلام في مؤسسة حضرموت للثقافة: فوجئنا بتفاعل الجمهور والنقاد داخل اليمن وخارجه، أولياء الأمور عبّروا عن فخرهم بكون أبنائهم جزءًا من هذه التجربة التي ستبقى محفورةً في ذاكرة حضرموت الثقافية”

يتحدث باصمد عن أبرز التحديات، مثل الصعوبات اللوجستية وضعف مرونة بعض مزوّدي الخدمات، إضافةً إلى الانقطاع الطويل للكهرباء وضيق الوقت، موضحًا أن “العمل مع الأطفال له خصوصية، فلا يمكن زيادة ساعات البروفات للوصول إلى الجاهزية المثلى؛ ما دفعنا إلى ابتكار حلول لإدارة الوقت والجهد”

وحول الخطط المستقبلية، يكشف: “نطمح إلى تقديم عروض خارج المحافظة وعلى المستوى الخارجي، ونفكر في تحويل الكورال إلى تقليد سنوي أو كيان فني دائم يعنى بتدريب الأجيال القادمة، مع السعي إلى الوصول لجمهور أوسع داخليًا وخارجيًا”

كورال أطفال حضرموت ليس مجرد مشروع موسيقي، بل جسر حي يربط الأجيال الجديدة بتراثهم، مقدمًا إياه بلغة عصرية قريبة من قلوب الصغار والكبار، ليبقى التراث حاضرًا ومتجددًا

سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير