د. عبدالقادر الجنيد : الحوثية بعيون سعودية: فراشة ليلية؟ أم كباش جبلية؟ … وتعليقات بعيون يمنية

منذ يوم

د

عبدالقادر الجنيد بعض تحليلات ومقالات الرأي في الصحف السعودية، تعجبنا كثيرا

عبد الرحمن الراشد، يوم أمس في صحيفة الشرق الأوسط، تعرض لوضع سيطرة الحوثي على اليمنيين ومغامراته مع اسرائيل

ونحن متفقون معه وبكثير من التقدير والإعجاب

وأكمل زميله مشاري الذايدي المهمة اليوم في نفس صفحة الرأي

 عيون سعودية:وسنعتبر كلماتهما بأنها: تحليل الحوثي بعيون سعودية

والأصح بأنها تحليل لبعض العيون السعودية لأننا نقرأ أحيانا تحليلات لا تعجبنا

وهذا طبيعي لأنه ليس من المعقول أن نتوقع أن يعجبنا كل شيئ، فالعيون تختلف والظروف تتغير والمواقف قد تتقلب من الشيئ إلى ضده… وهذا أمر طبيعي ويحدث مع الأشخاص ومع الكيانات ومع الدول في كل مكان وكل زمان

 عيون يمنية:وبالتأكيد نفس الأمر ينطبق على اليمنيين

هناك تحليلات للسعودية بعيون يمنية، وبعضها تعجب أشقاءنا في المملكة وبعضها الآخر تضايقهم بدرجات متفاوتة

ونفس الأمر بالنسبة لتغيرات في داخل نفس الشخص تحدث كنوع من رد الفعل أو الاستجابة الموازية للتغيرات السعودية

أولا: عيون عبد الرحمن الراشدالحوثي واليمنيين١- الحوثية: أقلية عقائديةجماعة مؤدلجة كونها من أقلية صغيرة، لا تتجاوز نسبتُهم السبعةَ في المائة ٧٪؜ فقط من السكان

 ٢- الترويع الحوثيتعتمد على إرهاب السكان بميليشياتها للحفاظ على وجودها في المدن التي تسيطر عليها

 ٣- الحوثي يروض القبائلتقبض على بقية المناطق مستخدمةً شبكة من القوى القبلية المتحالفة معها

وهذه القوى ستتخلَّى عن الحوثي عندما تشعر أنَّه يفقد قدراته العسكرية

 ٤- الحوثية: نسخة داعشية الميليشيا الحوثية تشبه «داعش» و«القاعدة» ولا تبالي كثيراً بخسائرِ المدنيين أو تدمير البنية التحتية

 الحوثي واسرائيل١- مقذوفات الحوثي تصل اسرائيلمقذوفات الحوثي محدودة لا تهدّد كثيراً إسرائيل

ومعظمها لم تصل أهدافَها، وما نجح منها في دخول سماء إسرائيل شلَّ حركتَها الجوية وأرسلَ سكانها للملاجئ لفترة وجيزة

 ٢- فشل ردع اسرائيللم تتمكن اسرائيل من القضاء على الحوثيين في اليمن كما فعلت مع حزب الله في لبنان

وطرح الكاتب السعودي احتمالين لفشل اسرائيل: أ- نقص المعلومات الاستخبارات والجواسيس على الأرضب- عدم رغبة اسرائيل بالقضاء على الحوثيين  ٥- خيال الكاتب عن الحوثيثم أبدع الأستاذ عبد الرحمن الراشد وقدم تصورين بلاغيين: في تصوري الحوثي كالفراشة الليلية التي تلقي بنفسها في النار

تبدو متقدمةً لأنَّها تطلق «درونزات» وصواريخَ

لكن في الحقيقة لا تعدو كونَها من مقاتلي كهوفِ القرون الوسطى أو من الأكباش الجبلية

 ثانيا: عيون مشاري الذايديالكاتب مشاري الذايدي يدخل على الخط

أُعجب الصحفي السعودي المرموق مشاري الذايدي، اليوم في نفس الصحيفة بمقالة زميله يوم الأمس، وأعاد عرضها بالكامل مع افتتان ملحوظ

وأضاف تحليلات أخرى:١- لا نصدق عجز أمريكا واسرائيلهل يُعقل أن أميركا وإسرائيل «عاجزتان» عن اقتلاع الحوثي وخطره

 ٢- أمريكا واسرائيل تستفيدان من الحوثيإذا كان القرارُ الأميركي بعدم إنهاء المسألة الحوثية، جذرياً، ومعه الإسرائيلي، فلماذا ولأجل أي غرض؟ ٣- يريدون بقاء الحوثي لتخويف السعوديةهل وجود الحوثي في اليمن، وهو مُقلّم الأظفار، خارج اليمن؟لكنه كامل الأنياب والمخالب داخل اليمن، أمرٌ مقبولٌ أو مطلوبٌ لدى صانع القرار الأكبر في أميركا وإسرائيل؟ ٤- فائدة شخصية للحوثية من ضرب اسرائيلالحوثي بهذه التحرشات الخارجية، ومهزلة مقذوفاته العظمى وغزواته الكبرى، إنما يخدم نفسه داخل اليمن، بالهروب للأمام، وصناعة شرعية ثورية داخلية، أي أن الحوثي هو المحتاج لهذه المقذوفات العبثية، أكثر من إسرائيل

 ٥- إضافة بلاغية من الكاتب الذايديأضاف الكاتب مشاري الذايدي صورة بلاغية إلى صور زميله عبد الرحمن الراشد: الفراشة الليلية التي تلقي بنفسها في النار و الكبش الجبلي الذي يتبرطع ويتقفز بدون هدفوأضاف تصورا بلاغيا أشد قسوة من عنده: غير أن هذا الكبش العنيد، ليس عصيّاً على مُدية الجزّار، لو أراد التضحية بكبشه

أي أن الحوثي، إنما هو كبش جبلي يعمل لمصلحة أمريكا واسرائيل

وأن أصحاب الكبش يمكن أن يضحيا به وذبحه إذا أرادوا

اليوم، هو يوم وقوف الحجاج في جبل عرفة الذي يأتي معه وفي اليوم التالي عيد الأضحى والتضحيات الكباش، وهو الذي ألهم شقيقنا الكاتب السعودي

 ثالثا: العيون السعودية بعيون يمنيةأنا، لن أسمح لعيوني- هذا اليوم- إلا أن تنظر لما كل ما هو جميل في هاتين العينين السعوديتين

عيون اليمنيين، لا ترى الكثير من الجَمال والحلاوة لا من داخل اليمن ولا من داخل السعودية في السنوات الأخيرة

وأنا سوف أترك اليوم كل ما لا يعجبنا، جانبا وأركز فقط على هذا الجمال وهذا الخيال السعودي

وأريد أن ألفت نظر رئيس المجلس الرئاسي اليمني و إخوانه السبعة إلى أنه يجب الانتباه إلى ينابيع الجمال والخيال السعودي عندما يحدث

ما يحدث من أعضاء المجلس الرئاسي أنفسهم— ضدنا وضد أنفسهم (ولا يعجبنا)— يمكن أن يغيروه بأنفسهم

ما يحدث لأعضاء المجلس الرئاسي من أشقائنا السعوديين — ولا يعجبهم ولا يعجبنا— يمكن أن يتغير

ما يحدث من جمال وخيال في عيون سعودية تكتب عن اليمن، يجب الإحتفاء معه والدخول من خلاله إلى قلب صانع القرار السعودي لاستعمال الخيال في نشر الجمال والسير على طريق النجاة على أرض الواقع داخل اليمن

  خاتمة:أنا، لن أسمح لعيوني- هذا اليوم- إلا أن تنظر لما كل ما هو جميل في هاتين العينين السعوديتين