د. عبدالقادر الجنيد : مصير اليمن: أي استقرار ينتظر البلاد؟
منذ 14 ساعات
د
عبدالقادر الجنيد ما هو مصير اليمن، في ظل الظروف السائدة الحالية؟سنبدأ بتوصيف الوضع الحالي، ثم نُعرِّف معنى الاستقرار، وبعد ذلك العوامل التي تعيق التوصل لحالة الاستقرار
في النهاية سوف يظهر بوضوح مصير اليمن
ضياع اليمن بين الإتهامات والترندات* اليمن، دائخة بين تبادل الإتهامات وصرعات الترندات
تفاصيل صغيرة، بلا نهاية
وتصبح التفاصيل، ترندات والشاغل الأول لليمنيين
ونتوقف عندها عن البحث في مصير اليمن
**أولا: ما هو توصيف وضع اليمن، اليوم؟**الوضع رديئ للغاية
لا أتوقع وجود أي خلاف على توصيف وضع اليمن الحالي:١- جوع٢- عطش٣- نزوح وتشريد٤- صراع بين الحوثيين وبين باقي اليمنيين المنقسمين٥- حرب أهلية مجمدة٦- تأثير السعودية والإمارات وإيران وأمريكا
**ثانيا: ما هو تعريف الاستقرار في اليمن؟**ما هو تعريف الاستقرار الذي يمكن أن تأمن وترتاح اليمن بداخله؟هنا سوف يبدأ الخلاف
اليمنيون، مختلفون على تعريف الاستقرار
الغالبية العظمى من اليمنيين، يؤمنون أن الاستقرار لن يتحقق إلا بالأوضاع التالية:١- دولة واحدة مع سلامة حدود أراضيها وجزرها
٢- قائد سياسي واحد
٣- جيش يمني واحد من كل أبناء اليمن
٤- سيادة القانون والدستور
٥- تبادل سلمي للسلطة
٦- توقف تأييد السعودية والإمارات وإيران لأتباعهم
٧- تعامل السعودية والإمارات وإيران الحصري مع رئيس اليمن٨- أمريكا، يجب أن تراعي مصلحة شعب اليمن وليس أهدافها الخاصة
مصير اليمن*بعدها سوف نستعرض العوامل المؤثرة في مصير اليمن، التي هي:قوة الحوثيين— انقسامات الشرعية— السعودية— الإمارات— إيران— أمريكا— اسرائيل— شعب اليمن
**ثالثا: قوة الحوثيين**الحوثيون في جهة وكل باقي اليمنيين في جهة أخرى
الحوثيون، هم الأقوى أما باقي اليمنيين فهم متشرذمون
١- انقسام اليمنيين*اليمنيون متفككون، يزودون الحوثي بالقوة
اليمنيون، يكرهون الحوثي ولكنهم منقسمون متفككون
كل اليمنيين، لم يجربوا حتى الآن ممارسة الصراع ضد الحوثي في وقت واحد ومن خلال كل الجبهات لأنهم بدون قيادة واحدة
٢- قائد واحد*أكبر عوامل قوة الحوثيين، هي أن معهم قائد واحد سياسي وعسكري وعقائدي
القائد الواحد، يعني معهم صانع للقرار في التوقيت الذي يخدمه شخصيا ويخدم أهدافه
٣- المناطقية*الحوثيون، أيضا معهم قدرتهم على إثارة الحماس في العنصرية السلالية والقبلية والمناطقية وتأجيج مشاعر الشمال للسيطرة على الوسط والشرق والجنوب
{{ لا يمكن أن يتحقق استقرار اليمن مع تواجد الحركة الحوثية المسلحة }}**رابعا: انقسامات الشرعية اليمنية**داخل الشرعية، هناك انقسامات مريعة مخيفة يحاول الجميع التهوين من شأنها بالرغم من أن قادة هذه الانقسامات الشرعية هم أنفسهم يؤججونها في نفس الوقت
المفروض أن كلمة الانقسامات تتناقض في المعنى مع كلمة الشرعية
وتحت كل انقسام، يوجد قائد
وكل قائد انقسام، يوجد معه جيش خاص بإسماء لامعة براقة
وكل انقسام مع القائد أو مع الجيش الخاص، يتبعون الإمارات أو السعودية ولا يأتمرون لوزير دفاع اليمن الشرعية
الأسماء الشائعة لهذه الانقسامات، هي الكانتونات أو الإقطاعيات العسكرية
دولة الإمارات، هي المخترعة والرائدة في صناعة الكانتونات، أما المملكة السعودية فهي معها اختراع الألوية العسكرية السلفية واختراع التحالفات القبلية الجامعة حتى في المناطق التي لا توجد بها نظم العصبيات القبلية القائمة على الداعي والمغرم
{{ لا يمكن أن يتحقق استقرار اليمن مع تواجد الانقسامات المصنوعة خارجيا }}{{ لا يمكن أن يتحقق استقرار اليمن مع تواجد الكانتونات المسلحة الإماراتية ولا مع الألوية العسكرية السلفية السعودية }}**خامسا: انعدام قائد الشرعية**الشرعية، تحتاج لأن يكون معها قائد واحد فقط
نُكرر: قائد واحد فقط
وهذا القائد الواحد يصمم على ممارسة وظيفته من داخل اليمن
ممارسة رئيس اليمن لوظيفته داخل اليمن، لا يمكن أن تتم إلا بموافقة ومساعدة الإمارات والسعودية اللاتي يتحكمن بالكانتونات العسكرية والألوية العسكرية السلفية، ويمولون مكونات سياسية رسمية وغير رسمية عديدة
مهمة القائد اليمني الواحد:**١- إعلان أهداف اليمن*العمل على تحقيق أهداف اليمن المذكورة التي سوف تحقق الاستقرار، والتي نعيدها ونكررها هنا: يمن واحد- قائد واحد- جيش واحد- سيادة القانون- تحالف يتعامل حصريا مع رئيس اليمن
{{ لا يمكن أن يتحقق استقرار اليمن بدون القائد الواحد الواضح الأهداف }}٢- كسب عقول وقلوب شعب اليمن*وضوح قائد اليمن الواحد، يمكن أن يكون أول خطوة لكسب ثقة واحترام شعب اليمن
إذا اكتسب القائد اليمني الواحد ثقة واحترام شعب اليمن، سوف يستطيع بعدها اكتساب احترام الإمارات والسعودية
وعندها فقط سوف يستطيع التعامل مع قادة الإمارات والسعودية
{{ لا يمكن أن يتحقق استقرار اليمن بدون وجود القائد الذي يكسب ثقة واحترام شعب اليمن }}٣- استحالة توحد اليمنيين*أنا أرى استحالة كاملة مطلقة لتوحد اليمنيين في ظل التدخلات الإماراتية والسعودية
من المستحيل أن يتوحد اليمنيين، في ظل الكانتونات الإماراتية والألوية العسكرية السلفية السعودية
الكانتونات، هي “مناطق نفوذ مسلحة شبه مستقلة، لا تخضع للسلطة المركزية”الألوية العسكرية السلفية، هي “قوى مسلحة ذات ولاء خارجي مباشر، لا ترتبط بسلسلة قيادة وطنية واضحة”وعلى هذا لا يمكن أن يتوحد اليمنيون في ظل هذه الكانتونات والألوية العسكرية
وبالتأكيد فإن هذا سوف يحتاج الكثير من تحسن طباع وأساليب ونوايا ووضوح الإمارات والسعودية
{{ لا يمكن أن يتحقق استقرار اليمن بدون موافقة الإمارات والسعودية }}٣- إيران واسرائيل وأمريكا*إذا اختفت انقسامات اليمنيين وحلوا على القائد الواحد الحائز على ثقة واحترام اليمنيين، فإنه سوف يستطيع التعامل مع الإمارات والسعودية، وسوف ينجح من التخلص من خطر الحركة الحوثية
وبعدها، سوف تختفي تأثيرات إيران وإسرائيل وأمريكا في الشأن اليمني تلقائيا
خاتمة*استقرار اليمن يبدأ من قيادة واحدة حائزة على ثقة الشعب، يتعامل معها جيران اليمن حصريا دون وسطاء ولا مشائخ ولا جيوش موازية، وعندها فقط تُطوى صفحة الانقسام والتبعية