حمدان الرحبي : الفكر المتطرف واستراتيجية محاربته
منذ 2 ساعات
حمدان الرحبي انطلاقاً من أن الفكرة لا تحارب إلا بالفكرة، فإن المجتمعات العربية والإسلامية أصيبت بمعضلة الفكر المتطرف، والمعلومة المضللة التي تمكنت فيها الجماعات المسلحة من تجنيد اتباعها مستخدمة الأفكار المضللة والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية
إن الفكرة المتطرفة، ونشر الوعي المزيف، هما البوابة الاستراتيجية للجماعات المتشددة لانتشارها وزيادة اتباعها عبر استغلال مختلف المنصات، والوسائل المتعددة التي من الصعب السيطرة عليها في وقتها، فهذه الجماعات تؤمن بان نشر فكرها المتطرف يمكن أن يجلب لها السيطرة على العقول الجاهلة في المجتمعات ومن ثم تجنيد العشرات بسهولة عبر خلاياها المتخفية في المجتمع لخدمة أهدافها الإرهابية
لقد أصبح الفرد غير الواعي، فريسة سهلة لكل فكرة متطرفة يتم تمريرها عبر المنصات الرقمية، وهو ما يتطلب من نخب المجتمع مواجهتها ومحاربتها عبر استراتيجيات فكرية عملية منظمة، ومن هنا انبثق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، والذي وضع في أهدافه الرئيسية، محاربة الإرهاب عبر اربع استراتيجيات هي: (الفكرية والإعلامية والعسكرية، ومحاربة تمويل الإرهاب)، لتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمعات العربية والإسلامية والعالم ككل، وقد نجح في توحيد الجهود العربية والإسلامية إضافة الى التحالفات مع المجتمع الدولي، للوقوف صفا واحدا لمواجهة الفكر المتطرف والضال لحماية المجتمع أولا، وحماية الأجيال اللاحقة من خطر هذه الجماعات الإرهابية، ومساعدة الدول والشعوب في بناء السد المنيع الوسطي لمحاربة هذه الجماعات
ان استخدام الجماعات المتطرفة أيا كانت، للمنصات الرقمية اصبح واقعا خطرا، يتطلب تنسيق الجهود وتوحيدها عبر اطر منظمة في قوالب سردية صحيحة، فالفكر المتطرف لا يمثل خطرا على حاضر المجتمعات فقط وانما تبرز خطورته الفعلية على مستقبل دولنا ومجتمعاتنا على المدى البعيد، ومن هذا المنطلق اطلق التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب، المبادرات التدريبية لتأهيل نخبة المجتمع في الدول الأعضاء الـ 43 دولة وقاد تحالفات مع دول العالم الكبرى، باعتبار ان الفكر المتطرف يمثل خطرا عابرا للقارات ليس في العالم الإسلامي فقط وانما في العالم ككل، وتسبب في نشر ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي انتشرت في عدد من دول الغرب، وشكلت نظرة سلبية للعالم الإسلامي، دون إدراك لقيم الإسلام وقواعده الصحيحة وسماحته الوسطية، وهو ما مثل تحديا اخر للدول الإسلامية، لتفنيد هذه الصورة المضللة لديننا الإسلامي الحنيف، واظهار التعاليم الاسلامية التي تدعو للتعايش والسلام ونبذ العنف والتطرف
لقد استغلت الجماعات المتطرفة والمتشددة مواقع التواصل الاجتماعي لبث سمومها الفكرية الضالة في الوقت الذي تعاني فيها الدول من صعوبة في كبح جموح التدفق المعلوماتي عبر هذه المنصات بسبب تعقيداتها المتعددة، والتي تمكن هذه الجماعات من التغلغل في أوساط المجتمع وتجنيد اتباعها وغرس العقيدة المنحرفة الضالة في نفوس كثير من الجهلة الذين يفتقدون للوعي الكامل بخطر التعامل مع أي فكرة متطرفة، فالتجنيد لم يعد يقتصر على التلقين المباشر للعناصر الجاهلة، وانما يتخذ أساليب تواكب التطور في التكنلوجيا وزرع خلايا خبيثة في المجتمعات لتستخدمها فيما بعد لتنفيذ اجندتها واهدافها
إن العالم الإسلامي اليوم، يواجه حربا في الحاضر، وحربا في المستقبل بسبب هذه الأفكار، ما يتوجب عليه محاربة الفكرة المتطرفة في مهدها ومواجهتها في الحاضر حتى لا تصبح قنبلة موقتة في المستقبل، ليس في العالم الإسلامي فقط وانما في العالم ككل
• صحفي يمني[email protected]