خالد الذبحاني : ليست إسرائيل ولا أمريكا.. إيران تكشف عدوها الحقيقي

منذ 2 ساعات

خالد الذبحاني في المواجهات الحربية الشرسة بين الدول، أو حتى على مستوى الأفراد، يتطلب معرفة معلومات دقيقة عن قدرات العدو ومكامن القوة والضعف، ونوع الأسلحة التي يمتلكها، وكذلك الأساليب التي ينتهجها في الهجوم، فهذه أمور تمنحك مجال كبير للمناورة، وربما تساهم في تحقيق النصر، أو على الأقل تجعلك تتعرض لأقل قدر من الخسائر في حال لم تفلح في هزيمة العدو

، أما إذا كنت لا تعلم شيء عن عدوك فكأنك تقاتل أشباح ولن تعرف متى وكيف سيوجهون لك الضربة القاضية

إسرائيل حققت نجاح مذهل في ضربتها الأولى ضد إيران، وتمكنت خلال الساعات الأولى من قطف رؤوس كبيرة واغتيال قيادات رفيعة عسكرية ومدنية، كما انها تمكنت من استباحة الأجواء الإيرانية بعد القضاء على الدفاعات الجوية وصارت تسرح وتمرح في سماء طهران دون أن تتعرض للخطر

هذا النصر الإسرائيلي الكاسح مع بدء المواجهات العسكرية بين طهران والجيش الإسرائيلي، حاولت إيران ان تقلل من شأنه، واعتبرت ان الجواسيس من داخل إيران هم وراء تلك النتيجة المروعة والتي راح ضحيتها كبار القادة العسكريين وعلماء الطاقة النووية الإيرانية

لكن وكالة فارس الإيرانية كشفت المستور، حين أعلنت عن محاولة إسرائيل اغتيال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، والذي قالت إنه نجا منها واصيب إصابات خفيفة، فهذا الأمر هز كل أركان القيادة الإيرانية وجعل الجميع يتحسسون على رؤوسهم، فما دام الرئيس غير أمن ويمكن اغتياله بهذه السهولة، فكيف سيكون حال الأخرين، ولعل هذا الحدث المرعب للايرانيين هو الذي جعل ترامب ونتنياهو يلوحان بإمكانية القضاء على المرشد الإيراني علي خامنئي

هذه المحاولة لاغتيال الرئيس الإيراني، كشفت بما لا يدع مجالا للشك ان هناك عملاء وخونة لإسرائيل داخل القيادة الإيرانية، وليسوا جواسيس عاديين، فربما يتمكن الجاسوس من منح معلومات عن مصنع صواريخ أو اماكن حساسة قام برصدها، أو غيرها من الأمور التي لا يكون لها تأثير كبير، أما من يعرف موعد ومكان اجتماع يضم الرئيس الإيراني ومعه رئيس البرلمان وكذلك رئيس جهاز الأمن القومي، فهذا بدون شك عميل وخائن لإسرائيل وهو أيضا مسؤول إيراني رفيع، خاصة وان الاجتماع احيط بسرية تامة كونه يجمع رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والامنية، والكارثة ان الإيرانيين يجهلون من هذا العميل القادر على رصد تحركات واماكن كبار القيادات العسكرية والمدنية الرفيعة، وهذا من شأنه ان يزرع بذور الشك في نفوس كبار قادة إيران بحيث يشك كبار المسؤولين الإيرانيين ببعضهم البعض، إضافة إلى ذلك فقد كشفت محاولة الاغتيال الفاشلة ان هؤلاء العملاء أشد خطرا من أمريكا وإسرائيل

ولا أعتقد أنه عميل واحد، بل هي شبكة تعمل من داخل النظام الإيراني، وتتوزع الأدوار بينها، أما من أجل المال، او كراهية في نظام الملالي في طهران للتخلص منهم، وما لم تفعل إيران شيء حيال هذا الأمر وتقبض على العملاء الذين يوجهون لها طعنات غادرة، فستظل في خطر، لأن القضاء على القيادات العليا في الدولة سيترك فراغ ويخلف الفوضى، ويجعل الدولة الإيرانية تفقد السيطرة وتنقلب الأمور في العاصمة طهران وباقي المدن الإيرانية رأسا على عقب

ولا شك ان إسرائيل ستكرر عمليتها، وإذا كانت قد فشلت في المرة الأولى، فستحاول ضمان النجاح في محاولتها الثانية، وسيكون الأمر خاطفا، لأن إسرائيل لا قدرة لها على الحروب الطويلة، لذلك فإن القادة الإسرائيليين ربما يعكفون لإعداد خطة جهنمية لتحقيق ضربة ساحقة للقضاء على إيران وبشكل خاطف، لأن الفشل سيشكل تهديد وجودي للدولة العبرية