حكومة الحوثي الجديدة في صنعاء: استمالة الجنوب وتهميش المرأة

منذ 5 أشهر

صنعاء – فهمي عبدالقابض:سعت سلطات صنعاء إلى تشكيل حكومة جديدة تحت اسم “التغيير والبناء”، في خطوة عدها مراقبون أنها تسعى من خلالها لمعالجة اختلالات العديد من ملفات المرحلة الراهنة كالملف الاقتصادي وإغلاق ملف ما يسمونه العدوان على اليمن، وكذا إعادة البناء والتعامل مع العزلة الدولية والقيود الدبلوماسية، ومعالجة السلبيات التي يتحدث عنها زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، في محاضراته وخطابتها المتلفزة

وتضع حكومة صنعاء الجديدة ملفات عدة أمامها تسعى من خلال الزمن القريب لمعالجتها، لكن ما غفلت عنه الحكومة الجديدة أو ما تناسته عمدًا، بحسب مختصين، هو إقصاء المكون النسائي في تشكيلتها، في خطوة متعمدة لعدم الاعتراف بقدرة المرأة وكفاءتها في تولي مناصب كبيرة وقيادتها، بحسب متحدثين في هذا التقرير

استمالة الانتقاليالكاتب الصحفي والمحلل السياسي منصور أحمد الغدرة، قال لـ”المشاهد” إن حكومة التغيير الحوثية شملت في تشكيلتها أعضاء محسوبين على المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها المجلس الإنتقالي ، في محاولة من الحوثيين حسب تعبيره  لمغازلة الانتقالي أولًا، بأنه مستعد أن يشكل معه تحالفًا لإنهاء الشرعية واقتسام الجغرافيا اليمنية

 وثانيًا إدخال حالة من التشكيك في صفوف مكونات الشرعية في ما بينها، بخاصة وأن الانتقالي بدأ مؤخرًا برفض قبول قيادة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن

الغدرة : الحوثي يحاول أن يلعب على وتر التطورات الحاصلة في الجنوب من اقتحام فعاليات الشرعية، واحتجاجات حلف قبائل حضرموت وغيرها، ويستثمر كل ما يجري في مناطق الشرعية وداخل مكوناتها السياسية قبل الدخول في مفاوضات قادمةوأضاف الغدرة أن الحوثي يحاول أن يلعب على وتر التطورات الحاصلة في الجنوب من اقتحام فعاليات الشرعية، واحتجاجات حلف قبائل حضرموت وغيرها، ويستثمر كل ما يجري في مناطق الشرعية وداخل مكوناتها السياسية قبل الدخول في مفاوضات قادمة محتملة تسعى المملكة العربية السعودية إلى الترتيب وعقدها في المستقبل وتطبيق خارطة الطريق التي ترفض السعودية الإفصاح عن مضمونها في الوقت الذي تطالب القوى السياسية المنضوية في صفوف الشرعية، مجلس القيادة بالإفصاح عنها دون جدوى

من جانبه، قال الباحث في التاريخ والفكر الإسلامي عبدالحكيم المليكي، لـ”المشاهد” إن أية حكومة يتم تشكيلها اليوم في صنعاء هي من باب ذر الرماد على العيون، ولن تقدم أو تؤخر، وستبقى محبوسة الحيز الجغرافي الذي تعيش فيه

وأضاف: “وإن ظهرت في هذه الحكومة بعض الشخصيات من هنا وهناك، إلا أنها تمثل حكومة أقلية صورية تخدم مجموعة بسيطة لا تؤمن بالآخر، ولا تؤمن بالشعب، ولا تؤمن بالمرأة، ولا تؤمن بالقوى السياسية المعارضة”

تهميش المرأةالباحثة في الإعلام في جامعة صنعاء لطيفة الفقيه، قالت لـ”المشاهد”: “نحن أمام عقلية قاصرة ربما إلى ما قبل تولي النظام السابق أيام حكم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الذي أعطى المرأة كامل حقوقها أسوة بالرجل”

وأضافت الفقيه أن المجتمع اليوم أمام إشكالية حقيقية، وربما خطرة مستقبلًا على وضع وكيان المرأة التي أثبتت أثناء توليها العديد من المناصب قدرتها وكفاءتها في إدارة المهام التي أوكلت إليها بإخلاص وتفانٍ، ربما أكثر تحملًا وصبرًا من الرجل

هذا ما أكد عليه المليكي بقوله إن النظر إلى الأيديولوجية التي يحملها الحوثي هي أيديولوجية تنظر إلى المرأة أنها ناقصة، وهي لا تساوي شيئًا، ولا تساوي الرجل، وليست ذات قيمة في المجتمع، وليست قادرة على حمل المناصب

