د. عبدالقادر الجنيد : زيارة بن سلمان لترامب… وألعاب سلام الأمر الواقع في اليمن

منذ 2 ساعات

د

عبدالقادر الجنيد غادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، قبل قليل يومنا هذا الاثنين، إلى الولايات المتحدة، في زيارة عمل رسمية

 الكلمة السحرية في المنطقة، هي الأمر الواقع

 زيارة ولي العهد لواشنطن ليست حدثا منفصلا؛ إنها جزء من هندسة جديدة تعيد تشكيل قواعد الصراع في المنطقة، وعلى رأسها اليمن

 أخوه وزير الدفاع الأمير خالد ومعه مستشار الأمن القومي للملك مساعد بن عيبان ومسؤولوا المخابرات السعودية، متواجدون في واشنطن منذ أسبوع في اجتماعات متواصلة مع وزراء الخارجية والدفاع والأمن القومي الأمريكي، وسط انعدام شرح هو أقرب إلى التكتم المقصود في صحف البلدين

هؤلاء قد جهزوا كل شيء لولي العهد

مساعد العيبان، هو الذي ظهر في الصور وهو الذي فاوض ووقع على اتفاق المصالحة بين السعودية والصين

وربما هو أيضا أحد أهم الراسمين لخارطة طريق السعودية مع الحوثيين

 كل زيارة سعودية لواشنطن تحمل ظلالاً على اليمن، ولكن هذه الزيارة تحديدا، وبإعداد وتمهيد من الأمير خالد ومن مساعد العيبان، تأتي في لحظة يعاد فيها تشكيل ميزان القوى، وتُرسم حدود الحروب الباردة في المنطقة

 **أولا: زيارة القائد السعودي لأمريكا** اليوم، تحتل زيارة ولي العهد بن سلمان والزيارة واجهات الصحف في معظم بلدان العالم

 ١- اسرائيل والزيارة*اسرائيل، تقول أن ترامب لا يجب أن يبيع طائرات F-35 الحربية لبن سلمان إلا بعدما يطبع العلاقات مع تل أبيب وبدون شرط حل الدولتين بين اسرائيل وفلسطين

 إسرائيل تمارس منطق الأمر الواقع: التطبيع مقابل لا شيء ٢- ترامب واتفاق إبراهام*ترامب، يريد تطبيع علاقات إسرائيل مع السعودية والعالم الإسلامي، مقابل شيء غامض بشأن دولة فلسطين

 *هذا أهم شيء يريده ترامب

*نحن سوف نراقب كيف سوف يخرج بن سلمان من إلحاح ترامب على ضوء القرار السعودي بأنه يجب أن يكون هناك طريق واضح ومؤكد لتحقيق دولة فلسطين مقابل تطبيع السعودية والعالم الإسلامي مع اسرائيل

*وسوف نراقب تحركات اسرائيل للحصول على التطبيع مع السعودية مقابل لا شيء

 ٣- كرم ترامباوي*ترامب، سوف يتظاهر بالكرم، ويوقع تعهدا بحماية السعودية مشابها لتحالف أمريكا مع دولة قطر، بموجب أمر رئاسي

 ٤- مكاسب داخلية للقائدين*ترامب، قد ضمن من السعودية مشتريات أسلحة ضخمة واستثمارات ضخمة

الزيارة، مجرد تحصيل حاصل بشأن هذه المكاسب

وقد يتم إبراز هذا إعلاميا لإثبات نجاح ترامب في تحقيق مصالح أمريكا

ولإثبات نجاح ولي العهد بمقارنته مع مؤسس السعودية ومؤسس التحالف السعودي الأمريكي الملك العظيم عبدالعزيز آل سعود الذي هو جد ولي العهد

 ٥- حفاوة لأسباب شخصية*ترامب، سوف يبالغ بالحفاوة بالضيف الكبير، لأنه مع أفراد عائلته، ومع صهيره كوشنر

قد ربحوا الكثير

أما مؤسسة ترامب التجارية فقد حصلت على مكاسب ضخمة تقوم بتنفيذها مشاريع مؤسسة Dar Global السعودية التي تنشئ فنادق وملاعب جولف ومشاريع سياحية ضخمة تحت إسم العلامة التجارية لترامب T“ في عدة مدن سعودية وقطر وسلطنة عمان

 ٦- سلام الأمر الواقع في كل مكان

*العدالة والحقوق والاستقرار الدائم

ليست مهمة

المهم فقط، هو تجميد الحروب

 السياسة الرسمية لكل من ترامب وبن سلمان، هي:تجميد الحروب

تجميد الحروب، يعني شيئا واحدا فقط:اعتماد الأمر الواقع

وهذا يعني إعطاء كل طرف في الصراع السيطرة على بما تحت يديه، والضغط عليه لكي لا يحاول انتزاع أي شيء من الطرف الآخر

 **ثانيا: مهارة ولي العهد في حماية المملكة من أمريكا** سوف نستعرض أكبر هموم ولي العهد السعودي الذي هو حماية المملكة خلال العشر السنوات الماضية

هو الذي شن عاصفة الحزم للتخلص من استيلاء الحوثي على حكم اليمن وإحضار العدو الإيراني إلى حدودها الجنوبية

 ١- حماية من ترامب-١*هل كان هناك تهديد خارجي على السعودية، أيام ترامب-١؟الإجابة: نعم

هذا حدث بالضربات الإيرانية على منشآت النفط في البقيق وخرص

{{ هذا أفقد ثقة ولي العهد بحماية أمريكا وترامب-١؟ }} وهذا أدى إلى بداية فكرة ولي العهد بالخروج من صراعات المنطقة

 ٢- حماية من بايدن*هل هناك تهديد خارجي على السعودية أيام بايدن؟الإجابة: هي أغرب إجابة

الإجابة: هي نعم وأن التهديد من أمريكا وليس من إيران

أن التهديد من أمريكا نفسها وليس من إيران

 الرئيس بايدن صرح علنا بأنه سوف يجعل السعودية دولة منبوذة

 وحتى جعل من أمريكا هي الخطر المحتمل على المملكة وليس إيران والمحور الشيعي

 بن سلمان يستعمل روسيا والصين*عدائية بايدن، أدت إلى الإندفاع السعودي نحو الصين وروسيا

وأدى إلى تنسيق السياسة النفطية بين ولي العهد والرئيس بوتين بعد الغزو الروسي لأوكرانيا

وهذا أدى إلى إعادة إدراك بايدن لأهمية السعودية، فقام الرئيس الأمريكي بزيارة الرياض واجتمعا بدون المصافحة والاكتفاء بتلك الصورة الشهيرة بتلامس قبضة اليد تحت حجة تجنب العدوى بڤيروس كوفيد

اجتمع القائدان ولكن لم ينجح بايدن بزيادة ضخ النفط السعودي لتخفيض السعر بغرض إضعاف تمويل المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا

وهدد بايدن ولي العهد بأن هذا لن يمر بدون عواقب

 ٣- الرئيس بايدن واليمن*أزال بايدن قانون تصنيف الحركة الحوثية في اليمن حركة إرهابية أجنبية في الأسبوع الأول ومن رئاسته، وعين مبعوثا رئاسيا أمريكيا- تيم ليدركنج- للضغط على السعودية، هذا، في حينه، كان يعتبر حركة عدائية للسعودية ويصب في صالح إيران والحوثي، وعدائية للغاية ضد الشرعية اليمنية

قام بايدن بترقية الحوثي إلى طرف صراع

وأضفى الشرعنة للحركة الحوثية في اليمن،وأمر بتجميد حرب اليمن

— وكل هذا أدى إلى تغيير رئيس الشرعية اليمنية هادي، واستبداله بمجلس رئاسي

 بالرغم من تعاون السعودية بحماس مع خطط وأفكار بايدن لتجميد حرب اليمن، لأنها تتوافق مع رغبتها الجديدة بالخروج من كل صراعات المنطقة ومن عاصفة الحزم وحرب اليمن

إلا أن ثقة السعودية بحماية أمريكا إلى الحضيض

 ٣- ولي العهد يغري الرئيس بايدن باسرائيل*تهديد بايدن الجديد لولي العهد ، تم إفراغه من محتواه باستعداد السعودية للتطبيع مع اسرائيل مقابل وعد غامض بدولة فلسطينية ومشروع نووي وشراء طائرات F-35 ومشروع نووي سعودي

 بن سلمان يهدئ بايدن، ولكن…*تخلص ولي العهد من جديد من عدائية بايدن، ولكنه رأى أنه لا يستحق أن يأخذ المجد الذي يتمناه كل رئيس أمريكي بتطبيع علاقة اسرائيل مع السعودية، وقرر أن يكون هذا الإنجاز لصالح رئيس أمريكي آخر يكره بايدن وهو ترامب

 ٣- حماية من ترامب-٢*هل هناك تهديد خارجي على السعودية، الآن؟الإجابة: لا

ولكن الثقة بأمريكا مهزوزة

كل رئيس أمريكي، تتقلب سياسته وتتناقض مع السعودية أثناء نفس الرئاسة

وتتقلب أيضا نحو السعودية بطريقة جذرية مع مجيء كل رئيس

لكن لا يوجد ما يهدد السعودية بإلحاح هذه الأيام، لأن ولي العهد قد قام بإنشاء طبقات عديدة من الحماية

 ٤- طبقات الحماية*هذا أدى إلى يقين ولي العهد من ضرورة وجود طبقات من الحماية للسعودية،تبدأ بالتخلص من كل الصراعات إلى درجة الصفر،مع مراضاة الأعداء التاريخيين من إيرانيين وحوثيين،إلى صداقات مع روسيا والصين،وإلى شراء الأمريكيين،وإلى تحالف متين غير مسبوق مع الباكستانيين

 ٥- حلف السعودية مع باكستان*اندفاع الرئيس ترامب في تأييد اسرائيل بالرغم من حرب غزة،جعل ولي العهد يفقد الثقة بالاعتماد على أمريكا بشأن حماية أمن ومصالح المملكة

الحلف مع باكستان، فريد وينص على أن أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على الدولة الأخرى

 لكن من الذي من المتوقع أن يعتدي على المملكة السعودية، هذه الأيام؟هل هي اسرائيل؟ أم إيران؟الإجابة: لا

 أنا في رأيي، أن الفائدة المحتملة الوحيدة من باكستان، هي احتمال أن الحوثيين في اليمن قد يشعرون بأنهم قد أصبحوا محصورين في زاوية ويقومون لاختراقات وغزوات برية على الحدود السعودية الجنوبية

السعودية، معها قواتها وقوات رداد الهاشمي والسلفيين وقوات منطقة جيزان

ولكن مع سياسة طبقات الحماية، فإن السعودية قد تحتاج لقوات برية باكستانية

 **ثالثا: مهارة حماية المملكة من إيران والمحور الشيعي** التهديد الخارجي الوحيد، كان من إيران والميليشيات الحوثية في اليمن

 ١- إتفاق صلح الصين*قد قدمت السعودية مراضاة إيران بإتفاق مصالحة برعاية الصين

اعتراف سعودي بحق إيران بالحصول على مصالح على حدودها في داخل اليمن

جوهر وقلب وروح هذا الإتفاق، هو ألا يقوم الطيران الحربي السعودي بمساندة جيش الشرعية أو جيوش الكانتونات في اليمن مقابل ألا تقوم المقذوفات الحوثية أو الإيرانية بضرب أعماق السعودية

 ٢- درجة الصفر للصراعات وخارطة طريق الحوثي*لا لأي صراع

ابتكر العاهل السعودي مصطلح أن تصل صراعات المملكة إلى درجة الصفر مع كل الدول وكل الكيانات وربما حتى مع كل الكائنات الحية والجماد

 لم تكن هناك حاجة للسعودية أن تقوم بعملية مراضاة للحوثيين بعد إتفاق الصين مع إيران، ولكنهم قدموا هذا على طبق من فضة ومجانا لعبدالملك الحوثي

 ٣- لغز الألغاز*كيف تغلب ولي العهد على أكبر هواجس المملكة الذي هو عدم إنشاء نسخة من حزب الله اللبناني على حدود السعودية الجنوبية؟هذا سوف يظل قنة الحيرة ولغز الألغاز

لكن يمكننا القول بأن السعودية لم تراضِ الحوثي حباً فيه، ولكن رضوخا لأحكام الأمر الواقع تلك الأيام

 وربما تكون المملكة قد خرجت من هذه الحيرة، هذه الأيام، وعادت لرفضها للحركة الحوثية

 ٤- مباركة أمريكا لمراضاة الحوثي*امتعض الرئيس بايدن من مبادرات ولي العهد السعودي في كل اتجاه بدون مشاورته أو أخذ الإذن، ولكنه بارك المراضاة لأن ما قد حدث هو نفس ما يريده

كان الرئيس بايدن هو أول من استعمل مصطلح تجميد حرب اليمن- ولهذا باركت صلح الصين، وكذلك تلك المراضاة والشرعنة لحركة التمرد الحوثية، وخارطة الطريق

 الذي أفسد هدية خارطة الطريق هو بلاهة أو بطولة الحوثي عندما أغضب أمريكا بمهاجمة السفن في البحر الأحمر واسرائيل أثناء اندلاع حرب غزة

 **رابعا: قواعد صراع السعودية مع المحور الشيعي** ١- صراع غبي وعبيط*هناك صراع سني-شيعي تاريخي قديم وجديد، أبله وعبيط ومقيت

إنهم يحاربون بعضهم تحت دعاوي حماية فلسطين بدون ردع اسرائيل ولا حماية فلسطين

كل ما نجحوا به هو تدمير أربعة بلاد عربية وقتل مئات الألوف وتشريد الملايين

 ٢- الخصومة فعلية*بالتأكيد المحور الشيعي، يعتبر السعودية خصما لدودا

وكذلك السعودية، تعتبر المحور الشيعي بقيادة إيران خصما لدودا

 ٣- مراضاة المحور الشيعي عندما كان في القمة*هناك فترة كانت إيران قوية والسعودية ضعيفة

والثقة بأمريكا، ضعيفة

عندها قامت السعودية بإنزال الصراع مع المحور الشيعي إلى درجة الصفر

 كانت إيران في عز قوتها وتسيطر عسكريا على أربعة دول عربية (سوريا ولبنان والعراق واليمن)

 في مواجهة قوة إيران وعدم الثقة بحماية أمريكا، تراجعت السعودية وقامت بمفاجأتنا ومفاجأة أمريكا، بالآتي: *مصالحة إيران في الصين،*تقديم خارطة الطريق هدية للحوثيين في اليمن،*إعادة سوريا لجامعة الدول العربية، *إعادة تأهيل الرئيس بشار الأسد

 ٤- إدارة الظهر السعودي للمحور الشيعي وهو يهبط إلى الحضيض*تم ضرب إيران وحزب الله وسوريا من قبل اسرائيل وأمريكا

 لن تسمح اسرائيل ولا تركيا ولا السعودية ولا أمريكا ولا نظام حكم الشرع لعودة إيران ولا للطائفة العلوية بالعودة للسيطرة على سوريا

وهناك تهديد وتخويف اسرائيلي أمريكي للكيانات الشيعية في العراق

وهناك ضغط اسرائيلي أمريكي على الحوثيين في اليمن

السعودية، الآن، تشعر بالأمان

وهذا يعني عمليا:١- دعم المملكة الكبير لنظام الرئيس الشرع في سوريا

٢- تخلي السعودية عن الحاجة لمراضاة الحوثيين والتخلي عن خارطة الطريق

 **خامسا: سلام الأمر الواقع في اليمن** سوف تبقى اليمن تحت سياستين لا مفر منهما:١- تجميد الحرب٢- سلام الأمر الواقع الأمر الواقع هو سلام الأقوياء، حين يقرّرون أن كلفة العدالة أعلى من كلفة تثبيت الخراب

الأمر الواقع هو السلام الذي يُجمِّد الحروب ويُبقِي أسبابها حيّة السعودية، لم تعد خائفة من إيران ولا من الحوثيين

ولكن الصورة العامة قد تغيرت

وقد تغيرت سياسة كل من السعودية وأمريكا تجاه اليمن

 في ٢٦ مارس ٢٠١٤، عند انطلاق عاصفة الحزم، كانت رغبة الرياض وواشنطن هي التخلص من الحوثيين في اليمن بأسرع وقت ممكن

اليوم، لا تهتم البلدان ولا تشعران بضرورة ملحة للتخلص من الحوثيين

يمكن أن يبقى الوضع الحالي من الأمر الواقع، ولو لعشرات السنين

 حيثيات الأمر الواقع في اليمن**١- قيادة الشرعية، هم قيادة بالإسم فقط*هم عبد المأمور وسوف يوافقون على ما تريده السعودية والإمارات وأمريكا

وهذا يعني قبول الأمر الواقع

 ٢- شرعيون مرتاحون*الأعضاء الرئاسيون- كأشخاص- مرتاحون

ولا يوجد عليهم أي ضغط مبدئي أو عقائدي أو شخصي أو داخلي أو خارجي للتخلص من سلام الأمر الواقع

 هؤلاء مرتاحون لأن لا أحد يطلب منهم إنجاز أي شيئ

 ٣- الحوثي، متألم ومبسوط من الأمر الواقع*الحوثي، يعاني من الضيق وخيبة الأمل من ضياع خارطة الطريق،ويعاني من الحسرة لضياع أوراق ضغط تهديده في ضرب العمق السعودي

لكن الحوثي مبسوط من أشياء أخرى كثيرة

 ٤- الحوثي في مارب، مبسوط من الأمر الواقع*قد يتهيب الهجوم والإستيلاء على الثلاثة المديريات الباقية في مارب والتي بداخلها النفط والغاز لأن هذا مقامرة وقد يغير أساسيات الأمر الواقع من وجهة نظر السعودية

 ٥- الحوثي، في تعز، مبسوط من الأمر الواقع*قد استولى على المصانع

ويكتفون بالتنديد بالحوثي عندما يقصفهم أو يقنص أطفالهم في الشوارع

 ٦- الحوثي في المخاء، مبسوط من الأمر الواقع*كانتون المخاء، كانتون يسالمه ويهتم بتعز أكثر مما يهتم به

 قد أعطوه ١٠٠ كيلومتر على ساحل البحر الأحمر مجانا،ولا يحاولون التوجه نحو مدن زبيد أو الحديدة أو منطقة البرح في تعز

 كانتون المخاء، مهتم أكثر بالانتشار في تعز وفي تربة الحجرية وفي منطقة بني عمر

  ٧- الحوثي في الجنوب، مبسوط من الأمر الواقع*الحوثي، مبسوط لأنه قد منع بالمسيرات تصدير نفط الجنوب في حضرموت وشبوة وأوقف تصدير غاز مارب من بلحاف في شبوة

الحوثي، مبسوط لأن الجنوب ليس منصة لانطلاق الشماليين للزحف على مناطقه

 ٨- إيران، مبسوطة من الأمر الواقع*إيران، ترى أن الحوثي يمكنه تدبير أموره بنفسه ويستمر على نفس الوضع حتى تتبدل الظروف وتستطيع العودة لمعاونته

 إيران، مطمئنة على الحوثيين بسبب تفكك أعضاء المجلس الرئاسي، وبسبب تناقضات الكانتونات داخل الشرعية اليمنية، وبسبب اطمئنان السعودية بزوال الأخطار عليها في اليمن، وبسبب عدم ثقة المملكة بقادة اليمن

 إيران تؤيد الحوثي، وسوف تستمر بمعاونته بتهريب سلاح وأموال وحتى ولو من بعيد

إيران، تؤيد سلام الأمر الواقع في اليمن حتى ولو بدون خارطة طريق بين السعودية والحوثي

 ٩- الإمارات، مبسوطة من الأمر الواقع*تسيطر على عدن والمخاء ومضيق باب المندب وسقطرى، ولا يوجد تهديد جدي على هذا الأوضاع

اليمنيون، في الكانتونات التابعة لها أدوات جيدة ويرفعون شعارات ضد الحوثي ومع الانفصال بينما أكثر ما يفعلوه عمليا وعلى أرض الواقع هو مضايقة تعز

 ١٠- ملايين اليمنيين يكرهون الأمر الواقع*الذين يرضون بالأمر الواقع، هم ألوف من الناس معهم مفاتيح الأمر الواقع

ومعهم مكاسب ومصالح

 الكارهون للأمر الواقع هم ٤٠ مليون يمني، جائعون أو نازحون أو مشردون ولكن ليس بأيديهم أي حيلة أو أي قدرة على التغيير

 وهم يراقبون باهتمام زيارة القائد السعودي للقائد الأمريكي وهم يكرسون معا أمرنا الواقع في اليمن

 وهناك اعتقاد يقترب من درجة اليقين من أن ولي العهد السعودي ومعه صديقه الرئيس الأمريكي، لن يجتهدا في بحث مسألة الخروج من تجميد الحرب ولا تغيير قواعد سلام الأمر الواقع في اليمن

 خاتمة*السلام الذي يصنعه الأقوياء لأنفسهم، يدفع ثمنه الضعفاء لعشرات السنين

سلام الأمر الواقع لم يُصنع ليمنَح اليمنيين دولة، بل ليمنح الآخرين راحة البال

كل طرف حصل على ما يريد… ما عدا اليمني الذي يريد دولة

اليمن اليوم ليس ضحية مؤامرة، بل ضحية “راحة بال الآخرين