حوادث الدراجات النارية في الضالع  

منذ 3 ساعات

الضالع – خديجة الجسريتصوير-محمد الشعيبيتشهد محافظة الضالع، جنوب اليمن، ارتفاعًا غير مسبوق في حوادث الدراجات النارية

تسفر هذه الحوادث عن سقوط مئات الضحايا بين قتيلٍ وجريح

تزايدٌ مقلق يفرض تحركًا سريعًا من الجهات الرسمية والمجتمعية على حد سواء؛ للحد من هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطرًا يوميًا على السكان

فمع غياب الوعي المروري وعدم الالتزام بقواعد السلامة، تتضاعف المخاطر

ويستدعي ذلك وضع حلولٍ جذرية وتنفيذ حملات توعوية وإجراءاتٍ رقابيةٍ تضمن سلامة السائقين والمارة

مدير مستشفى محمد بن زايد الميداني، في مدينة سناح بالضالع، الدكتور سميح حزام، قال في تصريحٍ لـ”المشاهد”: “إن المستشفى استقبل خلال العام 2024 ما مجموعه 3,636 حالة، معظمها ناتجة عن حوادث مرورية، وبالأخص حوادث الدراجات النارية

أما في الشهور الخمسة الأولى من عام 2025، فقد استقبل المستشفى 1,310 حالة

مشيرًا إلى أن الحوادث المرورية تحدث يوميًا بشكل مروع

 وأوضح الدكتور سميح أن هذه الحوادث تؤثر بشكل كبير على المستشفى، حيث أصبحت تشكل 50% من الخدمات الطبية المقدمة

وأضاف: “نتمنى إيجاد حلول لمشكلة الدراجات النارية؛ لأن الحد من هذه الحوادث سيتيح لنا توجيه الموارد إلى أقسام أخرى تهم المواطنين، مثل قسم العمليات البسيطة كاستئصال الزائدة وغيرها”

 الباحث الاجتماعي، الدكتور صلاح الحقب “رجال المرور يهملون تسجيل المخالفات ضد مستخدمي الدراجات النارية

وينظرون إلى الدراجة كشخصٍ من المارة؛ ولذا تجد مستخدميها يقطعون الرصيف دون مخالفة أو يقطعون الإشارة دون إدانةٍ من رجال المرور

”وأشار الدكتور سميح إلى أن إحصائيات المستشفى تؤكد زيادة حوادث الدراجات النارية مطلع العام الجاري مقارنةً بالعام الماضي

وأضاف أن شهر رمضان يشهد ارتفاعًا في الحالات

حيث تصل عشرات الإصابات وقت الإفطار، وأقل يوم يصل فيه عدد الحالات إلى 10 حالات خلال وقت المغرب فقط

 وقال مدير المستشفى إن الدعم الذي تحصل عليه المستشفى من المنظمات وغيرها يتم استهلاكه بالكامل في معالجة هذه الحوادث

مما يحد من القدرة على تطوير أقسام أخرى تقدم خدمات ضرورية للمواطنين

وتعود أبرز أسباب ارتفاع حوادث الدراجات النارية إلى السرعة الزائدة، القيادة المتهورة، عدم احترام قوانين المرور

وعدم استخدام وسائل الأمان والقيادة تحت تأثير التعب أو السهر، والطرقات غير الممهدة أو المليئة بالحفر، والأحوال الجوية السيئة

كلها أسباب لزيادة حوادث الدراجات النارية التي تحصد عشرات الضحايا بين قتيلٍ وجريحٍ أسبوعيًا بمحافظة الضالع

وقال مدير مكتب إدارة المرور بمحافظة الضالع، لقمان علي محمد، في حديث مع “المشاهد”: إنّ حوادث الدراجات النارية تُعد من أخطر أنواع الحوادث المرورية؛ وذلك بسبب قلة وسائل الحماية مقارنةً بالسيارات

مشيرًا إلى أن هناك عدة أسباب رئيسية تؤدي إلى ارتفاع معدلات هذه الحوادث، أبرزها القيادة المتهورة وعدم الالتزام بالقوانين

