خبير يكشف تفاصيل الانسحاب الاماراتي من اليمن... ويؤكد: انتهى وجودها فعليًا

منذ 4 ساعات

قال المدير التنفيذي لمؤسسة «باشا ريبورت» للاستشارات، محمد باشا، إن عملية رفع جوي منسّقة نُفذت اليوم أنهت فعليًا صفحة الوجود العسكري الإماراتي في اليمن، الذي استمر قرابة عقد من الزمن، وذلك عقب إنهاء الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمدعومة من السعودية الاتفاق الدفاعي وإعلانها رسميًا إنهاء وجود القوات الإماراتية

وأوضح باشا أن الانسحاب جرى عبر جسر جوي منظم شاركت فيه أربع طائرات نقل عسكري من طراز «بوينغ C-17 غلوبماستر 3» تابعة لوزارة الدفاع الإماراتية، عملت تحت النداءات الجوية من «شبح 01» إلى «شبح 04»

وبحسب التفاصيل، انطلقت الطائرات ضمن نافذة زمنية ضيقة بين الساعة 08:00 و10:00 بالتوقيت العالمي (11:00–13:00 بالتوقيت المحلي لليمن)، في مؤشر على عملية محكمة التخطيط ومحددة الإطار الزمني

وعادت الطائرات الأربع في اليوم ذاته، حيث تراوحت مواعيد وصولها بين 13:40 و15:22 بالتوقيت العالمي (16:40–18:22 بالتوقيت المحلي)، لتنتهي العملية بعد نحو سبع ساعات و20 دقيقة من بدايتها

وأشار باشا إلى أن طبيعة الجسر الجوي تعكس انسحابًا منضبطًا لا إعادة انتشار قتالي، مرجحًا -استنادًا إلى الحمولة القياسية لطائرات C-17 وعدد الطلعات المحدود -أن العملية ركزت أساسًا على إجلاء الأفراد وسحب معدات عسكرية عالية القيمة، شملت أنظمة القيادة والسيطرة، ووسائل الاتصالات، والمعدات الاستخباراتية، ومكونات رادارية

وقدّرت المؤشرات المتاحة أن عدد العناصر الذين جرى سحبهم تراوح بين 200 و300 عنصر، من دون رصد أي تحركات لمركبات أو معدات ثقيلة أو آليات مدرعة

ورجّح باشا أن تكون المركبات والعتاد الأثقل قد نُقلت عبر مسارات بحرية منفصلة من خلال موانئ حضرموت

وأضاف أن حجم العملية—حتى وفق أكثر التقديرات سخاءً—لا يتجاوز مستوى وحدة بحجم سرية أو أقل، ما يعزز التقييم القائل إن ما جرى انسحاب منظم ومدروس، وليس تعزيزًا عسكريًا أو تصعيدًا ميدانيًا

وختم باشا بالقول إن حركة الطيران هذه تمثل نقطة تحول واضحة تشير إلى نهاية البصمة العسكرية الإماراتية طويلة الأمد في اليمن، وإغلاق فصل شكّل لسنوات ركنًا أساسيًا من الحضور البري للتحالف خلال العقد الماضي