د. عبدالقادر الجنيد : أولوية اليمن: الحصول على قيادة
منذ 2 ساعات
د
عبدالقادر الجنيد اليمن ليست فقط بلا قائد اليوم، بل بلا فكرة واضحة عمن يجب أن يقود
غياب القائد يجعل اليمن تعيش ردود أفعال متفرقة، وكل طرف يدور حول مشكلته الجزئية، في حين تضيع الرؤية العامة
قضية الشرعية اليمنية تخسر أولا وأخيرا لأنها لم تنتج رمزا موحدا أو قائدا يقود مشروع الدولة، حتى مع الدعم الخارجي الهائل
القيادة المبعثرة تجعل هذا الدعم بلا أثر فعلي
سأكتب هيكل نقاط مشكلة غياب القيادة ثم نشرح بعدها كل نقطة حسب الحاجة
**أولا: هيكل تشابك المشاكل مع انعدام القيادة**١- اليمن، تائهة وغارقة بالمشاكل٢- المشاكل، مختلفة وقد تتشابك أو تنعزل عن بعضها٣- التفاصيل كثيرة داخل كل مشكلة
٤- التفصيل الصغير، يصبح مشكلة قائمة بذاتها
يتحول الحدث العَرَضي إلى أزمة كاملة، وهذا يعكس غياب القيادة التي تعطي كل مشكلة وزنها الصحيح٥- كل يوم، يغرق اليمنيون في تفصيل صغير
٦- غياب القائد، مؤكد
٧- مهمة القائد، هي:*وضع خريطة المشاكل *رسم التفاصيل ومواجهة ما أمكن*وضع الأولويات*قيادة السرديات وتجنب التوهان**ثانيا: غياب القيادة وخسارة الشرعية**قضية الشرعية اليمنية تخسر أولا وأخيرا بسبب عدم وجود القائد، وهذا يؤدي بدوره إلى:١- غياب القيادة المحلية:لا يوجد قائد واضح على المستوى المحلي: المحافظة- المديرية
٢- تعدد القوى المناطقية: كانتونات، انفصاليون، مليشيات
الشرعية بدون قائد واضح على مستوى العاصمة المؤقتة عدن
الشرعية بدون قائد واضح على المستوى المركزي: رئيس الجمهورية
٣- تدخلات خارجية قوية:السعودية والإمارات وغيرها٤- تفكك مؤسسات الدولة**ثالثا: ضرورة وجود القائد**غياب القيادة الفعّالة والواضحة هو سبب رئيسي لانهيار أي مشروع سياسي أو وطني، ويتسبب هذه الأيام بالتالي:١- غياب البوصلة*اليمن بدون قائد
لا يوجد مسار واضح لمناطق الشرعية، فتتحول القرارات إلى ردود أفعال بدلا من خطط
اليمن اليوم تائهة، تغرق في مشاكل متشابكة وأخرى منفصلة، تتكاثر وتتداخل كل يوم
هذه المشاكل ليست كلها كبيرة بطبيعتها، لكن غياب المعالجة يجعل التفصيل الصغير يتحول إلى أزمة قائمة بذاتها، تشغل الناس وتستهلك جهدهم ووقتهماليمنيون يجدون أنفسهم يوميا غارقين في تفاصيل فرعية، وكأنهم في متاهة بلا مخرج واضح
في هذا التيه، تتحول التفاصيل الصغيرة إلى أزمات كبرى:انقطاع خدمة محلية، خلاف بين طرفين، أو حتى نزاع على منصب محدود… كلها تصبح قضايا وطنية تُستهلك فيها طاقات الناس والإعلام، بينما تغيب الرؤية الكاملة
٢-انعدام الثقة*الثقة منعدمة بين كل قيادات اليمن الكبرى والوسطية والصغيرة
الناس، يكرهون كل القيادات
والقيادات، تكره كل الناس
الناس والمجتمع الدولي يبحثون عن شخصية يمكن أن تتحمل المسؤولية وتوحد الصفوف، وغيابها يضعف الدعم الداخلي والخارجي
٣- فراغ السلطة يخلق أمراء حرب*كما يحدث الآن من سيطرة شخصيات مناطقية أو مليشيات محلية، كلٌّ يملأ الفراغ بطريقته
٤- سهولة الاختراق الخارجي*عندما لا يوجد مركز قرار واضح، يصبح من السهل على القوى الإقليمية أو الدولية أن تدير مناطق الشرعية عبر وكلاء متعددين بدلاً من التعامل مع قائد قوي
**رابعا: أهمية قيادة السرديات**بالتدريج، أصبح الذين يقودون السرديات في اليمن، هم المؤثرون في الوسائط الاجتماعية
وكل مؤثر من هؤلاء يقود قطاعات من الرأي العام في إتجاه مخالف
خصوم الشرعية يستولون على سردياتها*وأحد أخطر مظاهر غياب القيادة اليوم يتمثل في ضياع السردية الوطنية حين تزداد ميوعة السرديات عندما يؤثر الحوثيون الواضحون والمتسترون والانفصاليون في تشكيل الرأي العام لجماهير الشرعية
هذا وضع رديئ للغاية
“قيادة السرديات” مفهوم مهم لكننا لا ننتبه له
١- ما معنى قيادة السرديات؟*تعني: القدرة على صياغة القصة الوطنية الجامعة التي يفهمها الجميع ويتحركون في إطارها
ليست مجرد دعاية إعلامية؛ بل بناء رؤية مشتركة تعطي معنى للأحداث اليومية وتربطها بهدف أكبر
القائد هنا لا يكتفي باتخاذ القرارات، بل يشرحها ويعيد ربط كل تفصيل بالصورة الكلية
٢- لماذا اليمن تحتاج قيادة للسرديات؟*لأن اليمن اليوم تعيش تعدد روايات: كل طرف له قصة خاصة به (الانفصال، الحوثية، الشرعية، القوى المحلية، وحتى التدخلات الخارجية)
هذا التعدد يشتت الشعب ويخلق صراعات جانبية لا تنتهي
قيادة السرديات تجعل هناك “قصة واحدة”: من نحن؟ ماذا نريد؟ وما هي أولوياتنا؟٣- فوائد قيادة السرديات:*أ- تركيز الجهود: الناس يعرفون ما يعملون من أجله (إعادة الدولة، الأمن، الاستقرار…)
ب-تعزيز الثقة: عندما يعرف المواطن لماذا يحدث شيء ما (حتى لو كان صعبا)، فإنه يتقبله أكثر
ج- جذب الدعم الدولي: العالم يفهم القصة من خلال السردية الموحدة، وهذا يسهل بناء التحالفات
د- تقليل تأثير الدعاية المضادة: لأن الناس لديهم إطار واضح يفسر الأحداث
٤- كيف يمارس القائد قيادة السرديات؟*أ- وضع رؤية واضحة ومفهومة: لا شعارات غامضة
ب- التواصل المستمر والشفاف: شرح القرارات بوضوح (إعلام، لقاءات، منصات اجتماعية)
ج- تبني قصة موحدة في كل مستويات القيادة: من الرئيس حتى القيادات المحلية
د- الاستجابة للأحداث مع إعادة ربطها بالرؤية الكلية (مثلاً: “انقطاع الكهرباء ليس مجرد مشكلة فنية، بل جزء من معركة بناء الدولة”)
خاتمة*كيف يصبح الرئيس قائدا فعليا لليمن؟
هذا موضوع آخر
كيف يمكن أن تسمح السعودية والإمارات بوجود قائد فعلي؟
هذا موضوع آخر
كيف يمكن للشعب اليمني أن يصنع قائدا فعليا؟
هذا موضوع آخر
هل يمكن لليمن أن تنتج قائدها، أم سيظل الآخرون هم من يقرر شكل قيادتها؟
الإجابة على هذا السؤال قد تحدد مستقبل اليمن كله