حيث يتجاوز كثير من راكبي الدراجات السيارات بشكل خطير، ولا يلتزمون بالسرعة المحددة؛ مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث

 ويضيف أنّ عدم احترام مستخدمي الدراجات النارية لقواعد السير مثل الدخول المفاجئ إلى التقاطعات وعدم الالتزام بإشارات المرور يؤدي إلى وقوع حوادث خطيرة

بالإضافة إلى القيادة تحت تأثير التعب والإرهاق، وقلة التركيز وردة الفعل البطيئة عند بعض الدرّاجين، خاصةً أثناء القيادة في أوقاتٍ متأخرةٍ أو بعد فترات طويلة من السهر؛ ما تزيد من مخاطر الحوادث

 مدير مسشتفى محمدبن زايد الميداني في الضالع، الدكتور سميح حزام “الدعم الذي يحصل عليه المستشفى من المنظمات وغيرها يتم استهلاكه بالكامل في معالجة هذه الحوادث

مما يحد من القدرة على تطوير أقسام أخرى تقدم خدمات ضرورية للمواطنين

“منوهًا بأنّ “السرعة الزائدة من أكثر العوامل المسببة لحوادث الدراجات النارية، حيث تقلل من قدرة السائق على السيطرة على المركبة؛ ما يؤدي إلى اصطدامات خطيرة”

واختتم مدير المرور تصريحه بالتأكيد على ضرورة التزام سائقي الدراجات النارية بقواعد السير والقيادة بحذر؛ حفاظًا على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق

تُعد حوادث الدراجات النارية من أخطر أنواع الحوادث المرورية؛ نظرًا لارتفاع معدل الإصابات والوفيات المرتبطة بها

فعلى عكس السيارات، لا توفر الدراجات النارية حمايةً كافيةً للراكب؛ مما يجعله أكثر عرضةً للإصابات الخطيرة عند وقوع الحادث

 وتشمل التداعيات الصحية لهذه الحوادث إصابات الرأس والدماغ، وكسور العظام، والجروح العميقة

إضافةً إلى المضاعفات طويلة الأمد مثل الإعاقات الجسدية والتأثيرات النفسية

الدكتور عبد الحكيم الأمير، طبيب في مستشفى محمد بن زايد الميداني، يقول لـ”المشاهد”: “حوادث الدراجات النارية تشكل تحديًا كبيرًا للمستشفيات بسبب الزيادة في الإصابات التي تتطلب رعايةً طبيةً مكثفة”

ويضيف: “إنّ حوادث الدراجات النارية غالبًا ما تؤدي إلى إصاباتٍ خطيرة مثل الكسور، إصابات الرأس، والجروح العميقة

ويؤدي هذا إلى زيادة عدد المرضى الذين يحتاجون إلى رعايةً طبيةًا عاجلة”

لافتًا إلى أن حوادث الدراجات النارية تشكل ضغطًا كبيرًا على الموارد الطبية

ويقول: “تعمل زيادة عدد الإصابات إلى ضغطٍ كبيرٍ على الموارد الطبية مثل الأَسرّة، الأدوية، والأجهزة الطبية

ويتطلب هذا من المستشفيات إدارة مواردها بشكلٍ فعّال لضمان تقديم الرعاية اللازمة لجميع المرضى”

ويواصل: “الرعاية الطبية للإصابات الناتجة عن حوادث الدراجات النارية تكون مكلفة؛ مما يزيد من الأعباء المالية على المستشفيات

ويشمل هذا تكاليف العمليات الجراحية، العناية المركزة، وإعادة التأهيل

”مشيرًا إلى أنّ الإصابات الخطيرة الناتجة عن حوادث الدراجات النارية تؤثر نفسيًا على المرضى وأُسرهم

ويقول الأمير: “المستشفيات تحتاج إلى تقديم الدعم النفسي للمرضى لمساعدتهم على التعامل مع الصدمة والتعافي”

تشكل حوادث الدراجات النارية ظاهرةً مقلقةً تؤثر على الأفراد والمجتمعات بطرقٍ متعددة، تتجاوز الأضرار الجسدية والمادية لتشمل تداعياتٍ اجتماعية عميقة

