د. عبدالقادر الجنيد : رسالة إلى سفير الإتحاد الأوروبي … هذا هو ما تحتاجه اليمن

منذ 7 أيام

د

عبدالقادر الجنيد السفير باتريك سيمونيه، ممثل الإتحاد الأوروبي لدي اليمن، التقى بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، يوم أمس

الحديث طويل، وحتى لو كانت هناك تباينات مع رأينا، فلا يوجد بداخل هذه التباينات ما يستدعي الاهتمام

نحن سوف نركز فقط على مسألتين:١- الحل السياسي الأوروبي لأزمة اليمن٢- دعم أوروبا للمجلس الرئاسي اليمني

**أولا: الحل السياسي الأوروبي لأزمة اليمن**يقول سيمونيه أن هناك خريطة طريق من الأمم المتحدة، وأنه يدعمها

خريطة طريق أممية*يقول سيمونيه: الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم مسار السلام الذي تقوده الأمم المتحدة، ويتطلع إلى تقدّم ملموس في «خريطة الطريق» الأممية

هذه أول مرة أعرف أن هناك خريطة طريق  أممية

أنا سمعت عن خارطة طريق سعودية/حوثية

هل سمع أي أحد منكم عن هذه الأممية؟الإجابة: لا يوجد

ما يوجد هو اقتراحات ومناقشات، تقترح العودة إلى يوم تنحي الرئيس صالح ونبدأ من جديد

وهذه ليست خريطة طريق…هذا ملف  في قسم الأرشيف Archived سحبته الأمم المتحدة من الخزانة وأعادت تسميته

الأمم المتحدة تحاول إعادة اليمن إلى نقطةٍ تجاوزهـا اليمنيون ثم وقعوا على نتائجها، قبل أن يأتي السلاح ويقلب كل شيء

”الذي أفشل الأمم المتحدة، في ٢٠١٤، هو السلاح الحوثي

الآن، تعج اليمن بكل أنواع السلاح والميليشيات المسلحة والقادة المسلحون والكانتونات، ويرى السفير سيمونيه بأنه يمكن إعادة اختراع العجلة معهم كلهم وفي وقت واحد ولا يخشى من أي انقلابات مسلحة

نحن نعرف ما يقصده سيمونيه بخريطة الطريق الأممية

في الحقيقة أنا أعرف كل هذه التفاصيل منذ ظهورها وحتى لحظة دفنها

وهي نوع من إعادة كل التفاصيل اليومية للفترة السياسية الانتقالية (٢٠١٢–٢٠١٤) منذ يوم إحلال الرئيس هادي محل الرئيس صالح، إلى الحكومة التوافقية، إلى إعادة هيكلة الجيش، إلى مؤتمر الحوار الوطني

الأمم المتحدة، هي التي أشرفت على كل ما حدث … وهي الآن تريد تكرار كل ما حدث

ما حدث، قبل ١٠ سنوات، قد فشل بسبب وجود قوى مسلحة تعتقد أنها تستطيع  الحصول على اليمن بدون الحاجة لرأي الناس وصناديق الانتخابات

ما تطلبه أوروبا والأمم المتحدة، بحسب رأي سيمونيه،  سوف يفشل أكثر وأكثر لنفس أسباب فشلهم الأول

وأنا كنت أقول عند ميلاد أي اقتراح جديد (يظهر في الوسائط الاجتماعية) من المنظمات ومراكز الدراسات والأمم المتحدة وأوروبا وأمريكا (وهم كلهم في الحقيقة شيء واحد)،:١- هذا إعادة لاختراع العجلة

٢- أي حوار يمني شامل لكل الناس ولكل القضايا— Inclusive & Conclusive— لا يمكن أن يختلف عن مخرجات الحوار الوطني ولا عن وثيقة العهد والإتفاق

وثيقتان تاريخيتان*١- الحوار الوطني — بكل عيوبه — كان أشمل مستوى تفكير سياسي جماعي وصلت إليه اليمن منذ 1962

٢- وثيقة العهد والاتفاق — رغم أنها أقدم — كانت أيضا أعلى نقطة توازن ممكنة بين القوى

بمعنى أدق:العقل اليمني الجماعي سبق الأمم المتحدة بسنوات ضوئية في طرح الحل الشامل

الأمم المتحدة الآن تحاول إعادة النقاش إلى نقطة كانت اليمن قد تجاوزتها أصلا

لا توجد خريطة طريق أممية

يمكن أن نطلق على الكلام المتناثر هنا وهناك: مسار السلام التخيلي الأممي أو إعادة اختراع العجلة

أهداف سيمونيه*ما يطلبه سيمونيه أن تعود الأمم المتحدة إلى ٢٠١٢ وتقوم من جديد بما فشلت به من قبل: (— نزع السلاح— فرض احترام للدستور— حماية العملية السياسية— ضمان عدم انقلاب جديد

)**ثانيا: دعم المجلس الرئاسي اليمني**يقول السفير  سيمونيه: الاستراتيجية الأوروبية تقوم على عنصرين رئيسيين: دعم الحكومة اليمنية، ودعم مجلس القيادة الرئاسي

إذا كنا نحن لا نعرف بالضبط ما نعنيه عندما نتكلم عن المجلس الرئاسي الذي يخصنا نحن، فإننا نريد أن نتأكد أولا  إن كان السفير سيمونيه يعرف أكثر مننا؟ وثانيا إن كان بإمكاننا أن نستفيد منه؟هل المجلس الذي داخل رأس سيمونيه، مختلف؟مجلس الرئاسة في داخل رأس سيمونيه*١- واجهة شرعية سياسية يجب الحفاظ عليها

٢- جسم رمزي يمكن استخدامه في المفاوضات

٣- منصة يمكن تحميلها مسؤولية تنفيذ أي اتفاق قادم

٤- منصة رسمية يمكن تدبيس اليمنيين بقبول أشياء لا ترضيهم

٥- المجلس الرئاسي = قيادة يمنية موحّدة + شريك شرعي + عنوان للحل السياسي

هذه الجملة تكفيهم، حتى لو كانت منزوعة الدقة بنسبة ٩٠٪؜٦- السفير يرى اليافطة ونحن نرى الداخل

الداخل الذي نعرفه ونعاني منه، هو: لا توجد وحدة سياسية، ولا قيادة موحّدة، ولا مؤسسة قادرة على حمل اتفاق، بل مجموعة أجنحة متنافرة تحت سقف واحد

**ثالثا: رسالة ودية للسفير سيمونيه**سعادة السفير، نقدّر اهتمام الاتحاد الأوروبي باليمن وبعملية السلام

ونثمّن حرصكم على التواصل وتوضيح المواقف

اليمن في وضع سيئ وسوف تتدخل كل القوة المؤثرة في الإقليم والعالم في شؤونه سواء قبل أم لم يقبل

واليمن يحتاج دعم العالم لتثبيت الدولة واستعادة مؤسساتها، لأن القوى المحلية — منفردة — لا تستطيع ذلك

هذه الرسالة لك- سعادة السفير، هي لاكتساب ودك وليست لإثارة حنقك

نحن نريد فقط أن نلفت نظرك إلى أوجه الاختلاف بين كلامك وكلامنا

وأنت حر بعد ذلك وتختار ما بدا لك: أما الاقتراب منا أو الاستمرار في طرق الآخرين كما قد حدث من قبل وكما يحدث الآن وكما سوف يستمر بالحدوث في المستقبل

… وأستطيع التأكيد على أنها كلها طرقا مسدودة

نحن لا نطلب منكم الاصطفاف معنا، بل فقط الاقتراب من الحقيقة كما هي على الأرض

هذا هو ما نريده، يا سعادة السفير*اليمن يحتاج مقاربة واقعية:رئيس واحد، قائد واحد، جيش واحد، حلفاء برأي واحد، دولة، قانون، مؤسسات، ردع، توحيد القرار، وإنهاء ازدواج السلاح

السلام لا يُقاس بعدد الأوراق التي تُكتب… بل بعدد البنادق التي تُسلَّم للدولة

نريد دولة تحتكر السلاح والقيادة وإدارة الدولة

أما إعادة تدوير وصفات السنوات العشر الماضية، فلن تنتج سلاما ولا استقرارا

نرحب بأي دور أوروبي يبتعد عن التجميل اللفظي ويقترب من الحقائق الميدانية

ونأمل منكم إعادة تقييم التصوّر الأوروبي عن “المجلس الرئاسي” ومسار السلام التخيلي الأممي