د. عبدالقادر الجنيد : ترامب ينهي غزة… غزاة وسكان أصليون
منذ 3 ساعات
د
عبدالقادر الجنيد لم تكن خطة ترامب وليدة مكتبه في البيت الأبيض، بل ثمرة عقول متشابكة كلها تدور حول نتنياهو
ساءت سمعة اسرائيل حتى في أوروبا
ثم ساءت سمعة اسرائيل في أمريكا حتى عند ماجا MAGA ما عدا عند الإيڤانجليكاليين المسيحيين وعند المحافظين الجدد وعند ترامب شخصيا
جاءت الفكرة عند ويتكوف و كوشنر و ترامب لإنقاذ سمعة اسرائيل من أعمالها مع الإستمرار بأعمالها
واستدعوا بلير لتدبير خطة لإنقاذ سمعة اسرائيل بدون أن تتوقف عن أعمالها
هذه هي خطة ترامب
**أولا: الثلاثة الذين كتبوا الخطةالذي كتب خطة ترامب، ثلاثة أشخاص: يهوديان وتوني بلير
وهم كلهم متحمسون لإسرائيل وضد فلسطين وضد العرب ١- توني بلير:كان مبعوثا للجنة الرباعية الدولية من ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٥ برواتب ضخمة
وهو تابع للمحافظين الجدد في أمريكا في سياستهم نحو البلاد العربية
وصفوه عندما كان رئيس وزراء بريطانيا بأنه ذيل ذليل poodle لأمريكا (هذا صنف من الكلاب المشهور بحب مالكه)
عندما دمرت اسرائيل غزة وابتدأ حديث ترامب عن ريڤييرا غزة، أصدر وثيقة ”معهد بلير” جاء فيها أن الحرب المدمرة في غزة “خلقت فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في القرن لإعادة بناء غزة وتهجير الفلسطينيين
بلير، سوف يكون حاكم غزة تحت رئاسة ترامب فيما أطلقوا عليه: Board Of Piece محلس إدارة السلام
البعض يسمي خطة ترامب: خطة كوشنر- بلير
٢- جاريد كوشنرهو يهودي، وعندما كان طفلا صغيرا تنازل لناتنياهو عن غرفته لينام فيها لأنه تأخر في الليل وهو يناقش والده
كوشنر، هو الذي عمل كل شيئ لإخراج إتفاق ابراهام الذي طبع العلاقات بين اسرائيل وعدة بلاد عربية التي يفتخر بها ترامب أثناء رئاسته الأولى
كوشنر، يعتبر مستشارا لناتنياهو ولإسرائيل ويتلقى النسخة اليومية لتقارير المخابرات اسرائيل لقادتها
كوشنر، هو زوج إيڤانكا إبنة ترامب
٣- ستيف ويتكوفويتكوف، هو ملياردير يهودي وسمسار عقارات وصديق شخصي حميم للرئيس ترامب، وهو مبعوثه اجتمع مع ناتنياهو إلى كل قضية
ويتكوف، هو همزة الوصل بين ترامب وأغنياء اليهود وكان المسؤول عن إحضار يهود أمريكا إلى حملة ترامب الانتخابية لرئاسة أمريكا في العام الماضي
ويتكوف، اجتمع مع ناتنياهو لمدة ساعتين في مقر إقامته قبل أن يذهب إلى اجتماعه مع ترامب ليصنع الرتوش الأخيرة في ال٢٠ نقطة من خطة ترامب، حسب مزاجه
هذا يعني أنه يمكن أيضا أن نسميها: خطة ناتنياهو
**ثانيا: تهديد حماس والعرب والمسلمين ترامب، قرأ الخطة مع تهديد لحماس بأنه سوف يزيلها من الوحود مع ناتنياهو
وهدد قادة العرب والمسلمين الذين قابلهم قبل إعلان الخطة بأنه سوف يتصرف معهم بنفسه إذا لم تقم قواتهم المسلحة التي وعدوا بإحضارها إلى غزة بتمشيط ما قد يتبقى من حماس
ناتنياهو عقب على ذلك بأنه إذا لم يقم العرب والمسلمون بالواجب فإنه سوف يقوم بذلك
**ثالثا: حبل المشنقة لحماس٣ أيام مهلة لحماسيوم أمس الثلاثاء، هدد ترامب منظمة حماس بمهلة ثلاثة أيام فقط، لتستجيب وتوافق على كل ال٢٠ نقطة في الخطة
حماس مسكينة، وفي وضع صعب، ولم تشارك بأي رأي في الخطة
حماس، تتعرض لضغوط من الرعاة الرسميين قطر وتركيا وكذلك من مصر التي هي مهمة في تقرير مصير فلسطين
حماس، يأمرها ترامب بالامتثال والقبول أو تنتظر حبل المشنقة منه شخصيا ومن ناتنياهو
حماس: أمران أحلاهما مرحماس، تحت الخطر الماحق سواء وافقت أم لم توافق على خطة ترامب
إذا وافقت حماس، سوف يصبح ترامب هو الحاكم في غزة في الحال مع نائبه توني بلير وتنتهي حماس
إذا لم توافق حماس، سوف يصبح ترامب شخصيا هو الحاكم لما يتيسر من غزة ويطلق العنان لناتنياهو ليكمل القضاء على حماس
ربما نستطيع أن نقول أيضا:كأن ترامب لا يريد حماس أن توافق
ترامب، مثل ناتنياهو، يفضل قتل كل شخص في حركة حماس
ويمكن أن نقول أيضا أنهم يتمنون اختفاء كل الفلسطينيين بلمسة عصا سحرية وليس حماس فقط
**رابعا: ناتنياهو حصل على كل ما يريدناتنياهو في حالة عزلة وسمعته سيئة في العالم، ومع هذا أعطاه ترامب كل ما يريد: إطلاق سراح أسرى اسرائيل- استسلام حماس وتسليم فوري للسلاح- وإذا لم يتم هذا فإن اسرائيل معها شيك على بياض لتستمر بالإبادة والتدمير في غزة
ناتنياهو ضغط على العرب وحصل على حق الاحتفاظ بمنطقة عازلة داخل غزة buffer zone والسيطرة على ممر فيلادلفيا للعبور بين غزة ومصر
وإنهاء أي دور لحركة حماس في تسيير أمور غزة
مع استمرار بقاء قوات اسرائيل باقية في غزة، في المستقبل المنظور
وكلام غامض عبارة عن ذر الرماد في العيون على حلم دولة فلسطين، الذي يرفضه نتانياهو
**خامسا: ترامب ينقذ اسرائيل من نفسهابسبب تيك توك TikTok، أصبحت كل ساق مبتورة وكل يد مقطوعة لمدني فلسطيني تظهر على كل شاشة تليفون في سطح الكرة الأرضية
وهذا جعل من عملية محاولة اسرائيل القضاء على مقاتلي حماس المزروعين بين المدنيين، هي نفس العملية التي تجعل اسرائيل منبوذة ومكروهة بين كل شعوب العالم، كما يظهر من نبذها في المسابقات الرياضية وفي جامعات أوروبا وأمريكا وفي مسابقات وحفلات الموسيقى والغناء في كل أنحاء العالم
**سادسا: ترامب أعاد تأهيل ناتنياهو في لحظةشيئ نادر حدث في لحظة قصيرة
بالرغم من عزلة نتانياهو التي كانت ظاهرة عندما اعترفت الكثير من دول أوروبا بدولة فلسطين بالرغم من معارضة وغضب اسرائيل
وبالرغم من إلقاء ناتنياهو لخطابه في الأمم المتحدة أمام كراسي فارغة أخلاها الوفود من كل بلاد العام؛إلا أن ترامب مسح كل هذا الذم والنبذ وأعاد تأهيل ناتنياهو في لحظة
ترامب يخدم ناتنياهوخطة ترامب، التي هي خطة الثلاثي ويتكوف وكوشنر وبلير، والتي هي أصلا خطة ناتنياهو، تعفي من حاجة رئيس وزراء اسرائيل للمتطرفين
يمكن الآن أن يفوز ناتنياهو في انتخابات اسرائيل بأغلبية تجعله تستغني عن المتطرفين للبقاء في منصبه
يستطيع ناتنياهو الآن إنهاء الحرب بالشروط التي يريدها هو ويكسب رضا قادة أوروبا وفي نفس استمرار محاولة القضاء على حماس بدون أن يكون منبوذا من قادة وشعوب العالم
ليس هذا فقط، ولكن يستطيع ناتنياهو أن يقول الآن:اسرائيل مستعدة لإنهاء الحرب الآن وهي تعمل جنبا إلى جنب مع أمريكا ومع كل دولة عربية لتحقيق هذا الهدف، هذا بحسب قول Yaakov Katz ياكوڤ كاتس الباحث في Jewish People Policy Institute معهد الشعب اليهودي لرسم السياسات
وكل هذا لأن ترامب نجح في تقريب قادة العرب والمسلمين لإسرائيل
**سابعا: ترامب يضحك على العرب والمسلمينوالآن، جاء دور دول العرب لتسليم البضاعة لكل من ترامب وناتنياهو
خلال الأيام الماضية، قامت كل من قطر وتركيا بالضغط على قادة حماس وحذروهم بأن هذه هي الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب في غزة
وقالوا لقادة حماس بأنهم إذا رفضوا خطة ترامب، فإنهم لن يستطيعوا بعد هذا بالإستمرار بتقديم العون السياسي والدبلوماسي
(المصدر: نيويورك تايمز) حتى العرب والمسلمون أعادوا تأهيل ناتنياهويوم الإثنين، بعد الظهر، أفتخر ناتنياهو بأن خطة ترامب حققت كل شروطه، واستمتع بسقوط كل الدول العربية والإسلامية في الكيس أو الشوال الذي وضعه ترامب لهم
وحتى السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس دخل إلى قاع الكيس
العرب يشتغلون خدما عند ناتنياهو ترامب، فرض على الدول العربية والإسلامية وخاصة من جيرانها الواجب الأكبر في تنفيذ أعباء الخطة
وإذا لم يسلموا هذه البضاعة، فإن هذا يعطي ناتنياهو الحرية للعودة لإبادة الفلسطينيين بدون أن يتلقى إدانة من المجتمع الدولي ولا من شعوب العالم وبدون أن تنعزل اسرائيل وتتحول إلى دولة منبوذة مكروهة (المصدر: نيويورك تايمز)
ترامب يكلف العرب بواجبات داخل غزةيريد ترامب stabilization force” قوات تسيير شؤون غزة، وقد فرض هذا على مصر والأردن بتدريب شباب فلسطينيين لهذا الغرض
يعرف الجميع أن البلاد العربية سوف ترفض إرسال قواتها إلى غزة لأن هذا سوف يجعلها متواطئة مع أهداف وأغراض ترامب وناتنياهو، وقد قالت مصر بأنها لن ترسل أي قوات إلى داخل غزة قبل الانسحاب الكامل لقوات اسرائيل
لا يمكن أن توافق الدولة ولا الشعب في مصر أو في الأردن، أن تقوم جيوشها بخدمة أغراض اسرائيل وأمريكا داخل غزة
خطة ترامب، تجبر العرب على تحمل الأعباء التي فرضها عليهم وتسمح في نفس الوقت لإسرائيل أن تتباهى بأن دول العرب قد رضخوا لطلباته وأهدافه
وسوف تظهر دائما الفرصة لأن تتملص اسرائيل من أي وضع وتقول:لقد نكص العرب عن تعهداتهم وبالتالي قد قررنا فرض أوضاعا جديدة
هذا سوف يكون مثل ما فعلته اسرائيل مع ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو
**ثامنا: مأزق العرب: الخوف وليس الخيانةالدول العربية، ضعيفة وخائفة
ترامب وناتنياهو، يعرفون ضعف العرب وخوفهم
القادة العرب، يكرهون ناتنياهو وترامب مثل شعوبهم بالضبط وأمريكا واسرائيل يعرفون هذه الكراهية ولكن هذا ليس هو المهم
المهم عند ناتنياهو وترامب هو بث المزيد من الخوف في القادة العرب وانتزاع المزيد
… ناتنياهو لا يكترث بما سيحدث داخل مصر والأردن إذا فرض عليهم قبول تهجير الفلسطينيين إلى بلادهم
القادة العرب، يقولون لترامب أنهم يخافون من تهجير الفلسطينيين إلى داخل بلدانهم أيضا،… وترامب يريدهم أن يدفعوا ثمن عدم التهجير
تهجير الفلسطينيين إلى داخل مصر أو الأردن، يشكل لغما وقنبلة موقوتة قد تتسبب بقلاقل واضطرابات داخل البلدين،… وقد تنازل ترامب عن رغبته السابقة بفرض التهجير ولكنه ينتظر إذعانا من قادة العرب في مسائل كثيرة بالمقابل
القادة العرب، يعرفون الخطر الذي سيحيق بهم وبلدانهم من استمرار إحباط وغضب شعوبهم على ما يحدث لإخوانهم الفلسطينيين وعلى ما يحدث لأراضي العرب ومقدساتهم في فلسطين،… ولكنهم ضعفاء وما بيدهم حيلة ويقبلون من ترامب وناتنياهو ما يكرهون
القادة العرب، يحاولون التزين بمظهر بالحذق والشطارة وأنهم قد اشترطوا قيام دولة فلسطينية مقابل موافقتهم على خطة ترامب،… لكن الشيطان يختفي داخل التفاصيل
… وقد وضع ترامب وناتنياهو الشيطان في كل النقاط العشرين
… ولكن دولة فلسطين داخل الخطة سوف يبحثونها بعد عشرات السنين
**تاسعا: غزاة وسكان أصليونوضع العرب والفلسطينيين لا يختلف عما حدث لشعوب الأزتيك والأنكا على يد الأسبان (في أمريكا الجنوبية) ولا لما حدث للهنود الحمر والإنويت على يد الإنجليز والألمان والفرنسيين (في أمريكا الشمالية) ولا لما حدث للأبورچينيين على يد الإنجليز (في استراليا)
وهذا هو ما يفعله الغزاة الأمريكيون والأوروبيون والإسرائيليون بالفلسطينيين والعرب في الوقت الحاضر
الغزاة، أقوياء ومتشبثون باحتلال أراضي وقهر شعوبهم
العرب، ضعفاء يقاومون ثم يتراجعون ويتراجعون