خالد الرويشان : ساعة بألف ساعة!

منذ 12 ساعات

خالد الرويشان جاء من كندا ليفتتح مركزه الضخم بطوابقه السبع لتعليم اللغة الإنجليزية في قلب صنعاءلكنّ هذا الشاب الكندي اليمني الأصل شديد الحيوية والنُّبل والنجاح أصر كريماً ونبيلاً ومحباً أن يفتتح خالد الرويشان المركز! خالد الرويشان تحديداً!تلك قصةٌ بديعةٌ وظريفة حقاً! وربما راقت لك إذا كنتَ رائقاً في هذه اللحظة! أمّا إذا لم تكن رائقاً فيمكنك أن تذهب للنوم

أو أن تذهب بعيداً!لابد أن أمتلئ بلحظة أمل وهنيهة فرح شئتَ أم أبَيت!لماذا أقول قصة بديعة وظريفة؟بديعة لأن المركز وكما رأيته منجزٌ حقيقي عمارةً وتأثيثاً وتجهيزاً وأجهزةً وأساتذةً وطلبةً وإدارة وكل ذلك في ظرفٍ صعب تفرُّ فيه الناس من اليمن إلى الخارج للنجاة بذواتها وبأموالها!وظريفة، ربما لأنني ومنذ سنواتٍ بعيدة لم أشارك ولا أريد في أيّة فعالية في صنعاء ما بالك بأن أفتتح مركزاً تعليمياً وثقافياًلقد اعتذرتُ مراراً وتكراراًقد يكون ذلك انكفاءً أو اكتئاباً

لا أعرف! سمّهِ ما شئت!قلتُ لنفسي : لكنّ الرجل جاء من كندا وإصراره عن تقدير ومحبة بلا حدودوقررت بأن أقوم بما يجب ولك أن تتخيل حيرتي وأنا أفتح دولاب ملابسي الرسمية صباح اليوم لأول مرة منذ سنوات بعيدة! كانت البدلات المغبّرة مندهشةً من مفاجأة لم تتوقعها! أمّا ربطات العنق فكانت ضاحكة مستبشرة متسائلة

ماذا ذكّرَكَ بنا!أمام المركز في شارع الجزائر قرب المركز الليبي فوجئت باستقبالٍ رائع ومنظمكانت ابتسامة صاحب المركز تضيء الشارع والبهو واللحظة

كان عبدالرحمن الصرمي الكَنَدي الجنسية االيماني الهوى والولاء يقف أمامي مرحّباً محتفياً

هذا هو أنت إذن أيها الأنيق الوسيم القسيم!عبدالرحمن الناجح المكافح لديه سلسلة مراكز ومطاعم في كنداحين دلفنا البناية الضخمة لقص شريط الافتتاح وجدت بجانبي الأوّل على الجمهورية في ثانوية هذا العام الشاب النّابه أحمد الصيادي ابن دمت والعَود وعمّار فهو أحد رواد المركز!

كنتُ قبلها بساعات ومع إعلان فوزه مع زملائه الأوائل أتمنى لقاءه! وها أنا أُفاجأ بقامته الفارهة يقف إلى جواري

يا للأمنية

يا للمفاجأة! وكان لابد للفتى العبقري العملاق أن يشاركنا الافتتاح وقد كان

تم تكريمي بدرع المركز

مركز new horizons وهذا كرمٌ أُقدّرهوكان على القُرب دوماً صديقي النادر محمد عبدالله زبارة أجمل وكيل للتعليم في تاريخ وزارة التربية والتعليم

بالطبع أصبح اليوم وكيلاً سابقاً

خليك في البيت!وقطعتُ التورتة الضخمة ولأُعلِن أن القطعة الأولى ستكون من نصيب أوّل أوائل الجمهورية أحمد الصيادي!

واشتعلت القاعة بتصفيق الطلبة والطالبات والأساتذة!  تلك لحظة لا تُنسى!وكانت القطعة الثانية من نصيب صديقي الرائع هشام عبدالمغني الذي صحبني طوال ساعات النهار وقد أضاء يوميَ كله

ورغم العدد الكبير للحاضرين فقد عجزوا عن التهام التورتة الضخمة الفخمة!وحين دُعِيت لإلقاء كلمة قلتُ: في ظروف البلاد اليوم فإن إنجاز هذا الصرح التعليمي الثقافي الكبير يُعد مغامرة اقتصادياً!

لكنها مغامرة محمودة ونبيلة ووطنية

ثمة شباب تفخر بهم اليمن حقاً وفي طليعتهم الشاب عبدالرحمن الصرميطوال تلك الساعات ومع حيوية الطلبة وحماسهم شعرتُ بالأمل وبالبلاد قادمةً رغم كل الأرزاء والرزاياولعلك قد شعرتَ بالأمل أيضاً

ورُقتَ أخيراً معي هنا يا صديقي الشائق المشوق!