خطورة “برك” المياه المكشوفة على الأطفال
منذ سنة
تتجمع مياه الأمطار والعيون الموسمية في برك المياه في الأرياف وأطراف المدن، ويقبل الشباب والأطفال خلال فصل الصيف للسباحة فيها
ممارسة السباحة في تلك الأحواض المائية، يشعر الشباب والأطفال بالسعادة، ويعتقدون أنهم يمارسون نوعًا من الرياضة، لكنهم لا يدركون المخاطر الصحية التي قد يتعرضون لها بسبب السباحة في المياه الملوثة والراكدة
الطفل واعد الحاج، 14 عاما، من مديرية سامع بتعز، يقول لـ “المشاهد”: “ليس لدينا أحواض نظيفة لنتعلم السباحة غير هذه البرك
نسبح فيها ونتعلم السباحة لساعات طويلة، ولا نعرف الأمراض التي يمكن أن تصيبنا”
تعد أحواض المياه الراكدة بيئة خصبة لانتشار الكثير من الأوبئة والأمراض الجلدية، فالسباحة في مياه ملوثة قد تسبب الإصابة بأمراض معدية وخطيرة، وفقًا لحديث أطباء
الطبيب علوان الزكري يقول لـ “المشاهد” إن السباحة في المياة الراكدة تسبب التحسس الجلدي والإصابات البكتيرية والفطرية والفيروسية والتي يمكن أن تشكل وباء محليًا
يضيف الزكري: ” الأحواض والبرك المائية بيئة خصبة للكوليرا والبلهارسيا، وتسبب أمراضًا معوية والتهابات جرثومية، وتؤدي إلى ظهور التهابات في الأذن والعيون”
تفتقر العديد من المدن والقرى للمنتزهات وأحواض السباحة النظيفة في ظل غياب المشاريع الترفيهية في العديد من الأرياف والمدن، ما يدفع الشباب والأطفال إلى اللجوء إلى السباحة في البرك والأحواض الراكدة
بحسب الزكري، من المهم حماية الأطفال من الإصابات البكتيرية والفطرية والفيروسية التي يمكن أن تصيبهم جراء السباحة في مثل هذه البرك والمسابح شبه المغلقة، وعلى المجتمع توعية الأطفال، ومنعهم من الذهاب للسباحة في الأماكن الملوثة
الغرق والموت يمتلك علي السامعي بركة ماء في مديرية سامع بتعز، ويوضح طريقة بنائها قائلاً: “يتم تشييد بركة الماء بحيث يكون شكلها دائريًا أو مربعًا أو مستطيلًا، وتغطى جدرانها بالأسمنت لكي لا يتسرب الماء منها، ويتم بناؤها بالقرب من مجاري السيول أو جوار المنازل والمساجد، وتكون مكشوفة ، حتى نتمكن من إملائها بالماء من السيول أو من أسطح المنازل عند هطول الأمطار”
يلجأ السامعي إلى استخدام ماء البركة في الصيف لسقي الزرع والأشجار أو لسقي المواشي
ولأن معظم برك الماء دون غطاء، يقع بعض الأطفال ضحية لذلك الخطأ عندما يسقطون فيها أثناء اللعب بالقرب منها
في هذا السياق، يتذكر محمد المداني ابنة أخيه التي سقطت في إحدى البرك المائية الراكدة والمكشوفة في سامع بتعز، ويشعر بالحزن
يقول المداني لـ “المشاهد”: “قبل أعوام، خرجت ابنة أخي التي كان عمرها خمسة أعوام دون أن نعلم عندما كنا في المنزل
ذهبت إلى بركة الماء التي بجوار المسجد القريب من منزلنا
أدركنا بعد دقائق من اختفائها، وتحركنا في البحث عنها في المنزل وخارجه، ووصلنا إلى جوار المسجد حيث البركة الموجودة
لكن وجدناها وقد ماتت غرقا هناك”
يختم المداني حديثه، ويقول: “تحتفظ الأحواض الريفية بالماء، وتساعد الأسر على تجاوز شح المياه بخاصة عندما يتأخر هطول الأمطار، لكنها قد تتسبب بالمرض والموت”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير