د. عبدالقادر الجنيد : معضلات الشرعية والتغلب عليها … الرئيس والمجلس والسعودية
منذ 7 ساعات
د
عبدالقادر الجنيد تعريف المعضلة:سوف نستعمل المعضلة هنا بمعنى العوائق أو الحواجز أو المصاعب التي تحتاج لمجهود خارق للتغلب عليها للوصول إلى الهدف ونقطة الأمان
دولة الشرعية اليمنية، ضائعة ومكبلة بالعوائق والمعضلات
ونحن نؤيد فكرة و مبادئ و أهداف الشرعية اليمنية
… ونريد حمايتها من الضياع
المصلحة العليا لليمن*نحن نرى أن أهداف الشرعية، أي تنفيذ المرجعيات الثلاث هي المصلحة العليا لليمن
ونرى أنه لا يوجد ضمن الخلطات العجيبة من المعضلات الحالية، ما يخدم المصلحة العليا لليمن
هذه المعضلات، هي نفسها التهديدات للمصلحة العليا لليمن
الحوثية، الانفصال، الكانتونات، المجلس الرئاسي، الجيوش الميليشياوية، المحاصصة، المناصفة، الانفصال، الحوثية؛… هؤلاء كلهم، لا يخدمون المصلحة العليا لليمن
عندما نختلف مع أي شخص ومع أي كيان أو قوة تتعامل مع الشأن اليمني، فإنما هذا يكون من باب محاولة خدمة الشرعية ضد من يؤذيها ومحاولة حماية المصلحة العليا اليمن
هناك من يعتبر أن العوائق والمعضلات التي صنعوها لليمن إنما هي لخدمة اليمن
وأننا يجب أن نوحد الصف معها بالرغم من أضرارها وأخطارها
وهذه هي إحدى جوانب الوجع والألم في أزمة اليمن
المشكلة المؤلمة التي تواجهنا، هي أن أذية الشرعية كثيرا ما تأتي من داخلها، وهذا يسبب الضيق لأننا من جهة لا يمكن أن نسكت عمن يؤذي الشرعية… وهذا سوف نستمر به مهما حصل
ومن جهة أخرى لا نريد أن نزيد نحن الضرر الواقع على الشرعية… وهذا بالتأكيد لا يمكن أن يحدث منا
قد تبلور الفهم عندنا إلى أن:المكاشفة، مفيدة
الصراحة، مفيدة
اللياقة، مفيدة
الشجاعة، مفيدة
مجهود اليوم، هو المكاشفة بصراحة ولياقة وشجاعة لمعضلات الشرعية
معضلات الشرعية:*هذا هو ترتيب معضلات الشرعية، كما نراها
١- مهمة الرئيس
٢- معضلة المجلس الرئاسي
٣- السعودية
٤- الكانتونات
٥- الإمارات
٦- الحكومة- الدولة
٧- الانفصال٨- كسب عقول وقلوب الناس
٩- حشد الشعب
١٠- المواجهة المصيرية مع الحوثي
إذا تم حل المعضلات الثلاث الأولى: الرئيس — المجلس الرئاسي — السعودية،فإن تجاوز المعضلات السبع التالية سوف تصبح مجرد عمليات بذل جهد وعمل يومي دؤوب
**أولا: معضلة مهمة الرئيس**الرئيس يحتاج إلى استقلال قرار لا استقلال عن الحلفاء، أي أن يعرف كيف يقول “نعم” و”لا” في الوقت المناسب
لكن مع المحافظة على الحلفاء
— عليه أن يأخذ زمام المبادرة بدل الاكتفاء بإدارة يومية للأزمات
— مؤسسة الرئاسة يجب أن تتحول إلى عقلٍ استراتيجي، لا مكتب لا يستطيع حتى متابعة الأحداث
— نجاح الرئيس يبدأ من ترتيب بيته الداخلي: فريق كفء، محدد المهام، يعمل بعقيدة “المصلحة العليا”
١- إتخاذ القرار*مهمة الرئيس هي أن يتخذ القرار، وحده
صناعة القرار، ليست مهمة الرئيس
صناعة القرار، هي مهمة راسمي سياسات الشرعية لتخدم أهداف الشرعية والمصلحة العليا لليمن
الخبراء والمستشارون والدهاة، يبحثون المشكلة من كل جانب ويضعون عدة قرارات، مع شرح مزايا وعيوب كل قرار ليختار الرئيس القرار المناسب ويتحمل المسؤولية ويتابع التنفيذ
المستشارون، يجب أن يكونوا متفقون مع الرئيس فقط على أهداف الشرعية وعلى تعريف مصلحة اليمن العليا
٢- مؤسسة الرئاسة*المستشارون، يجب ألا يحرصوا على إرضاء الرئيس وألا يخافوا من فقدان ود الرئيس
والرئيس، يمكن أن يغير أو يضيف لمستشارية كما يشاء
المستشارون، مسؤوليتهم، هي:جمع البيانات والمعلومات واستعمال علوم السياسة والاجتماع والاقتصاد والإدارة وأنظمة الحكم،ثم الفهم والتحليل للمشكلة،ثم التخطيط وتحديد الأدوات والكوادر والميزانيات اللازمة لصناعة كل قرار،ثم المفاضلة بين القرارات،ثم يقدمون للرئيس الخيارات، ليتخذ القرار المناسب— لكل مشكلة أو معضلة— الذي يخدم المصلحة العليا لليمن على مسؤوليته هو
المعضلة الأولى أمام الرئيس، هي كيف يمكن أن يصبح:الرئيس الذي يخدم المصلحة العليا لليمن
**ثانيا: معضلة المجلس الرئاسي**أصلا، معضلة المجلس الرئاسي، هو سبب عدم وجود رئيس
والمجلس الرئاسي، سببه هو معضلات السعودية والإمارات
البعض، يقول أن المجلس الرئاسي، إنما سببه هو الميليشيات والكانتونات، واعتماد الأمر الواقع والحقائق على الأرض التي كانت موجودة من قبل، وهذا كله غير صحيح
كل هذه المسميات والتحليلات والتفسيرات ليست يمنية، لأنها كلها من صنع السعودية والإمارات
معضلة المجلس الرئاسي، تحتاج أولا حل معضلة الرئيس وتزويده بمؤسسة رئاسة
معضلة المجلس الرئاسي، والجيوش الميليشياوية،والكانتونات، هي كلها الأمر الواقع والحقائق على الأرض التي جناها علينا حلفاؤنا وما جنيناها نحن على أنفسنا بأيدينا
كلها، تحتاج تفكير وتدبير من الرئيس ومؤسسة الرئاسة عن كيفية التفاهم مع السعودية والإمارات، باستعمال المكاشفة والصراحة واللياقة والشجاعة، على أساس التعامل مع الإشكاليات التالية:— المجلس لم يُبنَ على تكامل الكفاءات بل على توازن الولاءات
— غياب آلية واضحة لاتخاذ القرار جعله منتدى لا مؤسسة
— المجلس يمكن أن يتحول إلى مصدر قوة إذا أعيدت صياغة صلاحياته وضُبطت العلاقة بين أعضائه والرئيس
— يجب إنهاء وهم أن المجلس بديل عن الرئيس؛ فهو أداة تنفيذ لا مركز قيادة
**ثالثا: معضلة السعودية**سواء أعجبنا أم لم يعجبنا، السعودية قد أصبحت معضلة وأمر واقع في نفس الوقت
المملكة السعودية، هي الأمر الواقع
في الوقت الحاضر، الذي لا يمكن أن يتخطاه أي رئيس يمني يقرر مواجهة كل معضلات اليمن
السعودية، لن تسمح بأن يتقرر خروج اليمن من معضلاتها الحالية بدون رغبتها… وهي تملك القدرة على هذا
لكن السعودية، أيضا لا تريد أخطارا ولا غرامات ولا تهديد لمصالحها الحيوية العليا… وهذا حقها
ولكن السعودية، ليست جمعية خيرية… وهذا مفهوم
ولكن السعودية، قد قررت إدارة المشكلة اليمنية وليس حلها… وهذا لا يناسبنا
لن يتغير موقف السعودية إلا إذا كان هناك وضع داخل اليمن، لا يورطها في مشاكل ولا يعرضها لأخطار، وفي نفس الوقت يجعلها مستفيدة ويقدم لها المصلحة السعودية أولا،ثم لا مانع عندها بعد ذلك من أن تكون هناك مصلحة لليمن
وهذه من المعضلات التي يجب أن يجتازها الرئيس، إذا نجح في حل معضلته أولا
يمكننا الدخول في دماغ السعودية ونستنتج الطريقة التي يجب أن نتعامل بها مع المملكة:— السعودية بحاجة إلى شريك يمني موثوق لا تابع مضطرب
— لا يمكن إقناع الرياض بتغيير سياساتها عبر الشكوى، بل عبر مخرجات يمنية منضبطة ومسؤولة
— على الرئيس أن يقدّم مشروعًا يمنيًا ناضجًا يجعل السعودية ترى في اليمن استقرارًا وليس عبئًا
— الخطأ الأكبر أن تبقى العلاقة مع السعودية ملف مجاملة بدل أن تكون ملف شراكة استراتيجية منظمة ومكتوبة
— لا داعي لتوزيع اللوم على الأخطاء السعودية أو اليمنية في الفترة الماضية لأن الناس يضيقون ذرعا من هذا
دراسة الأخطاء الماضية ممكنة من باب الاستفادة وعدم تكرارها
**رابعا: المعضلات السبع الباقية**إذا نجح الرئيس، باجتياز معضلة نفسه كرئيس، وباجتياز معضلتي مجلس الرئاسة والسعودية، فإن كل المعضلات السبع الباقية، سوف تختفي إما بنفسها، أو بجهد الرئيس، أو بالتوازنات الجديدة أو بالإعتماد على الشعب اليمني
١- معضلة الكانتونات*الكانتونات وُلدت من الفراغ الإداري والأمني الذي تركته الشرعية ومن الجهد النشط للإمارات وبمرور الوقت دخلت السعودية إلى سيرك وملاهي الكانتونات اليمنية
— توحيدها لا يتم بالقوة، بل بخلق مركز جاذب في القيادة الشرعية يجعل الجميع يثق ويشارك
— يجب إعادة تعريف “المحلية” لتصبح لامركزية تنموية لا انقسام سياسي
— الرئيس قادر على تفكيكها إذا بدأ بتفكيك أسبابها: انعدام الثقة، وغياب العدالة، وتوقف الخدمات
٢- معضلة الإمارات*الإمارات ليست عدوة بالضرورة، لكنها تتحرك بمصالح مختلفة عن السعودية واليمن
— التعامل معها يتطلب حوارًا صريحًا دون اتهام أو خضوع
— الرئيس بحاجة إلى توضيح الخط الأحمر: لا شريك يمني خارج الشرعية
— الإمارات يمكن أن تتحول من معضلة إلى رافعة إذا جرى إعادة ضبط العلاقة على أساس المصالح المشتركة المشروعة
— ويمكن للرئيس أن يستعين بشقيق أو صديق
٣- معضلة الحكومة – الدولة*الحكومة، هي ذراع الدولة في تسيير أمور الحياة والمعيشة والشعب كل ساعة وكل يوم
الحكومة الغائبة، تضعف الرئاسة في قدرتها على ممارسة السياسة مع القوى والحلفاء وعلى تجاوز المعضلات الأخرى
الحكومة الحالية لا تنفذ ولا تحكم، لأنها بلا صلاحيات مالية وأمنية حقيقية
— يجب تحويلها من حكومة منفى إلى حكومة أداء: حتى لو كانت مؤقتة، فالأداء هو الذي يعيد الثقة
— بناء الدولة يبدأ من الوزارات الثلاث المحورية: المالية، الداخلية، والخدمة المدنية
— لا دولة بلا نظام رواتب منتظم، وقضاء مستقل، وخدمة مدنية نظيفة
٤- معضلة الانفصال*— الانفصال ليس نتيجة كراهية الشمال، بل نتيجة غياب الثقة بعد سنوات من الفساد والخذلان
— مواجهة الانفصال لا تكون بالشعارات، بل بإعادة بناء الجسور السياسية والتنموية
— الوحدة تُصان بالقانون والعدالة لا بالقوة أو العاطفة
— الجنوب يحتاج ضمانات دستورية حقيقية كي يشعر أن الوحدة تحميه لا تبتلعه
— حتى الشمال يحتاج نفس الضمانات الدستورية الحقيقية التي تحميه من القبلية والمناطقية والسلالية والعسكرتارية
٥- معضلة كسب العقول والقلوب*الشرعية فقدت “الرمزية الأخلاقية” التي كانت سلاحها الأهم
كنا نهيم ونحلق بين السحاب من كلمة الشرعية ثم تولى الصدارة في حكم الشرعية من الذي لم يكتسب ثقتنا وأقد الكثيرين حب وتأييد الشرعية
— تحتاج إلى خطاب وطني جديد يخاطب الناس بلغتهم لا بلغة المؤتمرات ومواضيع إنشاء طلبة المدارس
— يجب أن تُظهر فرقا ملموسا في حياة الناس: أمن، راتب، احترام
—الإعلام الوطني يجب أن يتحول من بوق سياسي إلى منصة إقناع وتنوير
في الحقيقة إذا كانت هناك أعمال فعلية بدلا من الاجتماعات فنحن لا نحتاج لإعلام
العمل هو أفضل إعلام
٦- معضلة حشد الشعب*الشعب، في الأصل كان في حالة استنفار لحماية الشرعية، ولكن سوء أداء الشرعية أصابه بالإحباط
الشعب لا يتحرك بالشعارات، بل بالرؤية والقدوة
— لا يمكن حشد الناس ما لم يشعروا أن القيادة تعرف إلى أين تمضي، وأنها لن تخذلهم وهم في منتصف الطريق
— تعبئة الشعب تبدأ من إعادة الثقة بالمؤسسات
— الحشد الحقيقي هو انخراط الناس في مشروع الدولة لا في معارك الفصائل والأحزاب ومهاترات الوسائط الاجتماعية
٧- معضلة المواجهة مع الحوثي*— المواجهة ليست عسكرية فقط، بل فكرية وإدارية واقتصادية
— الحوثي يستفيد من ضعف الشرعية أكثر مما يستفيد من الدعم الإيراني
— لا يمكن كسب الحرب قبل كسب المركز السياسي الموحد في الشرعية
— النصر الحقيقي هو كسر مشروع الكهنوت لا مجرد كسر خطوط الجبهاتخاتمة*لن تسلم اليمن، إلا بتحقيق المصلحة العليا بوحدة وسلامة أراضيه وجزره، والسلام والاستقرار والازدهار في ظل سيادة القانون والدستور