حيث يمكن أن تؤدي هذه الحوادث إلى فقدان أحد أفراد العائلة أو إصابته بإعاقات دائمة؛ مما يسبب صدمةً نفسيةً للأسرة

ويؤثر على الاستقرار العاطفي والاقتصادي للأُسر

أما على المستوى المجتمعي، فقد تؤدي الحوادث المتكررة إلى زيادة الشعور بعدم الأمان على الطرق

مما يستدعي تدخل الجهات المختصة لتعزيز تطبيق قوانين السلامة المرورية

 كما يمكن أن تؤدي هذه الحوادث إلى زيادة الأعباء على النظام الصحي، نتيجة الحاجة إلى رعايةٍ طبيةٍ طويلة الأمد للضحايا

وبالتالي، فإن التداعيات الاجتماعية لحوادث الدراجات النارية تتطلب وعيًا مجتمعيًا وإجراءاتٍ وقائيةً للحد من آثارها السلبية وتعزيز السلامة على الطرق

الباحث الاجتماعي الدكتور صلاح الحقب قال لـ”المشاهد”: “الحديث عن الدراجات النارية متشعب، وانتشارها بهذا الشكل الكثيف وبشكلٍ يزيد عن أعداد السيارات يؤكد فقر المجتمع ومحدودية دخله”

وأغلب مستخدمي هذه الدراجات لا يراعون تطبيق إجراءات السلامة مثل الحصول على رخصة قيادة مستقلة ولبس الخوذة، بحسب الحقب

الباحث الاجتماعي الدكتور صلاح الحقب “أغلب مستخدمي هذه الدراجات لا يراعون تطبيق إجراءات السلامة مثل الحصول على رخصة قيادة مستقلة ولبس الخوذة

”ونوّه الحقب بأنّ رجال المرور يهملون تسجيل المخالفات ضد مستخدمي الدراجات النارية

وينظرون إلى الدراجة كشخصٍ من المارة؛ ولذا تجد مستخدميها يقطعون الرصيف دون مخالفة أو يقطعون الإشارة دون إدانةٍ من رجال المرور

”محذرًا من انتشار مفهومٍ خاطئ تجاه مستخدمي هذه المركبات؛ يتمثل في النظر لسائقي الدراجات النارية من باب الرحمة والعطف

والتعامل من هذا الجانب كونهم أرباب أسر و”طالبين الله”

ويواصل: “النتائج المترتبة على الحوادث، تتمثل في: زيادة نسبة الفقر والمعاناة بين أوساط الناس، وإضافة أعباء العلاج إلى أعباء المسؤولية الاجتماعية التي تواجه الأسرة”

وللحد من حوادث الدراجات النارية، يمكن اتخاذ مجموعةٍ من الحلول والاقتراحات التي تشمل الجوانب القانونية والتوعوية

كما يمكن تبني حلولًا قانونية تسهم في الحد من الحوادث، مثل تشديد العقوبات على المخالفين

وإلزام سائقي الدراجات النارية بارتداء الخوذات الواقية، وتفعيل الرقابة المرورية الصارمة

 ويضع المحامي محمد الربيعي خلال حديثه لـ”المشاهد” حلولًا لحوادث الدراجات النارية في الضالع، خاصةً واليمن عامةً

ويقترح فرض قوانين صارمة للسلامة؛ وإلزام جميع راكبي الدراجات بارتداء الخوذات الواقية، وغيرها من معدات الحماية

”ويوصي الربيعي بتنظيم سرعات الدراجات؛ وتحديد السرعات المسموح بها في المناطق السكنية والمزدحمة

كما يوصي بتشديد العقوبات؛ وفرض غراماتٍ كبيرة على المخالفين لقواعد المرور، مثل تجاوز الإشارات أو القيادة المتهورة

ويقترح الربيعي تطبيق إلزام الفحص الدوري؛ والتأكد من سلامة الدراجات النارية من خلال فحصٍ تقني دوري

كما يمكن تعزيز حملات التوعية والتثقيف المروري، إلى جانب إصدار قوانين تنظم استخدام الدراجات النارية، مثل تحديد أعمار السائقين، وفرض رخص قيادة خاصة بها

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير