خليجي 26.. اليمن يبحث عن انتصاره الأول

منذ شهر

تعز – أسامة الكُربش يدخل المنتخب اليمني غمار النسخة الـ26 من بطولة كأس الخليج لكرة القدم، التي تستضيفها الكويت هذا الشهر، متطلعًا إلى تحقيق فوزه الأول في تاريخ البطولة، خلال مشاركته العاشرة

فمنذ انضمامه الرسمي إلى البطولة عام 2003، لعب المنتخب اليمني 33 مباراة، تعادل في 6 منها، وسجل 12 هدفًا فقط، بينما استقبلت شباكه 84 هدفًا، ليظل دون أي انتصار في البطولة

هذا السجل المتواضع يلقي بظلاله على طموحات المنتخب في النسخة الحالية، مع أمل تحقيق إنجاز يفرح الجماهير اليمنية التي طال انتظارها لهذا الحلم

وبحسب مدرب المنتخب اليمني، نور الدين ولد علي، فإن هدف الفريق ببطولة خليجي 26 هو تحقيق الفوز الأول في تاريخ مشاركات اليمن بالبطولة، مشيرًا إلى أن الجهاز الفني واللاعبين يعملون بكل جدية رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها الرياضة اليمنية

خلال مشاركاته العشر الماضية لم يسبق للمنتخب اليمني أن حقق أي فوز في بطولات كأس الخليج لكرة القدم، وهو يُمني النفس في تحقيق انتصاره الأول خلال النسخة الـ26 للبطولة في الكويتوقال ولد علي لـ«المشاهد» إن هدفنا واضح وهو تحقيق الفوز ثم الفوز، مع إدراكنا للتحديات التي نواجهها، لكننا نؤمن بقدرتنا على تجاوزها لإهداء الجماهير اليمنية انتصارًا على طال انتظاره

وأضاف “الجمهور اليمني يستحق الفرح ومشاهدة منتخبه يحقق النتائج التي يطمح لها، ونطلب منهم الصبر ومواصلة دعم الفريق، وسنبذل كل جهد لإسعادهم”

وحول استعدادات المنتخب، أوضح ولد علي أن المعسكرات الإعدادية تقام في ظروف جيدة، وركزت على رفع كفاءة اللاعبين المحليين الذين لا يشاركون بانتظام في الدوريات، لتقليص الفجوة مع المحترفين، بما يحقق التوازن المطلوب بين اللاعبين المحليين والمحترفين لضمان جاهزيتهم للبطولة

متطلبات الفوز الأولمن جانبه، اعتبر لاعب المنتخب اليمني السابق، علاء الصاصي، أن تحقيق المنتخب لأول فوز له في بطولة كأس الخليج يتطلب جهودًا كبيرة

مشيرًا إلى أن الواقع الرياضي الحالي في اليمن يسير من سيئ إلى أسوأ، حد تعبيره

وقال الصاصي لـ«المشاهد»: الفوز قد يأتي بالحظ أو بسبب سوء حظ المنافس، لكنه بالتأكيد ليس مقياسًا لتطور الكرة اليمنية

ينتظر الجمهور اليمني الفوز الأول للكرة اليمنية في بطولات الخليج، ورغم الواقع الرياضي السيء إلا أن هذا الانتصار المرتقب إن أتى فلن يكون له علاقة بمستوى تطور الكرة اليمنية أو مقياسًا لتحسنها كما أنه ليس مؤشرًا على أي تطوروأضاف: مستوى المنتخب الحالي أقل مما كان عليه في السنوات الماضية، فوجود مسابقات رياضية سابقًا كانت توفر خيارات للمنتخب، وشكل الفريق كان يعطي مؤشرًا على إمكانية التطور، أما الآن، ومع انعدام المسابقات، أصبح المنتخب يدخل المنافسات كتأدية واجب فقط

فيما أوضح المحلل الرياضي فكري الجفري أن تحقيق المنتخب اليمني لأول فوز في بطولة كأس الخليج يتطلب عملاً شاملاً يمتد على عدة جوانب

منوهًا بأهمية التحضير الجيد قبل انطلاق البطولة، لتقليل الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخب اليمني وخصومه

وقال الجفري لـ«المشاهد» إن الفوارق الفنية بيننا وباقي المنتخبات هي أكبر عائق أمام تحقيق أي نتيجة إيجابية

وأشار إلى أن المنتخب يحتاج إلى مباريات ودية على مستوى عالٍ لتحسين جاهزية اللاعبين بدنبًا ونفسيًا

الفوارق الفنية بيننا وبين بقية المنتخبات الخليجية أكبر عائق أمام تحقيق أي نتيجة إيجابية، فالمنتخب بحاجة لمباريات ودية على مستوى عالي؛ لتحسين جاهزة اللاعبين بدنيًا ونفسيًاوأضاف بأن المباريات القوية ترفع حساسية اللاعبين تجاه المنافسات الكبرى، وتمنحهم تدرجًا بدنيًا وذهنيًا ليصلوا للبطولة بأفضل حالة ممكنة

كما أن الحضور الذهني مهم للغاية، خاصة أن المنتخب ينهار في اللحظات الأخيرة من المباريات، رغم تسجيله أهدافاً في البداية، بحسب الجفري

وواصل: القراءة الفنية الجيدة للخصوم من قبل الجهاز الفني مهمة للغاية، ووضع خطط لعب تناسب إمكانيات اللاعبين هو المفتاح لتقديم أداء مقنع

مهمة شبه مستحيلةسيلعب المنتخب اليمني ضمن المجموعة الثانية بجانب كل من العراق، السعودية، والبحرين، وتبدو مهمة تحقيق نتائج إيجابية شبه مستحيلة نظرًا للفوارق الفنية الكبيرة

وفيما يتعلق بفرص المنتخب اليمني في خليجي 26، قال الصحفي الرياضي محمد البحري إن هذه النسخة تبدو صعبة للغاية، خاصة مع وجود منتخبات قوية مثل العراق، حامل اللقب، والبحرين، والسعودية

وأشار البحري لـ«المشاهد» إلى إن منتخبنا هو الحلقة الأضعف في هذه المجموعة، ومسألة الخروج من الدور الأول بدون تحقيق حتى نقطة أمر وارد جدًا

منتخب اليمن هو الحلقة الأضعف في البطولة وخروجه من الدور الأول أمر وارد؛ عطفًا على قوة المنتخبات في مجموعته، فهذه النسخة من البطولة “صعبة للغاية”وحول اختيارات الجهاز الفني، أوضح البحري أن تشكيلة المنتخب التي تضمنت مزيجًا من اللاعبين المحترفين والمحليين، هي الأنسب والمتاحة حاليًا، ومع وجود عدد من اللاعبين المحترفين في دول الخليج قد يمنح المنتخب حافزًا لتقديم أداء مشرف

المستوى الفني للمنتخب وعن رأيه بالجهاز الفني الحالي، قال علاء الصاصي إنه يرى أن المدرب ليس في المستوى المطلوب وغير قادر على تحقيق فوز أو نتائج إيجابية، معتبرًا أن المشكلة تتجاوز المدربين، لتشمل منظومة العمل الرياضي بأكملها

ودعا الصاصي اللاعبين إلى التركيز على تقديم أقصى ما لديهم دون ضغط، فالعالم يدرك الظروف التي يعيشها المنتخب، وعليهم فقط تشريف أنفسهم ووطنهم بأقصى جهد ممكن، ولن يلومهم أحد إن فشلوا، ويجب أن يخفضوا سقف التوقعات، ويتحد الجميع لعلاج الإخفاقات المستمرة

من جهته، يرى فكري الجفري أن قائمة المنتخب تضم الأفضل من الساحة حاليًا، لكنه أبدى استغرابه من استبعاد بعض الأسماء المؤثرة، مثل اللاعب علي ناصر المتميز في الكرات العرضية وكسر الخطوط، ويناسب طريقة اللعب الدفاعية التي ينتهجها المنتخب

مدرب المنتخب اليمني متواضع وليس في المستوى المطلوب، وما زاد الأمر سوءًا استبعاد لاعبين مؤثرين من تشكيلة المنتخب، ما يجعل فرص تحقيق نتائج إيجابية مستبعدًاوأعطى الجفري تقييمًا متواضعًا للمدرب الجزائري لمنتخب اليمن نور الدين ولد علي

وتابع: “مباريات المنتخب تحت قيادة الجهاز الفني كانت قليلة، وأغلبها مغلقة، لكن بشكل عام لا يمكن لهذا الجهاز أن يحقق نقلة نوعية لكرة القدم اليمنية، وأرى أنه من الأفضل التعاقد مع مدرب جديد بعد البطولة، مثل إدريس المرابط، الذي قدم مستويات مميزة مع نادي أهلي صنعاء

تاريخ البطولة ومشاركة اليمنيُشار أن بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم انطلقت للمرة الأولى في البحرين عام 1970، وتعد واحدة من أبرز المنافسات الكروية الإقليمية، حيث تجمع منتخبات دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى العراق واليمن

وتُقام النسخة الـ26 من البطولة هذا العام في الكويت حيث تنطلق منافساتها في 21 ديسمبر الحالي

وبدأ اليمن مشاركاته في البطولة عام 2003 خلال النسخة الـ16 التي أقيمت أيضًا في الكويت، ومنذ ذلك الحين، خاض المنتخب اليمني 33 مباراة دون أن يحقق أي انتصار

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير