حمود المخلافي.. البدر الذي لا يغيب والتاريخ الذي لا يُمحى

منذ 3 ساعات

يُعد الشيخ حمود سعيد المخلافي، رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، واحدًا من أبرز رموز المقاومة في وجه الانقلاب الحوثي

ورغم محاولات التشويه التي يتعرض لها، فإن شهادات الصحفيين والمثقفين والشعراء تعكس مكانته الراسخة كبطل وطني لم يساوم على مبادئه، وظل ثابتًا في الدفاع عن مدينته ووطنه

روى الصحفي خليل العمري تجربته مع الشيخ المخلافي، حيث التقيا في الرياض عام 2017

آنذاك كان الشيخ يقرأ رسالة من أحد مقاومي العدين كتب فيها: من قال إنك لن تعود فقد كذب

فالبدر يظهر باسماً مهما احتجب

كلمات أثرت في نفسه وهو يواجه حسابات معقدة حالت دون عودته لمواصلة مشروع التحرير الذي بدأه مع رفاقه من العسكريين، أبرزهم اللواء صادق سرحان والراحل العميد عدنان الحمادي

وأوضح العمري أنه عند اندلاع المواجهات الأولى مع الحوثيين، كانت صور إعلان انطلاق المقاومة تصل إليه من مصادر مقربة، فبادر بنشرها

 وأكد أن المخلافي خرج من منزله كما تخرج الطلقة من فوهة البندقية: سريعًا، حاسمًا، وبلا تردد

فمن يعرف الرجل يدرك أنه لا يعرف التراجع في المواقف المصيرية

كما أشار العمري إلى أن الشيخ المخلافي، برفقة رفاقه، بدأ استعادة الأرض شبرًا بعد شبر، كأنه يعيد لمدينة تعز شرفها وروحها التي حاول الحوثيون سلبها

وأضاف أن إعلان المقاومة في ذلك الوقت كان ضربًا من المغامرة وربما الجنون، لكنه فعلها كما فعل من قبل في 2011 حين تصدى مع رجاله للاعتداء على ساحة الحرية في تعز

وتطرق العمري إلى لقاء جمعه بالشيخ في عدن بضيافة العميد عبدالله الصبيحي، حيث احتشدت القاعة والشوارع بالرجال، واستذكر كلمة الصبيحي التي وصف فيها المخلافي بالبطل والمناضل، مؤكدًا أن صمود تعز كان له الفضل الكبير في تحرير عدن

وقال العمري إن ما لا يمكن إنكاره أن الشيخ المخلافي ظل شجاعًا لا يساوم على مدينته، ولم يتراجع حين انسحب كثيرون

مشددًا على أن المدن العظيمة لا تنسى أبطالها، ولا تمحو من ذاكرتها من ضحوا بأرواحهم وأبنائهم دفاعًا عن الوطن والمبادئ

أما الشاعر عامر السعيدي فقد عبّر بكلمات مؤثرة عن مكانة الشيخ المخلافي، فقال إنه لا يمكن لأحد أن ينال من هذا المناضل الذي ثبت حين انكسر الآخرون، وغامر حين تقاعسوا، وضحى حين تخلوا

ووصفه السعيدي رئيس المجلس الاعلى للمقاومة الشعبية بأنه صاحب الثبات والوثبات، يعرفه تراب تعز وسماؤها، ويعرفه اليمن كله بقامته ومقامه

كما شبّه قلبه بماء المخا في صفائه، وروحه بسعة تهامة، مؤكدًا أنه رجل وطني مخلص وصادق

وأضاف السعيدي أن من العجيب نكران فضل المخلافي رغم ما صنعه من مجد، في وقت يجري فيه الترحاب بأشخاص لم يقدموا سوى العداوة والجحودوختم السعيدي كلماته بالقول: تحية وسلام يا شيخ المناضلين، ولا عليك، فلا معجزة لنبي في قومه، ولا مكان له في أرضه، وإن كان مؤيدًا بالأرض والسماء

من الرياض إلى تعز وعدن، ومن ساحات الحرية إلى جبهات القتال، ظل الشيخ حمود سعيد المخلافي رمزًا للمقاومة الشعبية وصاحب الطلقة الأولى في وجه الانقلاب الحوثي ويبقى التاريخ والذاكرة الجمعية لليمنيين تحفظ له شجاعته وتضحياته فالأبطال الحقيقيون لا تُمحى أسماؤهم، بل تبقى محفورة في وجدان الشعوب مهما حاولت حملات التشويه أن تطمسها

 هذه الشهادات تكشف عن حقيقة راسخة ان الشيخ المخلافي ليس مجرد قائد مقاومة، بل رمز وطني لتعز واليمن وسيحفظ له التاريخ دوره البطولي وتضحياته العظيمة