وأضاف أن جماعة الحوثي تحتقر المرأة وتقلل من شأنها، متسائلًا: فكيف لها أن تجعل منها وزيرة؟ثم تعود الفقيه لتتحدث عن أن إقصاء المرأة من أي منصب يعد كارثة بكل المقاييس، مستدركة بالقول: “لكن الوضع يحتم علينا أن نقف موقف المتفرج تمامًا كما يقف الشعب اليوم وهو يعاني الأمرين، وتحت وصاية حكومتين تمعنان في إقصاء المجتمع ومعاناته، وليس المرأة فقط”

على خطى إيرانمن جانبها، الإعلامية والناشطة الحقوقية سونيا صالح قالت لـ”المشاهد” إن الحكومة الحوثية هي نسخة متقاربة من حكومة إيران في استبعاد المرأة من المكون الوزاري

وأضافت صالح أن تعيين الوزراء يأتي من قبل مرجعية الجماعة المتمثل بعبدالملك الحوثي، بتعيين وزير يشرف عليه مشرف، وهذا يمثل نسفًا للديمقراطية والدولة

كما قالت الخبيرة التربوية بدرية الحسامي لـ”المشاهد”: “لا نستغرب غياب المكون النسوي في تشكيل غيّب الوطن كله، وأضاع كل منظومة القيم الضابطة للدولة والرافعة لها مثل قيم العدل والحرية والنظام والقانون والشورى”

وأضافت الحسامي أن جماعة الحوثي تعتقد بأفضليتها وأحقيتها الإلهية في الحكم، فهي تنظر للآخر نظرة استعلائية متكبرة، فكيف بالنساء وهن “المهضومات” في كثير من مكوناتنا السياسية؟وتساءلت: أين تتواجد المرأة في مكونات الحكومة الحوثية وحكومة الشرعية أيضًا؟وأجابت: “برأيي أن هناك أسبابًا كثيرة لعل أهمها هو أن المكون الحوثي لديه عداوة شديدة مع المرأة اليمنية، وأيضًا لا يوجد لدى الجماعة كادر نسائي مؤهل قادر على إدارة المؤسسات

وتوافقها الفقيه بقولها: “للأسف الشديد تم إقصاء العنصر النسائي من تشكيلة الحكومتين الخاصة بالشرعية وأيضًا الخاصة بصنعاء”

ذلك قد يكون حركة مقصودة لإقصاء النساء من كل المناصب، والاحتفاظ بالعنصر الذكوري تمامًا كالمجتمع الذي يحاول قدر الإمكان التقليل من شأن المرأة، ووضعها في قوقعة معينة وتحت جلباب ذكوري مسيطر

وكانت جماعة الحوثي أعلنت، مساء الاثنين، تشكيل حكومة جديدة تحت اسم “حكومة التغيير والبناء”، برئاسة أحمد غالب ناصر الرهوي، بأغلبية تنتمي للحراك الجنوبي، واتباع سياسة الدمج بين أكثر من حقيبة وزارية، دون إلغاء الوزارات المدمجة

وجاءت أسماء حكومة صنعاء الجديدة على النحو التالي:1

أحمد غالب ناصر الرهوي، رئيسًا لمجلس الوزراء

2

محمد أحمد أحمد مفتاح، نائبًا أول لرئيس الوزراء

3

الفريق الركن جلال علي علي الرويشان، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن

4

محمد حسن إسماعيل المداني، نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية

5

اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وزير الدفاع

6

اللواء عبدالكريم أمير الدين الحوثي، وزير الداخلية

7

القاضي مجاهد أحمد عبدالله، علي وزير العدل وحقوق الإنسان

8

د

خالد حسين صالح الحوالي، وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري

9

اللواء محمد عياش محمد قحيم، وزير النقل والأشغال العامة

10

عبدالجبار أحمد محمد محمد، وزير المالية

11

م

معين هاشم أحمد المحاقري، وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار

12

د

رضوان علي علي الرباعي، وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية

13

حسن عبدالله يحيى الصعدي، وزير التربية والتعليم والبحث العلمي

14

جمال أحمد علي عامر، وزير الخارجية والمغتربين

15

د

عبدالله عبدالعزيز عبدالرحمن الأمير، وزير النفط والمعادن

16

د

علي سيف محمد حسن، وزير الكهرباء والطاقة والمياه

17

د

علي عبدالكريم علي شيبان، وزير الصحة والبيئة

18

د

علي قاسم حسين اليافعي، وزير الثقافة والسياحة

19

سمير محمد أحمد باجعالة، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل

20 هاشم أحمد عبدالرحمن شرف الدين، وزير الإعلام

21

د

محمد علي احمد المولد، وزير الشباب والرياضة

22

م

محمد احمد محمد المهدي، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير