د. عادل الشجاع : إذا كان الله أرسل محمد لتوريث الهاشميين في الحكم فنحن نكفر به؟!
منذ 2 سنوات
نهانا نبينا عن الطعن في الأنساب ، واعتبرها من الجاهلية وأخلاقها ، غير أن الأمر هنا يتعلق بافتراء النسب الهاشمي لتضليل الناس والتفريق بينهم ، والأمر هنا لا يتعلق بالمزاعم الكاذبة التي يحاول البعض إلصاق نفسه بالنبي محمد ، بقدر ما يتعلق بتعالي هؤلاء بنسبهم المكذوب وليس بعملهم وفيض أخلاقهم ، وحين نفتش في بعض الألقاب التي تربط نفسها بالنسب الهاشمي ، نجدها منسوبة إما إلى أماكن أو صفات ، مثل الشامي والديلمي والذاري والكحلاني والحوثي والمنصور والمتوكل والعماد والوزير ، فالنسب هنا يرتبط بالمكان أو الصفة وليس بالجد
كان بإمكان هؤلاء أن ينتسبوا إلى ما يقدمونه من أعمال تفيدهم وتفيد اليمنيين ، لكنهم ركنوا إلى النسب لكي يقتاتوا على جهد وعرق الآخرين ، فكونك أصبحت هاشمي ، تستطيع الحصول على الخمس والحصول على سهم الله وسهم الرسول وسهم الهاشميين لعلو عرقهم ونصاعة نسبهم ، وحرصهم على الانتساب إلى علي بن أبي طالب ليس لإثبات نسبهم ، بل لإثبات حقهم في الإمامة وحكم الغير بالوراثة
لم يظهر إثبات النسب بهذه الطريقة إلا في عهد البريطانيين ، أقصد هنا ربط النسب بالحكم ، لأن العرب كان لها نسابة يعرفون بها العشائر والقبائل وكان ذلك يأتي في إطار التاريخ الاجتماعي ، وبمجيئ البريطانيين بدأت فكرة الأحقية بالحكم بهدف التحكم بالمنطقة ، ولعل الترويج لإشاعة انتساب الملكة إليزابيث إلى علي بن أبي طالب يؤكد ذلك ويجعلها مثلها مثل أي دعي يربط نفسه بالحسن أو الحسين
هؤلاء مثل الطفيليات التي تعيش على دماء المخلوقات ، لا يريدون الاعتماد على أنفسهم بل على حقوق الآخرين ، لذلك خالفوا ما عرف عن العرب من انتسابهم لآبائهم ، فانتسبوا إلى الأم ، مخالفين قول المولى عز وجل :(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) ، لكن أدعياء الهاشمية تحولوا من طريق الأب إلى طريق الأم ، فبعد أن يصلوا إلى الحسن أو الحسين ، يتحولون إلى فاطمة بنت محمد ، لكي لا يذكروا من سلالة علي بن أبي طالب سوى الحسن والحسين ولكي لا يذكرون من سلالة أب طالب سوى علي فقط
نحن أمام صورة قاتمة لتخلفنا وتمسكنا بثقافة قرون بادت وانتهت ، لم تعد صالحة لعصرنا وغير قادرة على مواكبة التطور العلمي ، فهل يفيق إخواننا من مثقفي الهاشمية من هذا الصمت الذي يقود المجتمع اليمني إلى مواجهة مستمرة وسيلتها النسب لشرعنة الإمام أو رفضه ، والاحتكام إلى العصر الذي نعيشه القائم على فكرة الدولة والدستور والقانون المنظم لحياة الناس
أخلص إلى القول ، بأنه ليس منافيا للغريزة أن ينمو الإنسان متعلقا بأسرته وأن تصبح هذه الأسرة بوصلته ، لكن أن يتحول إلى كتلة من الكراهية والعنف ويفتك بالآخرين ، فذلك مرفوض ، وإذا كانت رسالة محمد هدفها التوريث ، فليس لنا بها حاجة ، وإذا كان محمد هدفه أن يجعل ولاية الأمة بيد عبد الملك الحوثي ، فليس لنا حاجة به ولا برسالته ، فلماذا إذا يصر هؤلاء على الدخول من الأبواب المغلقة ، غير القابلة للفتح ؟