د/عبدالعزيز المقالح : الوصيه

منذ 13 أيام

النقش الأوّل:جمهوريّاً جئتُوجمهوريّاً عشتُوجمهوريّاً سأموتْ

أؤمنُ باللهِ العادلْ،وبأنَّ الناسَ سواسيةٌ في الحبِّسواسيةٌ في الخبزِسواسيةٌ في الموتِسواسيةٌ في الجنَّةِ أو في النّارْ

لا فَضْلَ لأمريكيٍّ في الغربِعلى روسيٍّ في الشَّرْقْ،لا فَضْلَ لصينيٍّ في الشرقِعلى هنديٍّ في الشَّرْقْ،لا فَضْلَ لأوروبيٍّ في الغربِعلى عَرَبيٍّ في الشَّرْقْ

الفَضْلُ الحقُّ لمنْ يعبرُ جِسْرَ الخوفِ،ويصنعُ منْ عَرَقِ العمرِومنَ الرِّيْحِ ثياباًومنَ البحرِ المالحِ نَبْعاًومنْ زادِ الشوقِ نشيداً أخضرْ

النقش الثاني:يا وجهَ بلادييا وجهَ الأمِّ الطّالعِ منْ قاعِ الموتِ

الفَجْرُ وعيناكِ دليلي في الأولىوالأخرى

تكبرُ آهاتيحينَ تنامينَ على جمرِ الحزنِعلى سيفِ مواعيدِ الحُلُمِ الكاذبْ

أتبعثرُ في قبرييسحقُني رملُ اللَّيلِتقاتلُني الذِّكْرىويغادرُني صَبْرُ الأمواتِ؛فأخرجُ منْ قبريممتطياً صوتَ الجسدِ المذبوحْمقطوعاً منْ شَجَرِ الخوفِأفتِّشُ عنْ وجهيعنْ دربٍ مغسولٍ بالدَّمْ

النقش الثالث:وجهي

وجهانْ:وجهٌ للموتِووجهٌ للتاريخْ،وجهٌ للسيفِووجهٌ للتّابوتْ،وجهٌ للصخرِووجهٌ لقناديلِ اللَّيْلْ

الحرفُ نهارٌ لا يرجعُ للخَلْفِجوادٌ لا يكبو،يفتحُ نافذةً في النَّجْمِويمضي ممتطياً وجهَ دمِ الأسرىوجراحَ المغدورينَ،وينهض منتشراً في الأحداقِكضوءِ الشمسِ،يزغردُ في حنجرةِ الموتى،ويطلُّ منَ الصَّلَواتِومنْ أجسادِ دمِ الشُّهداءْ

– من ديوان “أوراق الجسد العائد من الموت”